من آصف شاه زاد وجبران نيار بيش إمام ومباشر بخاري
لاهور (رويترز) - أصيب رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان في ساقه في إطلاق نار على موكبه الاحتجاجي المناهض للحكومة في شرق البلاد يوم الخميس فيما وصفها مساعدوه بأنها محاولة اغتيال واضحة من خصومه.
وأمضى خان، الذي أطيح به من منصبه كرئيس للوزراء في تصويت برلماني على حجب الثقة في أبريل نيسان، ستة أيام في مسيرة احتجاجية بموكب متجه إلى إسلام أباد، وكان يقف ويلوح للآلاف من المؤيدين من على سطح شاحنة حاويات، عندما دوى صوت إطلاق النار.
وأصيب آخرون في الموكب وقالت وزيرة الإعلام مريم أورنجزيب إنه تم إلقاء القبض على شخص مشتبه به. وقال أحد أفراد حزب حركة الإنصاف الباكستانية إن ثمة أنباء تفيد بمقتل شخص.
وقال المتحدث باسم الحزب فؤاد تشودري لرويترز "كانت محاولة اغتيال واضحة. أصيب خان ولكن حالته مستقرة. نزف كثيرا". وأردف "لو لم يوقف الناس مطلق النيران في مكان الحادث، لقضى على قيادات حزب حركة الإنصاف بالكامل".
وقال الطبيب فيصل سلطان، وهو أيضا رئيس مستشفى لاهور حيث يتلقى رئيس الوزراء السابق العلاج، إن وضع خان الصحي لم يعد خطيرا. وأضاف في تصريحات للصحفيين أن التصوير بالأشعة السينية أظهر وجود شظايا رصاص في ساق خان.
وأدان البيت الأبيض الهجوم على خان.
وقال أحد كبار مساعدي رئيس الوزراء المعزول ويدعى أسد عمر إن خان يعتقد أن رئيس الوزراء شهباز شريف ووزير الداخلية رانا ثناء اللہ والمسؤول في المخابرات الميجر جنرال فيصل نصير يقفان وراء الهجوم. ولم يقدم عمر دليلا يدعم الاتهام.
وقال ثناء اللہ للصحفيين إنه يرفض الاتهام مشيرا إلى أن الحكومة الائتلافية بزعامة شريف أمرت بإجراء تحقيق مستقل في الواقعة.
وندد شريف بالهجوم وأمر بتحقيق فوري.
وكان الجيش قد أصدر بيانا في وقت سابق وصف فيه إطلاق النار بأنه "يستوجب الإدانة بشدة". وكان خان (70 عاما) قد اتهم الجيش بدعم خطة الإطاحة به من منصبه وهو ما نفاه الجيش في مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي.
وقال شاهد يدعى قذافي بوت لرويترز "سمعت وابلا من الرصاص بعده رأيت عمران خان ومساعديه يسقطون على الشاحنة".
وأضاف "لاحقا، أطلق مسلح رصاصة واحدة ولكن ناشطا من حزب خان أمسك به".
وفي مقطع يفترض أنه يظهر حادث إطلاق النار، عرضته عدة قنوات ولكن لم تتحقق رويترز من صحته، ظهر رجل يمسكه أحد الأشخاص من ظهره في التجمع، ثم يظهر وهو يحاول الإفلات والهروب.
وعرضت القنوات التلفزيونية مقطعا للمشتبه بأنه المسلح، الذي بدا أنه في العشرينيات أو الثلاثينيات من العمر. وقال إنه أراد قتل خان وأنه تصرف من تلقاء نفسه.
وقال المشتبه به في مقطع الفيديو "إنه (خان) يضلل الناس، ولم أستطع تحمل ذلك. وأكد وزير الإعلام أن مقطع الفيديو سجلته الشرطة.
ولم توجه تهمة الهجوم إلى أحد حتى الآن.
وأظهرت وسائل الإعلام المحلية صورا لخان وهو يلوح للحشود بعد إخراجه من سيارته عقب الحادث.
ونقل خان إلى مستشفى في لاهور بعد الهجوم في وزير اباد، الواقعة على بعد نحو 200 كيلومتر من العاصمة إسلام اباد.
واحتشد المحتجون في الشوارع في بعض أنحاء الدولة، وطالب قادة حزب حركة الإنصاف الباكستانية بتحقيق العدالة.
ولدى باكستان تاريخ طويل من العنف السياسي، حيث اغتيلت رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو في ديسمبر كانون الأول 2007 في هجوم بالأسلحة والقنابل بعد إقامة تجمع انتخابي في مدينة روالبندي المتاخمة لإسلام اباد.
وكان والدها ورئيس الوزراء السابق ذو الفقار علي بوتو قد أعدم شنقا في المدينة نفسها في 1979 بعد الإطاحة به في انقلاب عسكري.
كان لاعب الكريكيت السابق خان يقود مسيرة احتجاجية صوب إسلام اباد للمطالبة بإجراء انتخابات مبكرة. وكان الموكب يضم مئات الأشخاص.
وأدانت محكمة خاصة بلجنة الانتخابات خان ببيع هدايا من رؤساء دول أخرى وشخصيات أجنبية رفيعة المستوى على نحو يخالف القانون. وينفي خان ذلك الاتهام.
وقال فيصل جاويد، زميل خان في الحزب الذي أصيب أيضا وكانت ملابسه ملطخة بالدماء، لقناة جيو التلفزيونية من المستشفى "العديد من زملائنا أصيبوا، وسمعنا أن أحدهم مات".
ومنذ أن أطاح تصويت في البرلمان بخان في أبريل نيسان، نظم رئيس الوزراء السابق مسيرات في أنحاء باكستان مما أثار معارضة على الحكومة التي تكافح من أجل إخراج الاقتصاد من أزمة تركتها فيه إدارة خان.
وكان خان يخطط لقيادة موكب السيارات ببطء باتجاه الشمال في طريق رئيسي شهير حتى إسلام اباد حاشدا المزيد من الدعم على طول الطريق حتى دخول العاصمة.
وقال خان في رسالة مصورة عشية المسيرة "أريد مشاركتكم جميعا. هذا ليس من أجل السياسة أو المكاسب الشخصية أو الإطاحة بالحكومة... إنه لإحلال الحرية الحقيقية بالبلاد".
(إعداد سها جادو ونهى زكريا ومحمد أيسم ودعاء محمد للنشرة العربية)