🔥تغلب على السوق مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

أحلام مجمدة .. فتيات أفغانستان ونساؤها يحلمن بالعودة للدراسة

تم النشر 03/11/2021, 11:22
محدث 03/11/2021, 11:24
© Reuters. الطالبة الجامعية حوا تبكي خلال مقابلة مع رويترز في كابول يوم 23 أكتوبر تشرين الأول 2021. تصوير: زهرة بنسمرة - رويترز

من زهرة بن سمرة

كابول (رويترز) - لا تجد الطالبة الجامعية حوا ما تشغل به وقتها هذه الأيام، فتجلس بجوار النافذة في بيتها بالعاصمة الأفغانية كابول وهي تحدق في كتاب.

فلم يُسمح لحوا طالبة الأدب الروسي ابنة العشرين عاما بالعودة إلى الدراسة منذ سيطرة حركة طالبان على السلطة في البلاد في منتصف أغسطس آب الماضي، شأنها في ذلك شأن مئات الآلاف من الفتيات والشابات الأفغانيات.

ومثل كثيرات من قريناتها، تخالجها مشاعر مختلطة من الإحباط والغضب لأن طموحاتها في الدراسة والعمل خابت.

قالت حوا لرويترز في بيت أسرتها في العاصمة الأفغانية حيث تمضي أيامها في الرسم والقراءة وأداء الأعمال المنزلية "لم نولد لكي نجلس في البيت".

وأضافت "إذا كان بإمكاننا أن نربي أطفالا فبإمكاننا أيضا أن نعول أسرنا. في هذا الوضع لا أري أن أحلامي ستتحقق".

وقد سمحت حركة طالبان الإسلامية المتشددة، التي أطاحت هذا العام بالحكومة المدعومة من الغرب، لكل الصبية والبنات الصغيرات بالعودة إلى الدراسة لكنها لم تسمح لطالبات المدارس الثانوية باستئناف الدراسة.

كما أن معظم الجامعات الحكومية لا تعمل على الإطلاق أو تعمل بصورة جزئية فقط.

وقد حاول المسؤولون طمأنة الأفغان والمانحين الأجانب أنه ستتم مراعاة حقوق الإنسان بما في ذلك السماح للبنات بالعودة للدراسة وللنساء بالدراسة والعمل بمجرد استكمال التفاصيل الخاصة بذلك بما يتفق مع الشريعة الإسلامية.

كما ألقى المسؤولون اللوم على المجتمع الدولي في قطع المساعدات مما زاد من صعوبة تمويل إعادة فتح المدارس والجامعات للجميع.

وبعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر على بدء حكم طالبان لم يتحقق ذلك ويرتاب البعض في الحركة التي منعت جميع الفتيات من الدراسة والنساء من العمل عندما حكمت البلاد في الفترة من 1996 إلى 2001.

* أحلام مجمدة

كانت نسبة الأفغانيات في المدارس الثانوية عام 2018 أقل من 40 في المئة رغم السماح لهن بالدراسة وذلك وفقا لأحدث الأرقام من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو).

ولا يزال المجتمع محافظا بشدة رغم الحكم المدعوم من الغرب على مدار 20 عاما ورغم ضخ مساعدات خارجية بمليارات الدولارات بهدف نشر الوعي بالمساواة والحقوق المدنية.

إلا أن البنات والنساء في المراكز الحضرية بصفة خاصة تمتعن بحريات أكبر منذ 2001 وترفضن التخلي عنها.

قالت حوا "من ذهبن منا إلى الجامعة وأصبحت لهن وظائف كن يساعدن أسرهن. وبالطبع لن نحقق شيئا لأنهم (رجال طالبان) يقولون أن كل ما درسناه في العشرين عاما الأخيرة لا طائل من ورائه".

وفي الناحية الأخرى من المدينة أصبحت سحر ابنة السبعة عشر ربيعا حبيسة البيت. وهي تريد أن تصبح مهندسة لكن كل ما يمكنها في الوقت الحالي على الأقل هو التعلم في البيت بقدر استطاعتها.

قالت "أحاول الاستمرار في دروسي في البيت لكن البيئة في المدرسة والفصل الدراسي وزميلاتي والمدرسين كل هذا شيء مختلف بالمقارنة مع البقاء في البيت".

بدت عليها مشاعر الزهو وهي تطوف بمراسلة رويترز في فصلها القديم إذ سمح أحد المسؤولين عن المدرسة لها بالدخول في ذلك اليوم.

جالت سحر ببصرها في الغرفة التي تراكمت الأتربة على مكاتبها ومقاعدها وقد بدت على وجهها قسمات الحزن وقالت "أود أن أعود إلى فصلي واستأنف دراستي وأن أكون مع زميلاتي وأساتذتي".

وعندما يعود شقيقها وشقيقتها الأصغر منها من المدرسة كل يوم تساعدهما سحر في أداء واجباتهما المدرسية.

قالت "يعودان للبيت ويؤديان واجباتهما ويتحدثان عن زملائهما ودراستهما. لكنني أشعر بالحزن في داخلي لعجزي عن الذهاب للمدرسة".

ولاحظت شقيقتها هادية (عشر سنوات) أن بعض مدرساتها وزميلاتها فيما سبق اختفين. وهي تفترض أنهن فررن من كابول مع آلاف الأفغان الذين فروا في أسابيع الفوضى التي أعقبت دخول طالبان العاصمة.

© Reuters. الطالبة الجامعية حوا تبكي خلال مقابلة مع رويترز في كابول يوم 23 أكتوبر تشرين الأول 2021. تصوير: زهرة بنسمرة - رويترز

ورغم صغر سن هادية فهي تدرك ما ينتظرها من مصاعب.

قالت "أنا في سنة رابعة. أريد أن أكون طبيبة لكن إذا لم يُسمح لي خلال عامين بمواصلة الدراسة مثل شقيقتي فلن أتمكن من تحقيق حلمي. وهذا يفزعني".

(إعداد منير البويطي للنشرة العربية - تحرير أمل أبو السعود)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.