من معيان لوبيل
القدس (رويترز) - أوشك رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو على العودة إلى السلطة على رأس واحد من أكثر التحالفات يمينية في تاريخ إسرائيل، مما أثار توتر الفلسطينيين والجيران العرب الذين يخشون أن يؤدي هذا إلى تفاقم التوترات على امتداد الشرق الأوسط.
ومع فرز نحو 85 بالمئة من الأصوات، يمضي حزب ليكود المحافظ بزعامة نتنياهو وحلفاؤه المحتملون من الأحزاب الدينية واليمين المتطرف نحو السيطرة على الأغلبية في البرلمان بعد الانتخابات الإسرائيلية الخامسة في أقل من أربع سنوات.
وقال نتنياهو مبتسما لأنصاره المبتهجين في مقر الحملة الانتخابية لحزبه بصوت مبحوح بعد الحملة الانتخابية التي استمرت لأسابيع "نحن على وشك تحقيق نصر كبير جدا".
وأثار تحالف نتنياهو المرتقب مع المتعصب القومي إيتمار بن غفير قلق الفلسطينيين وأعضاء من الأقلية العربية في إسرائيل. وردا على سؤال عما إذا كانت واشنطن تشعر بمثل هذه المخاوف، رفض متحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض التعليق.
وقال المتحدث "نتطلع إلى مواصلة العمل مع الحكومة الإسرائيلية استنادا إلى مصالحنا وقيمنا المشتركة".
وبعد أن يصبح نتنياهو رئيسا للوزراء، ستمضي حكومته قدما على الأرجح في النشاط الاستيطاني على الأراضي المحتلة التي يسعى الفلسطينيون إلى إقامة دولتهم عليها بدعم دولي. لكن موقفه المتشدد تجاه إيران يعني أن تحالفات إسرائيل مع دول الخليج التي تشكلت في الآونة الأخيرة ستصمد.
وقال بسام الصالحي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية لرويترز "لا شك أن النتائج التي ستأتي بمثل هذا الائتلاف ستزيد من السلوك العدائي حيال الشعب الفلسطيني وستضيف المزيد من التطرف على إجراءات الاحتلال".
وفي أعمال عنف جديدة، دهس سائق سيارة فلسطيني جنديا إسرائيليا في هجوم بالصفة الغربية قبل أن يُقتل بالرصاص. وأصيب الجندي الإسرائيلي في الهجوم.
وتعهد نتنياهو بتشكيل "حكومة وطنية مستقرة" تتصرف بمسؤولية وتتجنب "المغامرات غير الضرورية" و"توسع دائرة السلام".
* مسارات سياسية
على الرغم من أن المشهد قد يتغير مع اكتمال فرز الأصوات، توقعت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن نتنياهو، الذي يُحاكم بتهم فساد ينفيها، سيقود كتلة من أربعة أحزاب حصلت على 67 مقعدا من مقاعد الكنيست البالغ عددها 120.
وبعد حملة هيمنت عليها المخاوف بشأن الأمن وتكلفة المعيشة، انهار الدعم للائتلاف الحاكم برئاسة رئيس الوزراء المنتمي لتيار الوسط يائير لابيد. ولم يقر لابيد بعد بالهزيمة قائلا إنه سينتظر النتائج النهائية. لكنه ألغى حضوره مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ الأسبوع المقبل.
وبعد أقل من 18 شهرا على تركه السلطة، قال نتنياهو أيضا إنه سينتظر النتائج الرسمية.
وانتهى عهد نتنياهو الذي حكم لفترة قياسية امتدت 12 عاما متتاليا في يونيو حزيران 2021 حين تمكن لابيد من تشكيل حكومة ائتلافية مع نفتالي بينيت، حليف نتنياهو السابق، ضمت أحزابا ليبرالية ويمينية وحزبا عربيا لأول مرة.
لكن الائتلاف الهش انهار بعد عام واحد في الحكم.
وأدت المعارك القانونية لنتنياهو إلى تفاقم حالة الجمود التي تعرقل النظام السياسي الإسرائيلي منذ عام 2019 وعمقت الانقسامات بين مؤيديه ومعارضيه. لكنه قال إن الإسرائيليين يتوقون إلى التغيير.
وقال نتنياهو "الناس يريدون طريقا مختلفا. يريدون الأمن... يريدون القوة وليس الضعف... يريدون الحكمة الدبلوماسية ولكن بحزم".
ولم يتضح بعد المنصب الذي قد يشغله بن غفير وزميله اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش في حكومة يقودها نتنياهو. لكن قوة حزبهما (الصهيونية الدينية) تعد إحدى السمات البارزة للحملة الانتخابية لأنها خرجت للنور بعد أن كانت على هامش المشهد السياسي.
وبن غفير، الذي يدعو لطرد أي شخص يعتبر غير مخلص لإسرائيل، عضو سابق في حركة كاخ المدرجة على قوائم مراقبة الإرهاب في إسرائيل والولايات المتحدة، وأدين سابقا بالتحريض العنصري على الرغم من أنه خفف من حدة بعض مواقفه المتطرفة.
وأدى صعوده إلى جانب نتنياهو إلى تعميق شكوك الفلسطينيين في احتمال التوصل إلى حل سياسي للصراع بعد حملة انتخابية جرت وسط عنف متزايد منذ أشهر في الضفة الغربية المحتلة تضمن مداهمات واشتباكات بصورة شبه يومية.
(إعداد حسن عمار وسلمى نجم ومحمد حرفوش للنشرة العربية - تحرير سها جادو)