من أنتوني دويتش
أمستردام (رويترز) - قالت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في تقرير صادر يوم الاثنين إن لديها "أسبابا معقولة للاعتقاد" أن القوات الجوية السورية أسقطت قنبلة بغاز الكلور على حي سكني في محافظة إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة في فبراير شباط 2018.
ولم يصدر تعليق من الحكومة السورية. وتنفي سوريا وحليفتها العسكرية روسيا باستمرار استخدام الأسلحة الكيماوية في الحرب التي يخوضها الرئيس بشار الأسد ضد قوى المعارضة منذ عشر سنوات وتقولان إن المعارضين ينفذون مثل هذه الهجمات حتى تبدو دمشق وكأنها هي التي تقف وراءها.
وقال التقرير الجديد الذي أعدته وحدة التحقيقات بالمنظمة إنه لم يَسقط أي قتلى عندما أصابت اسطوانة غاز الكلور الموجودة في القنبلة البرميلية حي الطليل بمدينة سراقب في فبراير شباط عام 2018.
لكنه ذكر أنه في مساء الرابع من فبراير شباط، عولج 12 شخصا من أعراض تتفق مع التسمم الكيماوي منها الغثيان والتهاب العينين وضيق التنفس والسعال وأزيز الصدر.
والكلور ليس من المواد الكيماوية المحظورة دوليا غير أن استخدام أي مادة كيماوية في الصراع المسلح محرم بمقتضى اتفاقية الأسلحة الكيماوية الموقعة عام 1997 والتي تشرف المنظمة على تطبيقها من مقرها في لاهاي.
وكانت الحملة الأمنية التي شنها الرئيس السوري على المتظاهرين في 2011 قد تطورت إلى حرب أهلية ودعمت روسيا وإيران حكومته بينما ساندت الولايات المتحدة وتركيا وبعض خصوم دمشق من الدول العربية بعضا من جماعات المعارضة العديدة.
وفي أبريل نيسان 2020 خلص فريق التحقيق وتحديد الهوية التابع لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى أن طائرات حربية سورية وطائرة هليكوبتر أسقطت قنابل تحتوي على غاز الكلور وغاز الأعصاب السارين على قرية في محافظة حماة خلال مارس آذار 2017.
* إطلاق غاز سام
كما وجه التقرير الأخير الذي أعده فريق التحقيق وتحديد الهوية الاتهام لقوات الحكومة السورية. فقد خلص إلى أن ثمة "أسبابا معقولة للاعتقاد" بأن اسطوانة ممتلئة بالكلور أسقطت من طائرة هليكوبتر.
وقال التقرير إنه "خلال هجمات مستمرة على سراقب، قصفت طائرة هليكوبتر عسكرية للقوات الجوية العربية السورية تحمل الرمز ألفا-253، تحت سيطرة قوات النمر، شرق سراقب بإسقاط اسطوانة واحدة على الأقل. انفجرت الاسطوانة وأطلقت غازا ساما هو الكلور والذي انتشر في مساحة واسعة ملحقا الضرر باثني عشر فردا هوياتهم معروفة".
وقوات النمر وحدة خاصة في الجيش السوري تستخدم عامة في العمليات الهجومية في الحرب التي هدأت إلى حد بعيد بعد انتزاع الأسد السيطرة على معظم الأراضي بدعم روسي وإيراني.
وقال موجز لتقرير المنظمة "تشير كل العناصر إلى وجود قوات النمر في محيط سراقب. وقد اكتشفوا طائرة هليكوبتر كانت تحلق فوق المنطقة التي تعرضت للقصف في لحظة انطلاق الغاز".
وأضاف أنه تم فحص العينات التي تم جمعها من المنطقة وأخذ سبل أخرى محتملة للتلوث بالكلور في الاعتبار غير أن فريق المنظمة قال إنه لم يتم اكتشاف ما يشير إلى أن الحادث يقف وراءه خصوم الأسد.
وحدد الفريق هوية الأفراد الذين يعتقد أنهم ضالعون في الهجوم المزعوم لكنه لم ينشر تفاصيل عنهم.
وفيما بين 2015 و2017 توصل فريق مشترك من الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية أطلق عليه اسم آلية التحقيق المشتركة إلى أن قوات الحكومة السورية استخدمت غاز الأعصاب السارين وقنابل الكلور البرميلية في حالات عدة في حين تم التوصل إلى أن مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية استخدموا غاز الخردل.
(إعداد ياسمين حسين ومنير البويطي للنشرة العربية - تحرير دعاء محمد)