(رويترز) - تحل عطلة عيد الفصح في إسرائيل في مطلع الأسبوع المقبل، وهي على نفس الحال الذي شهدته في العامين الماضيين: غموض سياسي بعد انتخابات غير حاسمة وبقاء مستقبل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على المحك.
وأظهر فرز نهائي للأصوات بانتخابات يوم الثلاثاء أن حزب ليكود اليميني بزعامة نتنياهو والفصائل المشابهة له لم يحققوا أغلبية في البرلمان، وكذلك خصومه أيضا.
ووفقا للنتائج النهائية التي نشرتها لجنة الانتخابات المركزية، سيسيطر ائتلاف بقيادة نتنياهو على 52 مقعدا في البرلمان المؤلف من 120 مقعدا، بينما سيسيطر ائتلاف معارض على 57 مقعدا.
وخاض كل من نتنياهو وأولئك الراغبين في الإطاحة به في حسابات معقدة لتشكيل ائتلافات يوم الجمعة، بينما يستعد الإسرائيليون، الذين أرهقوا سياسيا بعد أربعة انتخابات جرت خلال عامين، للاحتفال بعيد الفصح في الفترة من 27 مارس آذار حتى الثالث من أبريل نيسان.
وطالب معارضو نتنياهو رئيس الوزراء بالتنحي والسماح ببدء عهد جديد.
وكتب جدعون ساعر، الذي انشق عن حزب ليكود، على تويتر "للمرة الرابعة في عامين، فشل نتنياهو ولم ينجح في تحقيق أغلبية برلمانية من 61 مقعدا".
وتابع "أدعو نتنياهو إلى التنحي وتحرير إسرائيل والسماح لها بالمضي قدما".
ويقود ساعر حزب "الأمل الجديد" الذي فاز بستة مقاعد ويتطلع إلى إقناع أنصار حزب ليكود بأن نتنياهو الذي كان جواز سفرهم إلى السلطة منذ 2009، ربما أصبح الآن عقبة في طريقهم.
وأعاد يائير لابيد، وهو معارض آخر لنتنياهو وحصد حزبه (هناك مستقبل ) المنتمي ليسار الوسط 17 مقعدا، نشر تغريدة ساعر مرفقة برسالة تقول "استمع لجدعون".
على الجانب الآخر، كتب نتنياهو على تويتر يوم الجمعة أن أكثر من مليون إسرائيلي صوتوا لحزب ليكود مما يجعله "أكبر حزب في إسرائيل". وهنأ الإسرائيليين بعيد الفصح في ظل تخفيف قيود الحد من انتشار فيروس كورونا بما يسمح للعائلات بالتجمع في العطلة.
وقال بعض الإسرائيليين، خلال قيامهم بالتسوق قبل العطلة التي تبدأ مع غروب شمس يوم السبت، إنهم سئموا الانتخابات.
وقال ران بيريتز (46 عاما) من تل أبيب "من المفترض أن يمثل عيد الفصح خروجنا من مصر.. أليس كذلك؟ وبالتالي ما الذي يحتاجه الأمر للخروج من هذه الأزمة السياسية؟"
وأشار آخرون إلى أحداث وقعت في مصر مؤخرا. فقد جاء مقال للكاتب آموس هاريل في صحيفة (هاآرتس) بعنوان "نتنياهو هو المكافئ السياسي للسفينة التي تسد قناة السويس".
ماذا بعد؟
ربما يعتمد مصير نتنياهو السياسي على قادة حزبين لم يحددا موقفهما.
وفاز حزب (يامينا) من تيار أقصى اليمين، بزعامة نفتالي بينيت بسبعة مقاعد، بينما فازت القائمة العربية الموحدة بزعامة منصور عباس بأربعة مقاعد. وبموجب نظام تشكيل الائتلافات في إسرائيل، كلاهما من صناع الملوك المحتملين.
لكن ما يزيد المفاوضات تعقيدا أن بعض الحلفاء اليمينيين التقليديين لنتنياهو قالوا إنهم لن يدعموه إذا دخل في شراكة مع القائمة العربية الموحدة التي تتعاطف مع الفلسطينيين.
ويجد نتنياهو نفسه للمرة الأولى خلال جولة الانتخابات الأخيرة من دون حليفه الوثيق، الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي قام بسلسة تغييرات سياسية اتفقت بشدة مع نهج رئيس الوزراء الإسرائيلي.
وفي تخفيف واضح للنهج الذي اتبعته الولايات المتحدة في عهد ترامب، أعلنت إدارة الرئيس جو بايدن يوم الخميس أنها ستمنح الفلسطينيين 15 مليون دولار لدعمهم في مكافحة كوفيد-19.
ورحب رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتيه بهذا التحرك قائلا إنه "خطوة مهمة وفي الاتجاه الصحيح من أجل إعادة صياغة العلاقة مع الإدارة الأمريكية".
(إعداد نهى زكريا للنشرة العربية - تحرير مصطفى صالح)