🔥تغلب على السوق مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

ارتفاع أسعار الاتصالات في لبنان يقض مضاجع العمالة المهاجرة

تم النشر 11/07/2022, 13:29
محدث 11/07/2022, 15:12
© Reuters. العاملة الكينية نويل موسانجا تتفقد هاتفها المحمول خلال مقابلة مع رويترز في لبنان في أول يوليو تموز 2022. تصوير: محمد عزاقير - رويترز
USD/TRY
-
USD/LBP
-
DX
-

من مايا جبيلي

بيروت (رويترز) - نجت نويل موسانجا عاملة النظافة الكينية من الانهيار الاقتصادي في لبنان وموجات انتشار مرض كوفيد-19 وانفجار مرفأ بيروت لكن عندما أعلنت الشركة المقدمة لخدمة الإنترنت مضاعفة الأسعار شعرت بالخوف من أن ينقطع آخر شريان حياة يربطها بأسرتها وعملها.

وتكسب العاملة الحرة بالكاد ما يقيم أودها. لكن الآن وبسبب ارتفاع تكاليف الاتصالات سيتعين عليها ترشيد اتصالاتها مع أقاربها ومع أرباب العمل المحتملين.

وقالت موسانجا في شقتها بالطابق الأرضي في منطقة برج حمود كثيفة السكان الواقعة على مشارف بيروت "سأصبح مثل من سقط في حفرة عميقة".

ويقيم في لبنان نحو 250 ألف عامل مهاجر أغلبهم من أفريقيا جنوب الصحراء وجنوب شرق آسيا وفقا لبيانات الأمم المتحدة.

وعادة ما تخضع إقامتهم لنظام الكفالة الذي تقول المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان إنه يعطي صاحب العمل سيطرة زائدة على حياة العاملين.

وزاد الانهيار المالي الذي يشهده لبنان منذ ثلاث سنوات من معاناة العمال المهاجرين إذ يتخلص أرباب الأعمال من العمالة المنزلية ويتركونهم في الشوارع بعد أن أصبحوا غير قادرين على دفع أجورهم الشهرية، التي تتراوح بين 150 و400 دولار.

ولجأ بعض العاملين للعمل الحر، يقيمون على حسابهم ويقومون بأعمال التنظيف أو رعاية الأطفال لكسب عيشهم.

لكن هذه الأعمال تزداد صعوبة كل يوم. فقد خسرت الليرة اللبنانية 95 بالمئة من قيمتها في حين ارتفعت تكاليف المواد الغذائية واستخدام وسائل المواصلات بنحو 11 مثلا.

والإنترنت هو التحدي التالي الكبير.

حتى الشهر الحالي كان قطاع الاتصالات اللبناني مستمر في استخدام السعر الرسمي للصرف وهو 1500 ليرة للدولار في المحاسبة على فواتير المكالمات وخدمة الإنترنت.

ومع تراجع الإيرادات لم تتمكن الدولة من استيراد الوقود الكافي لتشغيل محطات الاتصالات مما تسبب في انقطاع الخدمة خلال عام 2021.

ولإصلاح ذلك قالت الحكومة اللبنانية إن رسوم الاتصالات ستحسب على أساس سعر صرف أقل كثيرا وأكثر مرونة تحدده منصة صيرفة الحكومية.

*"كل شيء باهظ الثمن"

تقول مجموعة إس.إم.إي.إكس المدافعة عن الحقوق الرقمية إن خطة الحكومة ستؤدي إلى زيادات تصل إلى أربعة أمثال في فواتير العملاء.

وقالت موسانجا، التي تعمل أيضا كمتطوعة في مجال الدفاع عن حقوق المهاجرين، إن زيادة الأسعار ستغير شكل الحياة بالنسبة للعمال المغلوبين على أمرهم.

وسيتعين عليهم الاختيار بين الدفع مقابل الحصول على خط اتصال منزلي أو خط محمول من المرجح أن يقللوا من استخدامه للحفاظ على باقاتهم المحدودة من الاستهلاك.

كما ستشكل هذه الزيادات خطرا أكبر على العمال الذين يسعون للهروب من أرباب العمل الذين يسيئون معاملتهم.

وقالت موسانجا "طوال الوقت، أتلقى شكاوى عبر الهاتف من عاملات مقيدات بعقود ويواجهن مشاكل... لذلك، يجب أن تتاح لدي خدمة الإنترنت للوصول إليهن وحل كل هذه المشاكل".

كما أن تكلفة المعيشة المرتفعة في كل النواحي تعني أيضا أن العمال المهاجرين لن يتبقى لهم أي شيء تقريبا لإرساله في تحويلات إلى أقاربهم في مسقط رأسهم.

وأضافت "الآن في لبنان، إذا كنت تعمل هنا، فأنت تهدر وقتك وطاقتك... لأن كل شيء باهظ الثمن، ولن يكون لديك ما تدخره لنفسك أو ترسله إلى عائلتك. لذلك من الأفضل العودة إلى الوطن".

كما يمكن أن يكون لقفزات الأسعار تأثير على الصحة العقلية للعمال المهاجرين وأسرهم في الوطن.

وقال كريم نوفل، أخصائي الاتصالات في حركة مناهضة العنصرية، إنه مع ارتفاع حالات العنف داخل المنازل في مختلف أرجاء لبنان منذ عام 2019، ستكون أسر العمال في الوطن في حالة قلق دائم إذا لم يتواصلوا معهم من حين لآخر.

© Reuters. العاملة الكينية نويل موسانجا تتفقد هاتفها المحمول خلال مقابلة مع رويترز في لبنان في أول يوليو تموز 2022. تصوير: محمد عزاقير - رويترز

وقالت تسيجريدا بيرهانو وهي مدافعة عن العمال المهاجرين في لبنان وتبلغ من العمر 27 عاما لرويترز إن العمال المقيمين كانوا يعتمدون على هواتفهم وخدمات الإنترنت المنزلي للبقاء على تواصل مع بعضهم البعض ومع عائلاتهم، لا سيما خلال جائحة فيروس كورونا.

وتابعت قائلة "هذا بمثابة علاج لهم. لذلك، إذا لم يكن لديك اتصالات وإذا لم يكن لديك إنترنت، فسوف تفقد كل شيء".

(إعداد لبنى صبري وأحمد السيد للنشرة العربية - تحرير دعاء محمد ولبنى صبري)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.