من جوناثان لانداي
قرب خط المواجهة شمالي خيرسون (أوكرانيا) (رويترز) - قالت قوات أوكرانية على خط المواجهة يوم الأربعاء إنها تتوقع معركة مريرة في إقليم خيرسون الجنوبي الذي تعزز روسيا وجودها فيه الآن بعد أيام كان يبدو فيها انسحاب موسكو منه محتملا.
وفي روسيا، أجرى الجيش تدريبا على الحرب النووية تم التركيز عليه بشدة. فقد سيطر على البث التلفزيوني الحكومي لقطات لغواصات وقاذفات استراتيجية وقوات صاروخية وهي تمارس عمليات إطلاق كرد على هجوم نووي.
وخاضت موسكو حملة دبلوماسية هذا الأسبوع أرادت بها الترويج لاتهام مفاده أن كييف تستعد لإطلاق مواد نووية بما يوصف بأنه "قنبلة قذرة"، وهو زعم يصفه الغرب بأنه بلا أساس وذريعة محتملة لتصعيد روسي.
ومن المتوقع أن تكون معركة خيرسون التي تلوح في الأفق عند مصب نهر دنيبرو من أكثر المعارك فصلا في الحرب لأنه سيتقرر فيها مدى قدرة كييف على تخفيف قبضة موسكو على جنوب أوكرانيا.
وبينما لا يزال جانب كبير من الخطوط الأمامية محظورا دخوله على الصحفيين، ففي قطاع من الجبهة شمالي الجيب الذي تحتله روسيا على الضفة الغربية لنهر دنيبرو، يقول جنود أوكرانيون إن القصف الروسي يتصاعد مرة أخرى بعد أن توقف في الأسابيع القليلة الماضية.
وكشفت رسائل تم التنصت عليها عن إرسال جنود تم تعبئتهم حديثا إلى الجبهة وعن أن القوات الروسية تعزز مواقعها بشدة.
وقال فيتالي، وهو جندي أوكراني، بينما كان يجلس في قناة ري تسدها الأعشاب مختبئا تحت الاشجار عن أي طائرات مسيرة معادية "لديهم خطوط دفاعية جيدة مع خنادق عميقة، ويجلسون في عمق الأرض".
وهذا الأسبوع، تجري روسيا وحلف شمال الأطلسي مناوراتهما السنوية القائمة منذ فترة طويلة لقواتهما النووية. لكن روسيا أضفت على المناورات أهمية أكبر بكثير من المعتاد وجعلت توقيتها يتزامن مع اتهام أوكرانيا بإطلاق قنبلة قذرة.
وتقول كييف إن موسكو تلوح باحتمال نشوب حرب نووية لترهيب الدول الغربية لسحب دعمها لأوكرانيا. وقالت موسكو إن الرئيس فلاديمير بوتين أشرف شخصيا على التدريبات النووية عن بعد.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) قبل يوم من ذلك إن روسيا أبلغتها بنيتها إجراء المناورات، مما قلل من احتمالات سوء التقدير في وقت يسود فيه خطاب نووي روسي "متهور".
* "إنهم يقاتلون بشكل جيد"
تقدمت القوات الأوكرانية على طول نهر دنيبرو في هجوم سريع في الجنوب في بداية هذا الشهر، لكن يبدو أن التقدم آخذ في التباطؤ. وتعمل روسيا على إجلاء المدنيين من الجيب الذي تسيطر عليه بالضفة الغربية هذا الأسبوع، لكنها تقول إنه ليس لديها خطط لسحب قواتها.
وقال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف إن الطقس المطير والأراضي الوعرة تجعل هجوم كييف المضاد في خيرسون أصعب مما كان عليه في الشمال الشرقي حيث تسبب في دفع روسيا إلى التقهقر في سبتمبر أيلول.
وعلى الجبهة، يتردد صدى نيران المدفعية من حين لآخر من كلا الجانبين، مع ارتفاع أعمدة من الدخان من بعيد.
وحلقت طائرة هليكوبتر أوكرانية على ارتفاع منخفض فوق الحقول، وأطلقت صواريخ على مواقع روسية وأطلقت شعلات ضوئية في محاولة لخداع أي صواريخ مضادة للطائرات تتعقب حرارتها.
وقال قائد وحدة على الجبهة طلب أن يُعرف باسم نيكيفور "يقولون في الصحافة إن الروس خائفون وسيسحبون قواتهم، لكن هذا ليس صحيحا... إنهم يقاتلون بشكل جيد ويضربون قواتنا".
وأضاف نيكيفور الذي لا يمكن ذكر موقعه في إقليم ميكولايف بموجب القواعد العسكرية الأوكرانية "هم نشطون جدا في هذه المنطقة. إنهم يطلقون نيران المدفعية يوميا ويحفرون الخنادق ويعززون دفاعاتهم".
وتحتفظ الوحدة بشبكة من الخنادق المحصنة جيدا والمحفورة على طول خطوط الأشجار المقابلة للتحصينات الروسية، وقد حولت الأمطار التي هطلت مؤخرا المسارات الترابية التي تصل إليها إلى أراض موحلة، خاصة بعد أن تسبب سير الدبابات عليها إلى ضياع معالمها.
ومنذ أن بدأت روسيا في خسارة الأراضي التي احتلتها في مواجهة هجوم أوكراني مضاد في سبتمبر أيلول، اتخذ بوتين سلسلة من الخطوات لتصعيد الصراع، واستدعى مئات الآلاف من جنود الاحتياط الروس، وأعلن ضم مناطق محتلة وهدد مرارا باستخدام الأسلحة النووية للدفاع عن روسيا.
وأطلقت روسيا هذا الشهر سلسلة جديدة من الضربات باستخدام الصواريخ والطائرات المسيرة إيرانية الصنع ضد البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا، كما أصابت متنزهات ومنازل في مختلف أنحاء البلاد.
وجرى تسليم رفات مواطن أمريكي قُتل في أوكرانيا إلى السلطات الأوكرانية في إطار عملية لتبادل الأسرى.
وقال أندري يرماك، مدير مكتب الرئيس الأوكراني، إن المواطن الأمريكي يدعى جوشوا جونز، وهو جندي سابق في الجيش الأمريكي. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية، التي لم تحدد هوية القتيل، إن جثمانه سيعاد قريبا إلى أُسرته.
(إعداد محمد حرفوش وأحمد السيد للنشرة العربية - تحرير محمد محمدين)