من دان وليامز
القدس (رويترز) - تعرض السياسي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، الذي ينتمي لليمين المتطرف ويُحتمل أن يصبح شريكا بارزا في الحكومة الائتلافية المقبلة لإسرائيل، لصيحات استهجان يوم الخميس في حفل تأبين لمائير كاهانا مؤسس حركة كاخ اليهودية المتشددة عندما تبرأ من دعوتها لطرد جماعي للعرب من إسرائيل.
وكتب بن غفير، وهو عضو سابق في الحركة المحظورة، في تغريدة على تويتر، قبل حفل التأبين الذي أُقيم بالقدس، إن مشاركته في المناسبة تأتي تقديرا لما كان يكنه الحاخام الإسرائيلي المولود في الولايات المتحدة من "حب لإسرائيل" و"نضاله من أجل يهود الاتحاد السوفيتي وكفاحه ضد معاداة السامية".
وبث التلفزيون الإسرائيلي كلمة بن غفير في تأبين كاهانا الذي قتل بالرصاص على يد مسلح أمريكي مصري في مانهاتن قبل 32 عاما.
وقال "لا يخفى على أحد أنني اليوم لست عضوا في حركة الحاخام كاهانا، ولا أؤيد طرد كل العرب ولن أقوم بتمرير قوانين لشواطئ منفصلة للعرب واليهود". وتسببت هذه الكلمات في إطلاق أفراد من الحضور صيحات استهجان، وكان العديد منهم يرتدون قمصانا تحمل شعار الحركة.
ومع ذلك كانت هناك هتافات تأييد عندما كرر تعهده الانتخابي بترحيل "الإرهابيين"، وهو مصطلح يستخدمه للإشارة إلى رماة الحجارة الفلسطينيين، وكذلك بعض ممثلي الأقلية العربية في إسرائيل التي تشكل 21 بالمئة من السكان.
ويقول المحامي البالغ من العمر 46 عاما إنه جنح إلى الاعتدال.
وبزغ نجم بن غفير بعد الانتخابات التي جرت الأسبوع الماضي. فبعد أن احتل رئيس الوزراء السابق المحافظ بنيامين نتنياهو المرتبة الأولى في النتائج، سيكون من شبه المؤكد الآن أن يحتاج إلى التحالف مع حزب (الصهيونية الدينية) الذي يتزعمه بن غفير وغيره من الأحزاب القومية لتأمين أغلبية برلمانية مستقرة.
وأثارت تلك الاحتمالية المخاوف في إسرائيل وخارجها، بالنظر إلى سجل بن غفير الذي يتضمن إدانته عام 2007 بالتحريض العنصري ودعم الإرهاب والنشاط المناهض لمجتمع الميم.
ويريد بن غفير، وهو مستوطن يعيش في الضفة الغربية التي احتلتها إسرائيل في حرب 1967، تفكيك السلطة الفلسطينية التي تتمتع بحكم محدود في أجزاء من الضفة بموجب اتفاقات سلام مبدئية برعاية الولايات المتحدة.
وامتنعت واشنطن علنا عن التعليق قائلة إنها تحترم الديمقراطية الإسرائيلية وتنتظر تأكيد تشكيلة الحكومة الجديدة وسياساتها بشأن موضوعات من بينها محادثات إقامة الدولة الفلسطينية المتوقفة منذ فترة طويلة والمشاريع النووية الإيرانية.
وقال السفير الأمريكي توم نايدس عندما سئل عن بن غفير في مقابلة مع هيئة البث الإسرائيلية (راديو مكان) أذيعت يوم الخميس "سنعرف مواقفهم والمناصب التي سيتولونها".
وأضاف "وظيفتي كسفير أمريكي هي الاستمرار في دفع الحوار... وأيضا الاعتراض على الأشياء التي لا نوافق عليها".
(إعداد أحمد السيد للنشرة العربية - تحرير أيمن سعد مسلم)