من إيدن لويس
القاهرة (رويترز) - قال مسؤول مصري كبير إن مصر ستضع نفسها في موقف محايد أثناء استضافتها قمة الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ (كوب27) هذا العام، حيث ستطالب الدول الأخرى بالتحرك لتنفيذ تعهدات المناخ بينما تدعم مصالح الدول النامية.
وأضاف وائل أبو المجد، الممثل الخاص لرئيس قمة كوب27، أن مصر، التي تُحظر فيها المظاهرات بدون ترخيص، سترحب أيضا بالاحتجاجات في إطار قواعد القمة التي تنعقد في شرم الشيخ في الفترة من السابع إلى 18 نوفمبر تشرين الثاني.
وتتولى مصر، وهي مُصدر للغاز الطبيعي، رئاسة محادثات الأمم المتحدة للمناخ من بريطانيا. وانتهت قمة العام الماضي في جلاسجو بتعهد ما يقرب من 200 دولة مشاركة بتعزيز التزاماتها المتعلقة بالمناخ هذا العام.
وقال ألوك شارما رئيس (كوب26) إن 11 دولة قامت بتحديث أهدافها المتعلقة بخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري منذ قمة جلاسجو. وأضاف أمام لجنة برلمانية في المملكة المتحدة "يحدوني الأمل في أن نرى المزيد من هذه (الأهداف) تتحقق".
وخيبت البلدان الغنية آمال الكثيرين في جلاسجو بعدما قالت إنها لن تقدم 100 مليار دولار سنويا تعهدت بها بين 2020 و2023 لمساعدة البلدان النامية في التحول نحو الطاقة النظيفة والتكيف مع ارتفاع حرارة العالم.
ومسألة تقديم هذا التمويل تأتي ضمن أولويات مصر بالنسبة لقمة كوب27. وقال أبو المجد في مقابلة إن مصر تريد أيضا التركيز على تدبير تمويل منفصل "للخسائر والأضرار"، أو تعويضات للدول المعرضة للمخاطر والتي تعاني بالفعل من الطقس السيء المرتبط بتغير المناخ.
وقال "هناك قضايا ذات أهمية وأولوية للدول النامية، وهناك آمال كبيرة من جانبنا كدولة نامية في ضمان أخذ هذه القضايا في الاعتبار وتحقيق تقدم يتناسب مع مدى أهميتها".
لكنه قال إن مصر ستسعى أيضا للتوسط بين الدول المتقدمة والنامية التي اختلفت حول قضايا من بينها انبعاثات الكربون والتمويل المتعلق بالمناخ، في الوقت الذي تحاول فيه المساعدة في توجيه الانتقال من مرحلة تقديم التعهدات إلى مرحلة العمل.
وأوضح "في هذا العام بالذات، من مصلحة العملية الحفاظ على مفهومي الحياد والمسافة الواحدة مع الجميع".
وأشار أبو المجد إلى أن مصر تعمل على إطلاق نحو 17 مبادرة تطوعية في مجالات تشمل الأغذية والزراعة وإدارة المياه، على أمل أن تكون مصدر إلهام لأفكار وتحركات تساعد الدول في الوفاء بالتعهدات.
وتعكف مصر على تحديث هدفها الخاص بخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، والذي يعرف باسم (الإسهامات المحددة وطنيا).
وقال أبو المجد "نعتزم التحرك بشكل أسرع، على الرغم من الظروف الصعبة للغاية"، في إشارة إلى الرياح الاقتصادية المعاكسة التي تواجهها مصر والدول النامية الأخرى بسبب كوفيد-19 وتأثير الحرب في أوكرانيا.
وأضاف أبو المجد أنه، بهدف تعزيز التمثيل العالمي في قمة كوب 27، سعت مصر إلى تسريع إجراءات الاعتماد لمنظمات المجتمع المدني من أفريقيا، غير الممثلة بشكل كاف، مضيفا أنه يأمل في أن يلعب نشطاء المناخ دورا بناء.
وقال "هناك قواعد معينة ونحن نعمل مع أمانة (TADAWUL:8310) (المؤتمر) لضمان أنه إذا كان هناك أشخاص يريدون الاحتجاج، فهذا حقهم، على أن يتم ذلك بطريقة سلمية.
"من الجيد أن يكون هناك أشخاص يصيحون فيك، وآمل ألا يلقوا أشياء عليك، لكن فقط يصيحون فيك ونحن معتادون على ذلك".
ودعت منظمة العفو الدولية مصر يوم الاثنين إلى تخفيف القيود المفروضة على المساحة المتروكة للنشاط المدني في الفترة التي تسبق المؤتمر.
وبعد تقارير عن ارتفاع أسعار الغرف، قال أبو المجد إن الحكومة المصرية تعمل مع الفنادق لتوفير أماكن إقامة يسيرة التكلفة للمشاركين في قمة شرم الشيخ، المنتجع السياحي المطل على البحر الأحمر.
وأضاف "سعينا بأقصى طاقة لضمان توفير فنادق لائقة وبأسعار معقولة جدا".
(إعداد أيمن سعد مسلم ومصطفى صالح للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)