من رنين صوافطة
نابلس (الضفة الغربية) (رويترز) - قال مسؤولون فلسطينيون إن قياديا بجماعة مسلحة ناشئة وخمسة فلسطينيين آخرين قُتلوا يوم الثلاثاء بعد أن داهمت القوات الإسرائيلية مدينة نابلس بالضفة الغربية المحتلة، مما أدى إلى اندلاع إحدى أكبر الاشتباكات المسلحة منذ أسابيع.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه تم نشر قوات تضم قناصة وجنودا مزودين بصواريخ محمولة على الأكتاف وضباطا من جهاز الأمن الداخلي "شين بيت" في أنحاء نابلس. وأضاف أن هذه القوات اشتبكت مع عشرات المسلحين وآخرين كانوا يلقون الحجارة ويشعلون النار في الإطارات.
وغطت شظايا الزجاج والقطع المعدنية شوارع البلدة القديمة في نابلس، في حين أزال أصحاب المتاجر الأنقاض في أعقاب المداهمة التي قال الجيش الإسرائيلي إنها استهدفت موقعا لتصنيع المتفجرات تابعا لجماعة "عرين الأسود" المحلية المسلحة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن العملية استهدفت وأسفرت عن مقتل وديع الحوح (31 عاما) القيادي في "عرين الأسود" الذي يقول الجيش إنه كان مسؤولا عن صنع القنابل الأنبوبية والحصول على أسلحة للجماعة.
وقال محمود العالول، نائب رئيس حركة فتح، للتلفزيون الفلسطيني إن قوات أمن فلسطينية رصدت "قوات خاصة إسرائيلية" تدخل نابلس وأعقب ذلك تبادل كثيف لإطلاق النار، مما أسفر عن وقوع عدة إصابات في صفوف قوات السلطة الفلسطينية.
وقال مسؤول في الجيش الإسرائيلي إنه لم يكن من المقصود استهداف أي قوات تابعة للسلطة الفلسطينية والتي يحتمل أن تكون قد وقعت في مرمى تبادل إطلاق النار.
وتطورت "عرين الأسود"، وهي جماعة من مسلحي نابلس الشباب الذين ينتمون إلى فصائل مختلفة، سريعا خلال الشهور الماضية، واشتبكت مرارا مع القوات الإسرائيلية مع تصاعد العنف في الضفة الغربية.
* "لن نهدأ"
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد الذي يواجه انتخابات في الأول من نوفبر تشرين الثاني إن إسرائيل ستواصل ضرب أهداف المسلحين في نابلس والمدن الأخرى. وأضاف "لن نهدأ ولو للحظة واحدة".
وقُتل خمسة فلسطينيين في المجمل، من بينهم اثنان من جماعة "عرين الأسود"، في نابلس بينما قُتل سادس في احتجاج قرب بلدة النبي صالح القريبة من رام الله في الضفة الغربية، وفقا لمسؤولي الصحة الفلسطينيين.
وقالوا إن 20 على الأقل، من بينهم بعض المسلحين وأفراد من قوات الأمن الفلسطينية، أُصيبوا أيضا في نابلس التي شهدت اشتباكات عنيفة في الأشهر الأخيرة بالإضافة إلى حصار إسرائيلي منذ أيام.
وقُتل أكثر من 100 فلسطيني من الضفة الغربية هذا العام في حين أودت سلسلة من الهجمات القاتلة شنها فلسطينيون في إسرائيل وعلى مستوطنات بحياة 20 شخصا.
وقال مسؤول عسكري إسرائيلي إن أربعة من أفراد قوات الأمن الإسرائيلية قُتلوا أيضا، واحد منهم على الأقل قتلته جماعة "عرين الأسود".
ويقول مسؤولون فلسطينيون إن "عرين الأسود" ظهرت وسط إحباط متزايد بين الشباب في نابلس بسبب المواجهات مع المستوطنين الإسرائيليين والجيش الإسرائيلي لكن دون أهداف سياسية واضحة.
ولقي تامر الكيلاني، العضو البارز في عرين الأسود، حتفه ليل الأحد فيما وصفه فلسطينيون بأنه انفجار مستهدف نفذته إسرائيل. وتعهدت الجماعة المسلحة بالانتقام لمقتله.
(شارك في التغطية نضال المغربي وعادل أبو نعمة وعلي صوافطة وآري رابينوفيتش وإميلي روز - إعداد محمد محمدين وأميرة زهران ومحمد عبد اللاه للنشرة العربية - تحرير مصطفى صالح)