💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

وزراء بن علي يعودون للواجهة في تونس ويتهافتون على كرسي قرطاج

تم النشر 15/09/2014, 13:15
وزراء بن علي يعودون للواجهة في تونس ويتهافتون على كرسي قرطاج

من طارق عمارة

تونس (رويترز) - هذه العودة السريعة إلى واجهة الأحداث السياسية في تونس .. فكرة ربما لم تكن حتى لتخطر ببال مسؤولي ووزراء الرئيس السابق زين العابدين بن علي في وقت تستعد فيه البلاد لاجراء انتخابات الشهر المقبل بعد الانتفاضة الشعبية الحاشدة التي لفظتهم قبل ثلاث سنوات ونصف السنة.

ولكن استقبال العشرات لأحد وزراء بن علي في مطار تونس قرطاج بعد عودته من باريس التي فر اليها إثر الانتفاضة يلقي ضوءا واضحا على عودة الحرس القديم القوية للحياة السياسية.

فقد عاد يوم الأحد منذر الزنايدي وزير الصحة السابق في عهد بن علي بعد ان برأه القضاء. ووجد الزنايدي في استقباله أعدادا من انصاره في انتظاره ببهو المطار رافعين اعلام تونس وصوره ومطالبينه بالترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة في 23 نوفمبر تشرين الثاني.

وتستعد تونس قبل ذلك لإجراء انتخابات برلمانية يوم 26 أكتوبر تشرين الأول.

ومن المتوقع أن تؤدي الانتخابات البرلمانية إلى فوز حركة النهضة الإسلامية ومنافسها حزب نداء تونس اللذين توصلا مطلع العام الحالي لاتفاق يسمح بإقرار دستور جديد وتشكيل حكومة انتقالية حتى الانتخابات المقبلة. وبينما تحتفظ النهضة بقاعدة جماهيرية واسعة فإن نداء تونس أصبح ينظر إليه على أنه قاطرة المعارضة العلمانية في البلاد.

ولكن من المتوقع ايضا ان يكون حضور مسؤولي الرئيس المخلوع بن علي قويا خلال الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة لاول مرة بعد الثورة.

وفي الانتخابات الماضية لم يشارك اي مسؤول من النظام السابق في الانتخابات بسبب منعهم بقانون مؤقت.

وقال كمال مرجان اخر وزير خارجية في حكومة بن علي انه سيترشح للمنافسة في الانتخابات الرئاسية. ولا تبدو حظوظ مرجان ضيئلة نظرا لعلاقاته الدولية ولعلاقاته الجيدة بالاحزاب الرئيسية في البلاد ومنها النهضة ونداء تونس والجمهوري.

وسيترشح أيضا لهده الانتخابات عبد الرحيم الزواري آخر وزير للنقل في عهد بن علي. ويترشح الزواري عن الحركة الدستورية التي يترعمها حامد القروي الوزير الاول السابق في عهد بن علي.

وفي زلة لسان تظهر ان وزراء النظام السابق يحلمون بالانقضاض على الحكم مرة أخرى قال القروي ان الزواري سيترشح عن حزب التجمع -وهو حزب بن علي الذي أمر القضاء بحله بعد الثورة- قبل ان يستدرك ويقول أنه مرشح الحركة الدستورية.

وبعد الانتكاسة النسبية التي حدثت لثورة تونس مع ظهور متشددين اسلاميين وتدهور الاقتصاد وارتفاع منسوب التوتر الاجتماعي بسبب غلاء الاسعار وتفاقم البطالة.. استغل وزراء بن علي الفرصة ليفاخروا بانجازات نظامهم في المجال الاقتصادي والاجتماعي والامني.

ومن المتوقع ان يعلن الزنايدي أيضا ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة بعد عودته الى تونس يوم الاحد. كما ينافس في هذه الانتخابات رئيس الوزراء السابق الباجي قائد السبسي الذي قدم أوراق ترشحه فعلا. والسبسي الذي ينطلق بحظوظ وافرة في هذا السباق هو أيضا مسؤول بارز في عهد بن علي وكان رئيس البرلمان في بداية التسعينات.

وأثارت عودة الحرس القديم القوية جدلا واسعا في الساحة السياسية وفي الاوساط الشعبية. فبينما رأى قسم من التونسيين ان مشاركتهم في الانتخابات هو من الحقوق والحريات التي كفلتها الثورة خصوصا بعد ان برأهم القضاء من اي تهم فساد رأى قطاع كبير في هذا انتكاسة للثورة التي ألهمت الشرق الاوسط وانتقلت شرارتها لمصر واليمن وليبيا وسوريا.

وقال احد المدونين "بكل تأكيد للجميع الحق في العودة لبلدهم والعيش فيها بكرامة ولكن لا يجب نسيان ان هؤلاء لهم مسؤولية سياسية في العمل مع نظام فاسد اضافة الى انهم كانوا من قيادات الصف الاول والثاني في حزبه".

وفي تعليق ساخر انتقد السياسي التونسي عمر صحابو العودة القوية لوزراء بن علي قائلا انه لم يتبق الا عودة بن علي نفسه الى تونس.

وقال "لم يتبق الا عودة بن علي بعد ان رجع صناعه وباتوا يتنافسون في الانتخابات".

والعام الماضي رفضت عدة احزاب سياسية من بينها حركة النهضة الاسلامية المصادقة على مشروع قانون العزل السياسي في البرلمان التونسي. وكان المشروع سيمنع آلاف المسؤولين في النظام السابق من العودة للحياة السياسية.

وانتقدت أحزاب رفض تمرير المشروع لكن رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي دافع عن القرار قائلا ان هذا القانون سيزيد من تقسيم التونسيين في فترة حساسة من تاريخ الانتقال الديمقراطي في تونس مضيفا ان الشعب رشيد وسيقصي من يستحق الاقصاء عبر صناديق الاقتراع.

(اعداد طارق عمارة للنشرة العربية العربية - تحرير أمل أبو السعود)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.