من باريسا حافظي وفرانسوا ميرفي وفيل ستيوارت
فيينا (رويترز) - استؤنفت يوم الخميس المحادثات الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي الإيراني المبرم في 2015 فيما كثفت الولايات المتحدة وإسرائيل الضغوط الكلامية على طهران بالحديث عن التبعات الاقتصادية أو العسكرية إذا أخفقت الدبلوماسية.
وقال علي باقري كني كبير المفاوضين الإيرانيين في المحادثات النووية إن طهران متمسكة بالموقف الذي طرحته الأسبوع الماضي، عندما انفضت المحادثات مع توجيه مسؤولين أوروبيين وأمريكيين الاتهام إلى إيران بتقديم طلبات جديدة هائلة والتراجع عن تنازلات تم التوصل إليها هذا العام.
وقال عدة مسؤولين أمريكيين إنهم يفضلون التوصل إلى حل دبلوماسي، لكنهم أبدوا في الوقت نفسه الاستعداد لاتخاذ موقف أشد إذا لزم الأمر.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي "في ظل التقدم المستمر في البرنامج النووي الإيراني، طلب الرئيس من فريقه الاستعداد للتحول إلى خيارات أخرى في حال فشل الدبلوماسية".
ويتنقل دبلوماسيون من بقية الأطراف وهي فرنسا وبريطانيا وألمانيا وروسيا والصين بين الجانبين الأمريكي والإيراني لأن طهران ترفض التواصل مباشرة مع واشنطن وذلك بهدف إعادتهما للالتزام الكامل بالاتفاق.
وبمقتضى الاتفاق الذي أبرمته الجمهورية الإسلامية وست قوى عالمية عام 2015 قلصت إيران برنامجها النووي مقابل تخفيف عقوبات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة عليها.
وكانت محادثات الأسبوع الماضي الأولى بعد توقف استمر خمسة أشهر بسبب انتخاب حكومة إيرانية متشددة جديدة بقيادة الرئيس إبراهيم رئيسي المعادي للغرب.
وقال مسؤولون غربيون إن إيران تخلت عن أي تنازلات قدمتها في الجولات الست السابقة من المحادثات وتجاهلت مطالب الأطراف الأخرى وقدمت المزيد من المطالب الأسبوع الماضي.
وتريد إيران رفع جميع العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة بعدما أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق عام 2018، على أن يتم ذلك في عملية يمكن التحقق منها. وبدأت إيران انتهاك القيود النووية للاتفاق بعد عام تقريبا من انسحاب واشنطن.
وقال باقري للصحفيين عقب استئناف المحادثات مع القوى العالمية الخميس "شددت إيران على أنها ستواصل المحادثات بجدية بناء على موقفها السابق".
وقالت الولايات المتحدة إن الأمر سيستغرق بضعة أيام للحكم على ما إذا كانت إيران مستعدة لإبداء مرونة، وألمح مسؤولون أمريكيون إلى التكلفة الاقتصادية والعسكرية التي قد تواجهها طهران إذا لم يتم التوصل إلى حل دبلوماسي.
كان تقرير حصري لرويترز قد ذكر يوم الأربعاء أن من المتوقع أن تتضمن محادثات في واشنطن مع وزير الدفاع الإسرائيلي يوم الخميس مناقشات حول تدريبات عسكرية محتملة من شأنها التحضير لأسوأ سيناريو ممكن لتدمير المنشآت النووية الإيرانية إذا أخفقت الدبلوماسية.
وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن في بداية الاجتماع مع نظيره الإسرائيلي بيني جانتس إن إيران لم تعرض تواصلا بناء في المحادثات النووية في فيينا التي يأمل الرئيس جو بايدن أن تفضي إلى إعادة إحياء الاتفاق.
وركزت المتحدثة باسم البيت الأبيض ساكي على العقوبة الاقتصادية المحتملة.
وقالت "إذا لم تتمكن الدبلوماسية من أن تأخذ مسارها سريعا وإذا استمر البرنامج النووي الإيراني في التسارع، فلن يكون لدينا عندئذ أي خيار آخر سوى اتخاذ اجراءات أخرى وفرض مزيد من القيود على القطاعات التي تدر عوائد على إيران".
ومن المقرر أن يزور وفد أمريكي بارز الإمارات الاسبوع المقبل لإجراء لقاءات مع بنوك بشأن مخاوف حيال امتثالها للعقوبات الأمريكية التي تهدف للضغط بشدة على اقتصاد إيران.
وقال إنريكي مورا، منسق الاتحاد الأوروبي للمحادثات النووية، للصحفيين في فيينا إن الأطراف ليس أمامها وقت لا محدود.
(إعداد محمود سلامة ومنير البويطي ودعاء محمد للنشرة العربية)