🔥تغلب على السوق مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

رجل واحد يقوم بمهمة تحيي الأمل في أحد أحياء بيروت بعد انفجار المرفأ

تم النشر 25/03/2021, 19:43
© Reuters. رجل واحد يقوم بمهمة تحيي الأمل في أحد أحياء بيروت بعد انفجار المرفأ
EMAA
-

من آيات بسمة وعصام عبد الله

بيروت (رويترز) - الحجم الهائل للدمار الذي شهدته منطقة الكرنتينا في بيروت جراء الانفجار الضخم في ميناء العاصمة اللبنانية في أغسطس آب الماضي جعل إعادة البناء مهمة عسيرة. لكن مارك طربيه الحلو رئيس منظمة "فرح العطاء" الخيرية غير الحكومية قرر التصدي لهذه المهمة.

فالحي الذي يغلب محدودو الدخل على قاطنيه كان من بين أقرب الأماكن للانفجار الذي أودى بحياة 200 شخص.

ويقع الحي قبالة صومعة الحبوب العملاقة المدمرة التي أصبحت رمزا للمأساة.

وكان الحلو قد قرر غداة الانفجار أن يُكرس نفسه والمنظمة الخيرية التي يديرها من أجل إعادة إعمار (DU:EMAA) الحي.

فمجرد إزالة الأنقاض تطلب رفع حمولة 300 شاحنة. وكانت بعض المباني في حاجة لتدخُل عاجل لمنع انهيارها. ويقول الحلو نفس ما يقوله سكان الكرنتينا من أن هناك أطفالا لم يضحكوا أو يلعبوا منذ شهور.

وكان يقطن تلك المنطقة لبنانيون وسوريون وسكان آخرون، وبها فرقة إطفاء وعشرات المحلات التي تبيع كل شيء من قطع غيار السيارات إلى الأواني الفخارية. وقد تضرر الجميع بشدة.

ورممت منظمة الحلو "فرح العطاء" أحياء لبنانية تضررت جراء الحرب والعنف منذ عام 1985.

وقال الحلو (33 عاما)، الذي يستخدم كرسيا متحركا منذ إصابته في حادث غوص عام 2016، "للأسف بس، ولكن خبرتنا يمكن سمحتلنا إنو ناخد على عاتقنا منطقتين كانوا متضررين بشكل كبير كونهن الأقرب لموقع الانفجار فصار فيهن ضرر أكتر من غيرهن".

ومع خواء الدولة اللبنانية نتيجة عقود من الفساد والفشل، أخذت منظمات إغاثة ومتطوعون مثل الحلو على عاتقهم مهمة إعادة بناء المدينة.

وتولت منظمة "فرح العطاء" إعادة بناء ستة مربعات سكنية في الكرنتينا وجوارها، وتقطن تلك المربعات نحو 350 أُسرة.

وبعد مرور أكثر من سبعة أشهر على الانفجار، الذي كان أحد أكبر التفجيرات غير النووية في العالم، لم يعد كثيرون لبيوتهم بعد.

لكن الشوارع تعج بالحياة مجددا والمباني لم تبد أبدا على ما يرام.

* وسط الأنقاض

قالت فيرا نقّور ياغليان، أم إلياس، (٧٥ عاما) ومن سكان منطقة الكرنتينا، بينما تشير من شرفتها إلى واجهات مطلية بألوان زاهية "نحن هلأ حيّنا ما منحلم يكون عنّا (عندنا) هيك حي. هيدا الحي سمّيتو حي الفرنساوي صرنا متل الأحياء المرتبة بفرنسا... حي ولا أجمل".

وأم إلياس، وهي أم لأربعة أبناء، من مواليد حي الكرنتينا الذي لم تغادره أبدا حتى إبّان مذابح الحرب الأهلية اللبنانية 1975-1990.

وحين ترى الحلو مع فرق المتطوعين والمهندسين فإنها عادة ما ترسل لهم القهوة.

وبينما يتجول الحلو في شوارع الحي على كرسيه الكهربائي المتحرك تكون فرق البناء تعمل ويتوقف المارة للترحيب.

وتطلب امرأة تعويضا حكوميا وُعدت به ولم تتسلمه، بينما تطالب أخرى بتجديد خزائن مطبخها وتطلب ثالثة إعادة بناء سقف الفناء الخاص بها.

وقالت للحلو إنه لولاهم لكانوا ما زالوا يعيشون وسط الأنقاض.

وأوضح الحلو أنه يعد الانفجار عقد العزم على ألا يسمح لإصابته في العمود الفقري بمنعه من العمل، وقال إنه أدرك أن له مهمة عليه أن يقوم بها.

وميزانية المنظمة الخيرية عالقة في البنك بسبب القيود المفروضة خلال الأزمة المالية بلبنان. لكن التبرعات تدفقت من الخارج، ما يصل إلى ثلاثة ملايين دولار نقدا إضافة إلى مواد بناء وحاويات محملة بالطعام. كما جاء ألوف المتطوعين الذين بينهم مهندسون وأطباء نفسيون.

ومن الأمور المؤلمة للغاية كان مقتل عدد من رجال الإطفاء والنساء الذين هرعوا لإخماد حريق في الميناء قبيل الانفجار. وما زال مبنى فرقة الإطفاء بحاجة إلى إصلاحات لكنه عاد للعمل مجددا.

ومن بين الأمور الأخرى المؤسفة جدا كان تدمير كنيسة محلية عمرها عشرات السنين سبق أن تضررت خلال الحرب الأهلية قبل تجديدها في التسعينيات. وتسبب الانفجار في سقوط سقفها وواجهتها.

وأعاد متطوعون بناء الكنيسة واجتمع مصلون في قداس أُقيم بها عشية عيد الميلاد.

© Reuters. رجل واحد يقوم بمهمة تحيي الأمل في أحد أحياء بيروت بعد انفجار المرفأ

وقالت أُم إلياس، التي تستعيد مشهد جيرانها الذين أٌصيبوا وغرقوا في دمائهم في أغسطس آب الماضي، إنها لم تستطع السيطرة على مشاعرها بعد أيام حين شاهدت الحي يعج بمقدمي المساعدات.

(إعداد محمد محمدين للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.