من مايان لوبل وستيفن فاريل
القدس (رويترز) - مع قرب انتهاء فرز الأصوات في الانتخابات العامة الإسرائيلية ينخرط رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وكذلك من يسعون للإطاحة به، في حسابات ائتلاف معقدة لمعرفة كيفية الحصول على 61 مقعدا مطلوبة لتحقيق أغلبية في الكنيست.
وبعد فرز أكثر من 95 بالمئة من الأصوات، يبدو أن حزب ليكود اليميني الذي يتزعمه نتنياهو سيكون أكبر حزب منفرد. ولدى نتنياهو حلفاء أكثر من منافسيه. لكن حتى بعد رابع انتخابات خلال عامين لا يوجد أمام أي طرف مسار واضح للفوز.
*من هي الأطراف المعنية؟
أسس نتنياهو حملته الانتخابية على حملة تطعيم ضد كوفيد-19 جاءت في صدارة بلدان العالم. ومع استمرار فرز الأصوات في الانتخابات تجاوز عدد من تلقوا جرعتي اللقاح نصف السكان.
لكن حتى هذا لا يمكن أن ينهي الأزمة في ظل الاستقطاب على الساحة السياسية الإسرائيلية.
ويواجه نتنياهو انتقادات من معارضيه الذين يتهمونه بسوء إدارة الأزمة خلال فترات الإغلاق لمكافحة جائحة كوفيد-19 التي أضرت الاقتصاد بشدة.
كما أنهم يركزون على اتهامات بالفساد أدت لوصفه "بالوزير المجرم". ومثل نتنياهو أمام المحكمة هذا العام ودفع ببراءته من اتهامات بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة.
ويبدو أن نتنياهو بصدد خسارة ستة مقاعد لينخفض عدد مقاعد حزبه إلى نحو 30 في البرلمان الذي يضم 120 مقعدا. وهذا يجعله أكثر اعتمادا على منافسيه في اليمين الذين سيطالبون بتنازلات خلال مفاوضات تشكيل ائتلاف.
يائير لابيد (57 عاما) وزير مالية سابق وصاحب برنامج حواري تلفزيوني ويرأس حزب "هناك مستقبل" المنتمي إلى يسار الوسط. ومن المتوقع أن يحل حزبه في المركز الثاني ويحصل على نحو 17 مقعدا.
وأطلق لابيد حملته تحت شعار "إعادة العقلانية" إلى إسرائيل بحكومة نزيهة وقيادة معتدلة في محاولة لا تتسم بدهاء كبير لإسقاط نتنياهو.
لكنه سيواجه مهمة أكثر صعوبة هي توحيد الأحزاب من مختلف الاتجاهات على الساحة السياسية في إسرائيل. وتريد جميع هذه الأحزاب إزاحة نتنياهو، لكنها مختلفة فيما بينها.
نفتالي بينيت (49 عاما) أحد مساعدي نتنياهو السابقين ووزير دفاع سابق في الحكومة. وهو مليونير كون ثروته من العمل في مجال التكنولوجيا ويرأس حزب يامينا المتطرف وينافس على زعامة اليمين.
وبالفوز بنحو سبعة مقاعد سيصبح بينيت في وضع "صانع الملك" رغم رفضه مساندة نتنياهو أو معارضته. لكن انضمامه إلى الوسط سيدمر مصداقيته وسط اليمين.
بتسلئيل سموتريش (41 عاما) رئيس حزب الصهيونية الدينية المنتمي لليمين المتطرف والمتوقع أن يحصل على ستة مقاعد. تضم القاعدة الرئيسية لناخبي هذا الحزب المستوطنين المتشددين ويرفض أي تنازل عن الأراضي للفلسطينيين وهو ما يقضي على الفرص الضعيفة بالفعل لتحقيق أي تقدم في حل الدولتين في الأعوام المقبلة إذا عول ائتلاف يقوده نتنياهو على دعمهم.
منصور عباس (46 عاما) زعيم القائمة العربية الموحدة، التي من المتوقع أن تفوز بأربعة مقاعد، وأحد أفراد الأقلية العربية في إسرائيل ونسبتها 21.5 بالمئة. وأحدث منصور صدمة بين عرب إسرائيل بانسحابه من تحالف للأحزاب العربية وتصريحه بأنه ليس لديه مانع في العمل مع نتنياهو لحل مشكلة العنف وغيرها من القضايا الاجتماعية في البلدات العربية.
لكن لم يسبق أن انضم أي حزب عربي إلى ائتلاف إسرائيلي حاكم ويرفض معظم الناخبين العرب اقتراح عباس. وقال سموتريش اليميني إنه لن يجلس جنبا إلى جنب مع عباس.
جدعون ساعر (54 عاما) وزير سابق بالحكومة انسحب من حزب ليكود وأسس حزب الأمل الجديد وتعهد بإنهاء حكم نتنياهو.
ومثل ليكود يعارض حزبه إقامة دولة فلسطينية. وأسس ساعر حملته على تشكيل حكومة نزيهة وإنعاش الاقتصاد، لكن من المتوقع أن يحصل حزبه على ستة مقاعد فحسب.
ولأنه سياسي متمرس قد يساهم ساعر في توحيد فصائل المعارضة الراهنة من اليسار واليمين.
لكن نتنياهو سياسي من الطراز الأول ومتمرس في تشكيل الائتلافات الحكومية تحت ضغط. ومن المرجح أن يمضي الأيام المقبلة في إقناع المنشقين في حزب الأمل الجديد بأن انفصالهم كان خطأ وحثهم على العودة إلى ليكود.
* ماذا سيحدث بعد الانتهاء من فرز الأصوات؟
من المتوقع إعلان النتائج النهائية في وقت متأخر يوم الخميس أو يوم الجمعة. وسيتشاور الرئيس الإسرائيلي مع زعماء الأحزاب بشأن اختيارهم لرئيس الوزراء. وبحلول السابع من أبريل نيسان من المتوقع أن يختار الرئيس المرشح صاحب الفرصة الأفضل لتشكيل حكومة.
وسيكون أمام المرشح 42 يوما لتشكيل حكومة، وإذا فشل يكلف الرئيس سياسيا آخر.
وإذا لم يفلح أحد في تشكيل الحكومة تجري إسرائيل انتخابات عامة خامسة.
(إعداد مروة سلام للنشرة العربية - تحرير معاذ عبد العزيز)