من دان وليامز
القدس (رويترز) - هنأ رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد يوم الخميس بنيامين نتنياهو على فوزه في الانتخابات بعد أن أكدت النتائج النهائية أن رئيس الوزراء السابق سيعود للسلطة على رأس تحالف يميني.
ومن المنتظر أن ينهي فوز نتنياهو جمودا سياسيا غير مسبوق في إسرائيل بعد إجراء الانتخابات خمس مرات في أقل من أربع سنوات.
وفي هذه المرة، فاز نتنياهو، السياسي المهيمن على جيله، بأغلبية برلمانية واضحة بدعم من أحزاب قومية متطرفة وأحزاب دينية.
وأسفرت الانتخابات التي أُجريت يوم الثلاثاء عن تراجع حزب رئيس الوزراء المنتهية ولايته والمنتمي لتيار الوسط يائير لابيد وأعضاء ائتلافه غير التقليدي من المحافظين والليبراليين والعرب، الذين تمكنوا منذ وصولهم للسلطة قبل أكثر من 18 شهرا من تحقيق تقدم دبلوماسي مع تركيا ولبنان إلى جانب الحفاظ على نشاط الاقتصاد.
وفي وقت يتفاقم فيه الصراع مع الفلسطينيين من جديد ويؤجج التوتر بين اليهود والعرب داخل إسرائيل، حصل حزب ليكود اليميني بزعامة نتنياهو والأحزاب المنتمية لذات التوجه على 64 مقعدا في الكنيست المؤلف من 120 مقعدا.
ويتعين أن يتلقى نتنياهو بعد ذلك تكليفا رسميا من الرئيس الإسرائيلي بتشكيل الحكومة الجديدة وهي عملية قد تستغرق أسابيع.
وكتب إيتمار بن غفير زعيم حزب الصهيونية الدينية اليميني المتطرف، الذي ربما يكون الشريك الأكبر لليكود في الحكومة المقبلة، على تويتر، "لقد حان الوقت لفرض النظام هنا. حان الوقت ليكون هناك سيد للأرض".
وكان بن غفير يعقّب على إعلان شرطة القدس حدوث هجوم طعن. وذكر مسعفون أن القوات الإسرائيلية قتلت ناشطا من حركة الجهاد ورجلا يبلغ من العمر 45 عاما في حادثتين منفصلتين في الضفة الغربية. وردا على سؤال بشأن القتيل الأخير، قال الجيش إنه فتح النار على فلسطينيين هاجموا عناصره بالحجارة والقنابل الحارقة.
وفي وقت لاحق في المساء، قال الجيش إن صفارات الإنذار انطلقت في جنوب إسرائيل بعد أن أطلق نشطاء في غزة صاروخا اعترضته الدفاعات الصاروخية على ما يبدو. ورد الجيش بتنفيذ ضربات على أهداف عسكرية في غزة. ولم يتم الإبلاغ عن إصابات.
ويتطلع بن غفير، وهو مستوطن يعيش في الضفة الغربية وعضو سابق في حركة كاخ الموضوعة على قائمتي مراقبة الإرهاب في كل من إسرائيل والولايات المتحدة، إلى أن يصبح وزيرا للأمن.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر سياسية قولها إن الحكومة الجديدة قد تتشكل بحلول منتصف الشهر. وكانت الائتلافات التي تشكلت في السنوات الأخيرة تتمتع بأغلبية برلمانية أقل من ذلك ما كان يجعلها عرضة لمقترحات لحجب الثقة.
ولأن محادثات تشكيل ائتلاف حاكم لم تبدأ رسميا بعد، فإنه لا يزال من غير الواضح ما هو المنصب الذي قد يشغله بن غفير في أي حكومة مستقبلية. ومنذ الانتخابات، يتعهد كل منهما بخدمة كل المواطنين.
وقد أثار صعود بن غفير قلق الأقلية العربية، التي تمثل 21 بالمئة من السكان، واليهود المنتمين ليسار الوسط، وبشكل أكبر قلق الفلسطينيين الذين انهارت عام 2014 المحادثات بينهم وبين إسرائيل بخصوص إقامة دولة لهم والتي كانت ترعاها الولايات المتحدة.
وبينما تحفظت واشنطن على الإبداء العلني لأي تقييم بانتظار تشكيل الائتلاف الجديد في إسرائيل، أكد متحدث باسم وزارة الخارجية يوم الأربعاء على "القيم المشتركة" بين البلدين.
وأضاف "نأمل أن يواصل جميع المسؤولين في الحكومة الإسرائيلية التحلي بقيم المجتمع الديمقراطي المنفتح، بما في ذلك التسامح والاحترام للمجتمع بالكامل، لا سيما الأقليات".
وقال السفير الأمريكي لدى إسرائيل توماس نايدس إنه تحدث مع نتنياهو وأبلغه بأنه يتطلع "للعمل معا للحفاظ على الصلة التي لا تنفصم" بين البلدين.
(شارك في التغطية علي صوافطة ونضال المغربي - إعداد مروة غريب وسلمى نجم وأيمن سعد مسلم ومروة سلام للنشرة العربية)