🔥تغلب على السوق مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

تحليل- الصدر يزيد مخاطر الصراع في العراق

تم النشر 14/06/2022, 20:44
© Reuters. رجل الدين الشيعي العراقي مقتدى الصدر في صورة من أرشيف رويترز.

من أحمد رشيد

بغداد (رويترز) - زاد مقتدى الصدر من مخاطر الصراع في العراق بتصعيد سياسي كبير ربما يدخله في نزاع مع خصومه المدعومين من إيران أو إلى فرض تسوية فيما يتعلق بمساعي تشكيل الحكومة.

ولإحباطه من عدم قدرته على تشكيل حكومة بعد ثمانية أشهر من فوز كتلته بأكبر حصة من المقاعد في البرلمان، قاد رجل الدين الشيعي السياسة العراقية إلى المجهول يوم الأحد عندما استقال نواب التيار الصدري.

وتشير هذه الخطوة إلى تعميق الصراع على النفوذ في المجتمع الشيعي والذي تصاعد منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للإطاحة بالرئيس السابق صدام حسين قبل عقدين من الزمن.

شكلت خطوة الصدر، التي تمثل تحديا خطيرا لنظام ما بعد صدام، معضلة كبيرة لخصومه المدعومين من إيران.

فمن الناحية النظرية، يمكنهم الآن تشكيل حكومة لتحل محل حكومة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي المنتهية ولايتها والتي تواصل تصريف الأعمال.

لكن في الواقع، يقول محللون إن مثل هذه الخطوة ستثير على الأرجح اضطرابات، بل وحتى حالة من الصراع، في ظل ما يتمتع به الصدر من قاعدة دعم واسعة سبق أن حملت السلاح.

وبالنسبة لإيران، فإن أحدث تطور في الأزمة السياسية العراقية ليس مرحبا به، مما يبرز الانقسامات بين الشيعة والتي تهدد بتقويض نفوذها وتصب في مصلحة المنافسين العرب في الخليج.

ولم يشرح الصدر، الذي نصب نفسه معارضا للنفوذين الأمريكي والإيراني، أسباب انسحاب كتلته من البرلمان، واصفا ذلك في بيان مكتوب بخط اليد بأنه "تضحية" من أجل الوطن.

أما خصوم الصدر المدعومون من إيران فيتحركون بحذر على ما يبدو، إذ يدركون جيدا قدرته على حشد أنصاره، فعقدوا اجتماعا يوم الاثنين لكنهم لم يعلنوا عن قرارات جديدة.

وقال أحمد الكناني، وهو سياسي شيعي متحالف مع إيران، لرويترز "لقد أُخذنا على حين غرة بقرار الصدر المفاجئ، ونتوقع أن هناك سيناريو شيء ينتظرنا إذا قررنا المضي في تشكيل الحكومة".

وأضاف "يجب علينا دراسة التطورات السياسية الحرجة بدقة قبل التحرك نحو الخطوة التالية لأن قرار تشكيل الحكومة بدون الصدر سينطوي على مخاطرة كبيرة. لا نريد الوقوع في كمين".

* جمود

ولم يعلن الصدر خطوته التالية.

ولديه سجل حافل من الإجراءات القوية، ومنها محاربة القوات الأمريكية والانسحاب من حكومات والاحتجاج عليها. وفي العام الماضي، أعلن أنه سيقاطع الانتخابات قبل أن يغير رأيه.

وقال مصدر في مكتبه تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، لأنه غير مخول بالإدلاء بتصريحات إعلامية، "نحن خارج المشهد السياسي الآن، وسنرى كيف ستتشكل حكومة جديدة من دون الصدريين".

ولا يتوقع إحسان الشمري رئيس مركز التفكير السياسي العراقي أن يشكل خصوم الصدر حكومة بمفردهم. وقال "هذه الحكومة إن تشكلت فإنها ستولد ميتة لأن أتباع الصدر لن يقبلوا أن يروا مقتدى مكسورا ومعزولا سياسيا من قبل القوى المدعومة من إيران".

وبرز الصدر ذو الخلفية الدينية بعد الغزو، وأنشأ قوة من مقاتلين موالين له ولاء شديدا، شنوا حربا على القوات الأمريكية واشتبكوا فيما بعد مع السلطات العراقية.

وسعى إلى تمييز نفسه عن خصومه المدعومين من إيران في السنوات الماضية وتأكيد ولائه للعراق.

كما عيَّن العديد من أتباعه في مناصب حكومية مستغلا الغضب الشعبي من فساد الحكومة وعدم تقديمها للخدمات على الرغم من ثروة العراق النفطية.

وصل العراق إلى طريق مسدود سياسيا منذ انتخابات أكتوبر تشرين الأول التي حصد فيها الصدر 73 مقعدا من أصل 329، بينما كان أداء الفصائل المدعومة من إيران، والتي لها مجموعات مسلحة، ضعيفا.

وأحبط معارضو الصدر، بدعوى تزوير الأصوات، جهوده لتشكيل إدارة جديدة مع حلفاء من الأكراد والعرب السنة.

وفشل البرلمان ثلاث مرات في انتخاب رئيس جديد، وهو منصب مخصص للأكراد في نظام تقاسم السلطة في العراق، بسبب عدم إمكان تحقيق نصاب الثلثين.

كما أن جهود الصدر لتشكيل حكومة جديدة مع استبعاد الحلفاء الإيرانيين الرئيسيين لم تسفر عن شيء.

* تدخل ديني

في تأكيد للتوتر بين الشيعة منذ الانتخابات، تعرض مقر إقامة رئيس الوزراء الشيعي الكاظمي لهجوم بطائرة مسيرة في نوفمبر تشرين الثاني. وقال مسؤولون ومحللون عراقيون إن الهجوم، الذي خرج الكاظمي منه سالما، كان رسالة من جماعات مدعومة من إيران.

وظهرت الانقسامات الحادة بين الجماعات تلك بشأن كيفية الرد على تحرك الصدر في اجتماع أمس الاثنين، وفقا لما ذكره أحد الحضور الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته نظرا لسرية الإجراءات.

وعقب الاجتماع، حث هادي العامري، وهو زعيم جماعة مدعومة من إيران، آية الله العظمى علي السيستاني، المرجعية الدينية العليا لشيعة العراق، على التدخل لإنقاذ الموقف.

وللسيستاني، الذي نادرا ما يتدخل في السياسة إلا في أوقات الأزمات، نفوذ هائل في العراق ذي الغالبية الشيعية.

وتوقع حمدي مالك، الزميل المشارك في معهد واشنطن، أن تسعى إيران لتهدئة الوضع.

وقال "ما لا يريدون حدوثه هو أن يخوض الشيعة الحرب مع بعضهم بعضا، و(تجنب) هذا سيكون محور مساعيهم في هذه المرحلة".

© Reuters. رجل الدين الشيعي العراقي مقتدى الصدر في صورة من أرشيف رويترز.

وأضاف "إيران تعتقد بأن هذا سيفيد الآخرين في المنطقة، بما في ذلك دول الخليج العربية، مما يسمح للأكراد بأن يصبحوا أكثر قوة، وللسنة بتعزيز علاقاتهم مع الدول السنية. لذا فهم لا يريدون لهذا النظام الحالي... الانهيار".

وتابع القول إن الصدر "يعرف أوراقه جيدا، وهو يلعب بها، لكن بطريقة غير مألوفة تماما".

(شارك في التغطية الصحفية أمينة إسماعيل وشارلوت برونو من بغداد وتوم بيري من بيروت - إعداد محمد علي فرج للنشرة العربية - تحرير علي خفاجي)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.