من كانتارو كوميا وجوش سميث وهيونهي شين
طوكيو/سول (رويترز) - أطلقت كوريا الشمالية عدة صواريخ يوم الخميس بما في ذلك تجربة فاشلة على الأرجح لصاروخ باليستي عابر للقارات مما دفع الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية إلى تمديد تدريبات جوية سبق أن أغضبت بيونجيانج.
وتسبب تحذير أولي للحكومة اليابانية من أن صاروخا عابرا للقارات على ما يبدو حلق فوق البلاد في إطلاق إنذار للسكان في مناطق في وسط وشمال اليابان للاحتماء في أماكن مغلقة. وقالت طوكيو في وقت لاحق إن التحذير غير صحيح.
وقبلها بيوم، أطلقت كوريا الشمالية 23 صاروخا، وهو رقم قياسي لعمليات الإطلاق في يوم واحد، من بينها صاروخ سقط قبالة سواحل كوريا الجنوبية لأول مرة، وهو ما قوبل بإدانات سريعة من واشنطن وسول وطوكيو.
ومنذ يوم الاثنين، تجري كوريا الجنوبية والولايات المتحدة واحدة من أكبر التدريبات الجوية بين الجانبين على الإطلاق، بما يشمل تنفيذ مئات الطائرات الحربية الكورية الجنوبية والأمريكية، ومنها مقاتلات إف-35، محاكاة لمهام على مدار الساعة.
وقال بعض المحللين في المنطقة إن من المرجح أن تكون التدريبات دفعت كوريا الشمالية إلى اختبار عدد قياسي من الصواريخ هذا الأسبوع، لكن لا يستبعد أيضا أن تكون بيونجيانج راغبة في تصعيد حدة التوتر قبل استئنافها المتوقع للتجارب النووية للمرة الأولى منذ عام 2017.
وعقد وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن ونظيره الكوري الجنوبي لي جونج سوب اجتماعا كان مقررا منذ فترة طويلة في البنتاجون يوم الخميس واتفقا في بيان مشترك على السعي لاتخاذ إجراءات جديدة لإظهار "تصميم وقدرات" التحالف.
وفي مؤتمر صحفي مشترك، قال أوستن إنه اتفق مع لي على تمديد التدريبات الجوية لما بعد يوم الجمعة، وهو اليوم الذي كان من المقرر أن تختتم فيه.
وقال أوستن "سنواصل العمل بشكل وثيق معا لوضع خيارات لحماية الولايات المتحدة وحلفائنا".
وكرر لي اعتقاد سول بأن كوريا الشمالية تستعد لإجراء تجربة نووية، لكنه قال إنه من الصعب تحديد متى ستجري هذه التجربة.
ومع ذلك، قال لي إنه لا توجد خطط لإعادة نشر أسلحة نووية تكتيكية أمريكية في شبه الجزيرة ردا على أنشطة كوريا الشمالية.
وقال "لا يوجد تغيير في سياستنا الخاصة بنزع السلاح النووي... ولا نفكر حاليا في نشر أسلحة نووية تكتيكية في شبه الجزيرة الكورية".
* لا تغيير في الوضع العسكري
تشير تعليقات لي إلى أنه على الرغم من الاختبارات الكورية الشمالية الأخيرة، فإن الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية لا تتطلعان إلى إجراء تغييرات كبيرة في الوضع العسكري للتحالف بينهما.
كما قال أوستن إن الولايات المتحدة ليس لديها أي خطة لوضع أصول ذات قدرة نووية في شبه الجزيرة الكورية بشكل دائم.
وقال دبلوماسيون إن واشنطن طلبت من مجلس الأمن الدولي عقد اجتماع علني بشأن كوريا الشمالية غدا الجمعة وهو طلب أيده أعضاء آخرون في المجلس، هم بريطانيا وفرنسا وألبانيا وأيرلندا والنرويج.
وفي كوريا الشمالية، قال باك جونج تشون أمين اللجنة المركزية لحزب العمال الحاكم اليوم الخميس إن واشنطن وسول اتخذتا قرارا خطيرا جدا بتمديد التدريبات، وإن قراراتهما ستؤدي إلى خروج الوضع عن السيطرة.
وأضاف باك "ستكتشف الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية أنهما ارتكبا خطأ فادحا لا يمكن إصلاحه".
* تجربة صاروخ عابر للقارات
قالت الولايات المتحدة إن من بين الصواريخ التي أطلقت يوم الخميس صاروخ باليستي عابر للقارات، وهو السلاح الأبعد مدى لدى كوريا الشمالية ومصمم لحمل رأس نووي إلى الجانب الآخر من الكوكب.
وذكرت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء أن مسؤولين في كوريا الجنوبية يعتقدون أن إطلاق الصاروخ فشل، دون ذكر مزيد من التفاصيل. ورفض متحدثون باسم وزارتي الدفاع الكورية الجنوبية واليابانية تأكيد ذلك.
وقال وزير الدفاع الياباني ياسوكازو هامادا إن الحكومة فقدت أثر الصاروخ فوق بحر اليابان، مما دفعها إلى تصحيح إعلانها السابق الذي ذكرت فيه أن الصاروخ حلق فوق اليابان.
وقال قائد أسطول قوة الدفاع الذاتي البحرية اليابانية السابق، يوجي كودا، إن فقدان تتبع الرادار للصاروخ يشير إلى فشل الإطلاق.
وأضاف "ذلك معناه أنه في مرحلة ما من مسار الرحلة حدثت مشكلة للصاروخ وتفكك بالفعل".
ويقول مسؤولون كوريون جنوبيون وأمريكيون إن كوريا الشمالية أجرت عدة اختبارات فاشلة للصواريخ البالستية العابرة للقارات هذا العام.
وأطلقت كوريا الشمالية أيضا ما يصل إلى خمسة صواريخ باليستية قصيرة المدى اليوم الخميس.
وقال رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا إن "إطلاق الصواريخ المتكرر من قبل كوريا الشمالية يشكل انتهاكا ولا يمكن التسامح معه على الإطلاق".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس إن إطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات يظهر التهديد الذي تمثله برامج الأسلحة غير القانونية لدى بيونجيانج.
وذكر نظام إنذار الطوارئ الياباني أن السلطات حثت السكان اليوم الخميس في مقاطعات مياجي وياماجاتا ونيجاتا في وسط البلاد على الاحتماء في الأماكن المغلقة.
وقال هامادا للصحفيين "رصدنا إطلاقا كشف احتمال التحليق فوق اليابان ولذلك انطلق التحذير، لكن بعد التحقق من المسار تأكدنا أنه لم يمر فوق اليابان".
(إعداد مروة سلام ومحمد محمدين وأحمد السيد للنشرة العربية - تحرير دعاء محمد)