من ستيفاني نيبيهاي وميشيل كامباس
جنيف/نيقوسيا (رويترز) - قالت الأمم المتحدة يوم الخميس إنه ليست هناك أرضية مشتركة كافية لاستئناف المفاوضات بشأن قبرص المقسمة بعد أن حاولت قمة دامت ثلاثة أيام كسر الجمود المستمر منذ أربع سنوات في مفاوضات السلام.
وكان دبلوماسيون يحاولون تحقيق انفراجة لإنهاء الصراع المستمر منذ عقود بين القبارصة الأتراك والقبارصة اليونانيين والذي يزعزع الاستقرار في منطقة شرق المتوسط ويعد مصدر توتر رئيسيا بين اليونان وتركيا العضوين في حلف شمال الأطلسي.
وقال أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة في مؤتمر صحفي في جنيف "الحقيقة أننا لم نتوصل بعد في نهاية محادثاتنا إلى أرضية مشتركة كافية تسمح باستئناف مفاوضات رسمية".
وانقسمت الجزيرة إلى شطرين إثر غزو تركي عام 1974 أثاره انقلاب قصير الأمد بإيعاز من اليونان. وكانت بذور الانقسام قد غُرست قبل ذلك عندما انهارت إدارة مشاركة سلطة بين القبارصة اليونانيين والقبارصة الأتراك بعد ثلاث سنوات فقط من الاستقلال عن بريطانيا في عام 1960.
وسعت الأمم المتحدة على مدى عقود لتوحيد شطري الجزيرة كاتحاد بين منطقتين، وهو الأمر الوحيد الذي تمكّن الجانبان من الاتفاق عليه من حيث المبدأ.
ولا تعترف بدولة شمال قبرص سوى تركيا. وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو للصحفيين في جنيف إن الجانب القبرصي اليوناني لم يأت باقتراح جديد وبدا "كاسطوانة مشروخة".
وقال زعيم القبارصة الأتراك إرسين تاتار يوم الخميس إنه لا جدوى من عقد محادثات رسمية بشأن قبرص دون الاعتراف بدولته وإنه لن يتراجع عن اقتراح الدولتين الذي عرضه فريقه.
أما زعيم القبارصة اليونانيين نيكوس أناستاسيادس فقال إن اقتراح الأتراك القائم على أساس حل الدولتين يمثل انتهاكا واضحا لقرارات الأمم المتحدة بشأن الجزيرة ولن يُقبل قط. وتمثل حكومته اسميا الجزيرة بأكملها سواء دوليا أو في الاتحاد الأوروبي.
وقال جوتيريش إن الأمم المتحدة ستقوم بمحاولة جديدة "في غضون شهرين أو ثلاثة".
وأضاف "للأسف لم نتمكن اليوم من التوصل للاتفاق الذي كنا ننشده، لكننا لن نستسلم".
وانعقدت القمة بمقر الأمم المتحدة الأوروبي وشارك فيها وزراء خارجية بريطانيا واليونان وتركيا، وهي القوى الضامنة بموجب معاهدة استقلال الجزيرة.
وكتب وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب على تويتر يقول إن بلاده ترحب بالتزام جميع الأطراف باللقاء من جديد في المستقبل القريب. وقال "بريطانيا ستواصل العمل مع جميع الأطراف سعيا للتوصل إلى تسوية عادلة ودائمة".
(إعداد لبنى صبري للنشرة العربية - تحرير أمل أبو السعود)