نيروبي (رويترز) - قالت مصادر إن السلطات الإثيوبية اعتقلت شخصيات بارزة من أبناء إقليم تيجراي من مدير تنفيذي لأحد البنوك إلى رجال دين بالإضافة إلى موظفين يعملون لدى الأمم المتحدة في حملة اعتقالات واسعة النطاق لمن يشتبه في أنهم من أنصار المتمردين من الإقليم الشمالي.
ونفت الشرطة استهداف أبناء عرقية التيجراي، وقالت إن المعتقلين يُعتقد أن لهم صلات بالجبهة الشعبية لتحرير تيجراي التي تقاتل الحكومة المركزية منذ عام.
وأودت الحرب بحياة الآلاف وأجبرت أكثر من مليونين من السكان على الفرار من ديارهم وامتدت إلى إقليمي عفر وأمهرة مما يهدد استقرار إثيوبيا ومنطقة القرن الأفريقي.
وأعلنت إثيوبيا حالة الطوارئ الأسبوع الماضي مع توغل قوات تيجراي جنوبا باتجاه العاصمة أديس أبابا. ويسمح ذلك الإجراء باحتجاز أي مشتبه به إلى أجل غير مسمى ويفرض على المواطنين حمل بطاقات هوية يمكن أن تشير إلى الأصل العرقي.
وقالت الأمم المتحدة يوم الثلاثاء إنه جرى اعتقال ما لا يقل عن 16 موظفا إثيوبيا لديها ومعهم أفراد من عائلاتهم لكنها لم تحدد أصلهم العرقي. وقالت يوم الأربعاء إن تسعة منهم ما زالوا رهن الاحتجاز.
وقالت لجنة حقوق الإنسان الإثيوبية إن الاعتقالات التي تعرض لها أفراد من عرقية تيجراي، وهي الأحدث في حملات متكررة وثقتها رويترز، شملت المئات على الأقل، ومن بينهم مواطنون من كبار السن وأمهات مع أطفالهن.
وقال مسؤول إثيوبي كبير طلب عدم ذكر اسمه خوفا من الانتقام لرويترز إن الاعتقالات "خرجت عن نطاق السيطرة".
ولم يرد المتحدث باسم الحكومة ليجيسي تولو فورا على طلبات من رويترز للتعليق. وقال المتحدث باسم الشرطة الاتحادية جيلان عبدي إنه غير مفوض للتعليق على الاعتقالات، بينما قال المتحدث باسم شرطة أديس أبابا فاسيكا فانتي الأسبوع الماضي إن المعتقلين يدعمون "بشكل مباشر أو غير مباشر" الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي.
وقال موظف بأحد البنوك لرويترز إن الشرطة احتجزت يوم الثلاثاء دانيال تيكستي، الرئيس التنفيذي لبنك ليون بانك الذي ينتمي لعرقية تيجراي مع خمسة موظفين آخرين، مضيفا أنه تم إطلاق سراحهم في وقت لاحق من تلك الليلة.
وأفادت قائمة جمعها كاهن مسجون وسربها إلى أحد أفراد أسرته إن 37 قسا ورجل دين اعتقلوا من أربع كنائس في العاصمة. ولم ترد الكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية على الفور على طلب للتعليق.
وقال جيتاشو رضا المتحدث باسم الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي يوم الأربعاء إن حالة الطوارئ تمثل تفويضا مطلقا لتنفيذ اعتقالات جماعية للتيجراي. وقال لرويترز إن اعتقال سائقي الأمم المتحدة والمتعاقدين مع المنظمة لفت انتباه العالم للمشكلة الأكبر.
وأضاف "آلاف يُعتقلون بسبب انتمائهم العرقي".
(إعداد لبنى صبري وأحمد السيد للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)