💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

تفشي الكوليرا بين اللاجئين السوريين في مخيمات بلبنان

تم النشر 21/10/2022, 14:43
© Reuters. أطفال يقفون بالقرب من ممر مياه في مخيم غير رسمي للاجئين السوريين في قب إلياس بسهل البقاع في لبنان بتاريخ 18 أكتوبر تشرين الأول 2022. تصوير: محمد
USD/LBP
-
DX
-
2360
-

من مايا جبيلي

قب إلياس (لبنان) (رويترز) - يعاني اللاجئون السوريون من تفشي الكوليرا بمخيمات النزوح في لبنان، الذي يرزح بالفعل تحت وطأة انهيار اقتصادي يقوض القدرة على الحصول على المياه النظيفة ويثقل كاهل المستشفيات.

رصد لبنان أول إصابة بالكوليرا مطلع أكتوبر تشرين الأول، في أول عودة لظهور المرض البكتيري في 30 عاما. وسجل حتى الآن ما لا يقل عن 220 حالة إصابة وخمس وفيات.

وفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن لبنان هو الحلقة الأحدث ضمن سلسلة من تفشي المرض بدأت في أفغانستان في يونيو حزيران، ثم امتدت إلى باكستان وإيران والعراق وسوريا.

وفي سوريا نفسها تم تسجيل أكثر من 13 ألف حالة مشتبه بها، و60 وفاة حسبما ذكر مكتب منظمة أطباء بلا حدود في سوريا.

وينتقل مرض الكوليرا عادة من خلال المياه أو الطعام أو مياه الصرف الصحي الملوثة. ويمكن أن يسبب إسهالا وجفافا شديدين، مما قد يؤدي إلى الوفاة إذا لم يحدث تدخل علاجي.

وبحسب وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال في لبنان فراس الأبيض فإن معظم حالات الكوليرا هي في المخيمات، التي يسكنها نحو مليون سوري لجأوا إلى لبنان على مدار العقد الماضي هربا من الصراع في وطنهم.

وأشار إلى أن جزءا من المشكلة سببه الأزمة الاقتصادية المستمرة منذ ثلاث سنوات. فالمياه في خطوط الأنابيب (TADAWUL:2360) العامة في لبنان، ليس فقط الموجودة في المخيمات، غير صالحة للشرب دون معالجة. وفي ظل استنزاف الموارد المالية للدولة بسبب الركود، فإنه لا يوجد وقود كاف لتشغيل محطات تنقية المياه التابعة للحكومة.

وقال الأبيض إن المياه الراكدة تتلوث بسهولة بينما تواجه الأسر نقصا في الإمدادات.

* المياه ملوثة

يعتمد اللاجئون السوريون في لبنان على وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية التي تقوم بنقل المياه بالشاحنات بانتظام لملء الخزانات الموجودة خارج خيامهم، فضلا عن القيام بإفراغ حاويات الصرف الصحي.

إلا أن سكان مخيم إدريس في قب إلياس يقولون إن مثل تلك الخدمات أصبحت أكثر ندرة، مما يثير مخاوف من خروج الوضع عن السيطرة.

تقول أمل، وهي سيدة سورية نحيلة تعيش في المخيم، " قبل (ذلك) لما كان الصرف الصحي يطوف، المي الوسخة كانت تطوف بكل المخيم".

وتضيف "إذا ما في كوليرا هلق (حاليا في المخيم)، أكيد رح يكون فيه بأسرع وقت".

وتم رصد سبع حالات في منطقة قب إلياس، إلا أن وزارة الصحة لم تحدد عدد السوريين من بينهم ولا المخيمات التي ظهر فيها.

وتقول منظمة الصحة العالمية إن مخيمات اللاجئين "بيئة مثالية معرضة للخطر"، بالنظر إلى عدم توفر المياه النظيفة ولا الصرف الصحي.

وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في 14 أكتوبر تشرين الأول إنها ستبدأ في توصيل المزيد من المياه للمخيمات، وإقامة نقاط لغسل اليدين بالماء المعالج بالكلور، وعقد جلسات توعية.

كما قامت المنظمة في لبنان بتأمين وقود طارئ لتشغيل محطات ضخ المياه في الشمال ووقف تدفق مياه الصرف إلى الساحل. لكنها قالت إنها بحاجة إلى 29 مليون دولار لتمويل أنشطة مكافحة الكوليرا لثلاثة أشهر.

وباستثناء أمل، لم يكن أي من اللاجئين الذين تحدثت رويترز إليهم قد سمع بتفشي المرض. وقالت فاطمة حسين، وهي أم سورية لتسعة أطفال، إنها لا تعرف ما هي الكوليرا.

وأضافت "صرف صحي، ما بعرف شو بدي قلك، رح يطق عقلي"، وروت كيف فاض المرحاض في خيمتها عددا لا يحصى من المرات.

وقالت إنها عثرت على ابنتها الصغرى وهي تشرب من بئر في المنطقة، وعبرت عن خوفها من أنه يتم تصريف مياه الصرف الصحي في البئر.

وتضيف "لو صار شي لبنتي ما بعرف شو بعمل".

وقال معظم اللاجئين الذين تحدثت رويترز إليهم إنهم يشترون مياه الشرب المعبأة بأنفسهم. ولكن في ظل الارتفاع الهائل في الأسعار بسبب التضخم الهائل، قد يصبح ذلك قريبا باهظ التكلفة.

© Reuters. أطفال يقفون بالقرب من ممر مياه في مخيم غير رسمي للاجئين السوريين في قب إلياس بسهل البقاع في لبنان بتاريخ 18 أكتوبر تشرين الأول 2022. تصوير: محمد عزاقير - رويترز.

وقال عبد الناصر أبو بكر ممثل منظمة الصحة في لبنان لرويترز إن الكوليرا تشكل "خطرا كبيرا جدا" على لبنان، ومن المرجح أن ينتقل المرض إلى دول أخرى.

وأضاف أبو بكر "إنه يؤثر حاليا على المزيد من اللاجئين السوريين، لكن عاجلا أم آجلا سنشهد المزيد من الحالات بين اللبنانيين... لا أحد في مأمن ما لم يكن الجميع في أمان".

(إعداد مروة غريب للنشرة العربية - تحرير سها جادو)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.