من توم بالمفورث وبافيل بوليتيوك
كييف (رويترز) - قالت أوكرانيا يوم الثلاثاء إنها استهدفت القوات والعتاد الروسيين بضربة صاروخية بعيدة المدى في منطقة بجنوب أوكرانيا أعلنت التخطيط لاستعادتها في هجوم مضاد يشارك فيه مئات الألوف من الجنود.
وقال الجيش الأوكراني إن الضربة أصابت مستودعا للذخيرة في بلدة نوفا كاخوفكا بمنطقة خيرسون مما أودى بحياة 52 روسيا. وجاء ذلك بعد أن زودت واشنطن أوكرانيا بأنظمة مدفعية متنقلة متطورة من طراز هيمارس تقول كييف إن قواتها تستخدمها بكفاءة أكبر من أي وقت مضى.
غير أن مسؤولا عينته روسيا في خيرسون قال إن سبعة على الأقل قُتلوا بينما أُصيب مدنيون وتضررت بنية تحتية مدنية.
ولا يتسن لرويترز التحقق بشكل مستقل من الروايات القادمة من ساحة المعركة.
والمنطقة التي ضربتها أوكرانيا هي تلك التي سيطرت عليها روسيا بعد أن بدأت في 24 فبراير شباط ما سمته "عملية عسكرية خاصة" داخل حدود جارتها السوفيتية السابقة. وهي منطقة ذات أهمية إستراتيجية إذ يمكن الوصول منها إلى البحر الأسود، كما أنها كانت من قبل منطقة صناعية زراعية مزدهرة، وتقع على المشارف الشمالية لشبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا.
وتحدث مسؤولون في الحكومة الأوكرانية عن جهود لحشد ما يصل إلى مليون جندي وعن هدفهم استعادة الأجزاء الجنوبية من البلاد التي تخضع الآن للسيطرة الروسية.
وقالت القيادة الجنوبية للجيش الأوكراني في بيان "بناء على نتائج وحداتنا الصاروخية والمدفعية، خسر العدو 5️2 (شخصا) ومدفع هاوتزر من طراز مستا-بي وقذيفة مورتر وسبع مركبات منها مركبات مدرعة، بالإضافة إلى مستودع للذخيرة في نوفا كاخوفكا".
وأظهرت مقاطع فيديو، نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي ولم يتسن التحقق من دقتها، دخانا وشررا تلاهما انفجار كرة نارية هائلة في السماء ليلا. كما أظهرت صور نشرتها وسائل إعلام رسمية روسية أرضا قاحلة مغطاة بالركام وبقايا مبان.
وقال مسؤول من الإدارة المحلية التي عينتها روسيا إن القوات الأوكرانية استخدمت صواريخ هيمارس ودمرت مستودعات تحتوي على ملح صخري، وهو مركب كيميائي يمكن استخدامه لصنع الأسمدة أو البارود، مما أدى إلى حدوث انفجار كبير.
ولم ترد وزارة الدفاع الأوكرانية حتى الآن على طلب للتعليق بشأن نوع السلاح المستخدم.
ونقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن فلاديمير ليونتييف رئيس الإدارة العسكرية المدنية لمنطقة كاخوفكا التي أقامتها روسيا قوله إن ما لا يقل عن سبعة أشخاص قُتلوا في الهجوم وأصيب نحو 60.
كما نقلت الوكالة عن ليونتييف قوله "لا يزال هناك الكثير من الناس تحت الأنقاض. يتم نقل الجرحى إلى المستشفى، لكن العديد من الناس محاصرون في شققهم ومنازلهم". وأضاف أنه تم استهداف مستودعات ومتاجر وصيدلية ومحطات وقود وكنيسة.
*خطط الهجوم المضاد
تتهم روسيا أوكرانيا باستهداف مواطنيها من خلال قصفها لأراض فقدت السيطرة عليها. وتقول أوكرانيا إنها أجلت أكبر عدد ممكن من الناس من المناطق التي استولت عليها القوات الروسية فيما وصفته هي والغرب بأنها محاولة روسية للاستيلاء على أراض مثلما كان يحدث من الإمبراطوريات قديما.
وتقول كييف والغرب إن الضربات الروسية عشوائية وأودت بحياة مدنيين ودمرت أحياء سكنية داخل المدن.
وتنفي موسكو استهداف المدنيين، لكن العديد من المراكز السكانية الأوكرانية صارت مدمرة مع اقتراب مدة أكبر صراع في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية من خمسة أشهر.
وقال مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان يوم الثلاثاء إن 5024 مدنيا قُتلوا في أوكرانيا منذ بدء الغزو، مضيفا أن العدد الحقيقي للقتلى على الأرجح أكبر من ذلك بكثير.
وتحاول روسيا إدخال الروبل للاستخدام في خيرسون حيث تعرض كذلك منح جوازات سفر روسية للسكان. ويقول مسؤولون روس إنهم يخططون أيضا لإجراء استفتاء على أن تصبح المنطقة جزءا من روسيا لكنهم لم يحددوا بعد موعدا لذلك.
وحثت إيرينا فيريشتشوك نائبة رئيس الوزراء الأوكراني يوم الأحد المدنيين في خيرسون على إخلائها بينما كانت القوات المسلحة في كييف تستعد لهجوم مضاد.
وقالت للتلفزيون الأوكراني "من الواضح أنه سيكون هناك قتال وسيكون هناك قصف مدفعي... ولذلك نحث (الناس) على الإخلاء بشكل عاجل".
وتستعد أوكرانيا لما تتوقع أن يكون هجوما روسيا جديدا ضخما في شرق البلاد حيث تقول موسكو إنها مصممة على السيطرة على منطقة دونباس الصناعية بأكملها.
وتقصف القوات الروسية، التي أتمت هذا الشهر سيطرتها على منطقة لوجانسك في دونباس، أجزاء من دونيتسك المجاورة منذ أسابيع.
وقال بافلو كيريلينكو حاكم منطقة دونيتسك في إفادة صحفية إن هناك زيادة كبيرة في عدد القوات الروسية، لا سيما في منطقتي باخموت وسيفرسكي وحول سلوفيانسك وكراماتورسك.
وأضاف أن خط الجبهة بالكامل في المنطقة يتعرض لقصف مستمر حيث حاولت القوات الروسية اختراقها لكن تم صدها.
وذكرت وكالة تاس بشكل منفصل أن القوات الروسية والقوات المدعومة من روسيا تطوق بلدة سيفرسك.
كما تتعرض مواقع أخرى في أوكرانيا للهجوم.
وقال حاكم المنطقة إن ما لا يقل عن 12 شخصا أصيبوا في قصف لمدينة ميكولايف الجنوبية خلال الليل. وقال إيهور تيريخوف رئيس بلدية خاركيف، ثاني أكبر مدينة في شمال شرق أوكرانيا، للتلفزيون الأوكراني إنها تتعرض لقصف مستمر.
وقال تيريخوف "نحن لا نتوقف لحظة استعدادا للدفاع عن المدينة والمنطقة".
(إعداد محمد علي فرج للنشرة العربية - تحرير حسن عمار)