من إيلين لايز وساتوشي سوجياما
طوكيو (رويترز) - من المتوقع أن يحتفظ الائتلاف الحاكم في اليابان بأغلبيته في مجلس المسشارين (الغرفة العليا بالبرلمان) يوم الأحد بعد يومين من اغتيال رئيس الوزراء السابق شينزو آبي، السياسي البارز وصانع القرار.
ووفقا لاستطلاع أجرته هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية لآراء الناخبين بعد خروجهم من لجان الاقتراع، من المتوقع أن يفوز الحزب الديمقراطي الحر، الذي يتزعمه رئيس الوزراء فوميو كيشيدا، وشريكه الأصغر في الائتلاف حزب كوميتو بما بين 69 إلى 83 مقعدا من أصل 125 تم التنافس عليها في انتخابات يوم الأحد.
ومن المتوقع صدور النتائج النهائية يوم الاثنين.
وقُتل آبي، وهو أطول رئيس للوزراء بقاء في السلطة في اليابان في العصر الحديث، بالرصاص يوم الجمعة خلال خطاب كان يلقيه لدعم مرشح محلي في مدينة نارا بغرب البلاد، في واقعة اعتبرتها المؤسسة السياسية هجوما على الديمقراطية ذاتها.
وتوقع محللون أن يعزز اغتيال آبي من موقف الحزب الديمقراطي الحر بزعامة كيشيدا، الذي كان تلميذا لآبي.
ووفقا لاستطلاع الرأي، من المتوقع أن يفوز الحزب بما بين 59 إلى 69 مقعدا في مجلس المستشارين مقارنة بعدد 55 مقعدا يشغلها الآن. وحصول الحزب على 69 مقعدا في مجلس المستشارين سيجعله يفوز بالأغلبية بمفرده، وهو أمر كان بعيد المنال قبل مقتل آبي.
وقال مرشح الحزب كي ساتو بعدما توقعت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية أنه سيفوز بمقعده في دائرة مقاطعة نارا "تم إطلاق النار على رئيس الوزراء السابق آبي، الذي جاء ليدعمني، في عمل إرهابي في خضم حملتنا الانتخابية". وكان آبي يقوم بحملة انتخابية لصالح ساتو حين أُطلق عليه النار.
وتابع "لكننا واصلنا حملتنا اعتقادا منا بأننا لا يجب أن نستسلم للإرهاب أو نخشاه.. يجب أن نتغلب عليه. أتمنى أن أسافر إلى طوكيو غدا لأخبر رئيس الوزراء السابق آبي شخصيا بهذا الانتصار".
وعادة ما يُنظر إلى انتخابات مجلس المستشارين على أنها استفتاء على أداء الحكومة الحالية. وتغيير الحكومة ليس مطروحا إذ أن هذا الأمر في يد مجلس النواب.
وربما يساعد الأداء القوي في استطلاعات الرأي رئيس الوزراء كيشيدا على تعزيز حكمه، مما يمنح المصرفي السابق من هيروشيما فرصة لتحقيق هدفه المتمثل في زيادة الإنفاق الدفاعي.
وقد يسمح له أيضا بمراجعة دستور البلاد السلمي، وهو حلم لم يتمكن آبي من تحقيقه.
وتظهر استطلاعات الرأي أن الأحزاب التي توافق على تعديل الدستور من المتوقع أن تحافظ على أغلبية الثلثين في مجلس المستشارين. وتكشف استطلاعات الرأي أيضا أن أغلب الناخبين يؤيدون تعزيز القوة العسكرية.
وقال روبرت وارد من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية إن كيشيدا ربما يمضي بحذر في تعديل الدستور لكن الانتصار الواضح يمهد الطريق أمام مزيد من الإنفاق الدفاعي، وهو أمر تعهد به الحزب بشكل رئيسي في الانتخابات. وأضاف أن كيشيدا "لديه الضوء الأخضر الآن للقيام بذلك".
وجرى تكثيف الوجود الأمني منذ اغتيال آبي. وألقت الشرطة القبض على رجل يبلغ من العمر 41 عاما بمجرد إطلاق النار على آبي من بندقية محلية الصنع من مسافة قريبة.
وشهد حضور كيشيدا لمؤتمر انتخابي في مدينة جنوب غربي طوكيو وجودا متزايدا للشرطة، وتم وضع جهاز للكشف عن المعادن في الموقع، في إجراء أمني غير معتاد في اليابان.
(إعداد نهى زكريا للنشرة العربية - تحرير أحمد ماهر)