من أسامة خيري
(رويترز) - كتب منتخب المغرب اسمه في كتب التاريخ وفجر مفاجأة مدوية جديدة بالتأهل إلى قبل نهائي كأس العالم لكرة القدم، في إنجاز هو الأول من نوعه لمنتخب عربي أو أفريقي، بالفوز 1-صفر على البرتغال بطلة أوروبا السابقة في دور الثمانية في قطر يوم السبت.
وسجل يوسف النصيري مهاجم المغرب هدف المباراة الوحيد بضربة رأس من مدى قريب بعد تمريرة عرضية من يحيى عطية الله في الدقيقة 42.
وتألق ياسين بونو حارس المغرب في إنقاذ مرماه من أكثر من فرصة، ليقود بلاده إلى إنجاز تاريخي أمام أكثر من 40 ألف متفرج في استاد الثمامة أغلبهم من المشجعين العرب.
وقال وليد الركراكي مدرب المغرب "كتبنا التاريخ لأفريقيا".
وأضاف في مقابلة سريعة على جانب الملعب "مرة أخرى واجهنا فريقا كبيرا. البرتغال منتخب كبير، ولقد رأيتم الاصابات ومنها (نصير) مزراوي والقائد (رومان) سايس، لكن من بقي من الفريق قاتل بهذه العقلية وأمام هذا الجمهور الذي يتابعنا".
وسيلعب المغرب، الذي كان يشارك في دور الثمانية لكأس العالم لأول مرة في تاريخه، في الدور قبل النهائي أمام المنتخب الفائز من مباراة يوم السبت بين فرنسا حاملة اللقب وإنجلترا.
وفي المباراة الأخرى بقبل النهائي ستلعب الأرجنتين ضد كرواتيا.
وللمباراة الثانية على التوالي، يقرر فرناندو سانتوس مدرب البرتغال جلوس القائد كريستيانو رونالدو على مقاعد البدلاء، واشترك الهداف التاريخي للبرتغال في وقت مبكر من الشوط الثاني.
وقال سانتوس "لقد احتجنا إلى وقت طويل للدخول في أجواء المباراة. أراد اللاعبون لكن لم يكن بوسعهم ذلك".
وأضاف "تحلى اللاعبون بثقة كبيرة جدا، وأرادوا الفوز، لكن في الحقيقة لم يكن بوسعهم الظهور بمستواهم طوال المباراة".
وتابع مدرب البرتغال "لم نستغل فرص التسجيل. الخروج من كأس العالم يؤلم دائما".
وظهر جونسالو راموس، الذي يلعب في مركز رونالدو، في التشكيلة الأساسية بعدما سجل ثلاثة أهداف في ظهوره الأساسي الأول بالمسابقة خلال الانتصار 6-1 على سويسرا في دور الستة عشر.
لكن جواو فيلكس مهاجم البرتغال الشاب كاد أن يخطف الأضواء بشكل مبكر بعد ضربة رأس قوية أنقذها الحارس ياسين بونو.
وحصل فيلكس على فرصة جديدة خطيرة لكنه سدد خارج المرمى بقليل.
واعتمد وليد الركراكي مدرب المغرب على نفس أسلوبه بالتكتل الدفاعي المنظم، مع الاعتماد على شن هجمات مرتدة وسريعة، رغم أنه افتقد المدافع نايف أكرد والظهير نصير مزراوي بسبب الإصابة.
* صعود وصمود الأسود
مع صمود المغرب، الذي كان أول منتخب عربي يظهر في دور الثمانية بكأس العالم، ومرور الوقت زادت ثقة اللاعبين في تحقيق مفاجأة جديدة، وتقدم ممثل أفريقيا الوحيد بالمسابقة بهدف قبل الاستراحة عندما أرسل عطية الله كرة عرضية داخل منطقة الجزاء.
وارتقى النصيري بشكل أعلى من روبن دياز مدافع البرتغال والحارس ديوجو كوستا وسجل برأسه من مدى قريب، ليشعل احتفالات المشجعين المتحمسين في استاد الثمامة.
وردت العارضة تسديدة قوية من برونو فرنانديز أيضا، بينما جلس كريستيانو رونالدو هداف البرتغال على مقاعد البدلاء.
وضغطت البرتغال في الشوط الثاني بكل قوة وشارك رونالدو في وقت مبكر لكنه لم يترك بصمة مؤثرة في ظل التعرض لرقابة لصيقة.
وخرج رومان سايس مدافع المغرب، الذي اشتكى من إصابة قرب نهاية مواجهة إسبانيا في دور الستة عشر، متأثرا بشد عضلي قبل مرور ساعة من اللعب وبدا أنه يبكي بسبب عدم قدرته على استكمال اللعب.
وكاد المهاجم راموس أن يدرك التعادل للبرتغال، بعد خروج سايس مباشرة، لكنه وضع الكرة برأسه أعلى المرمى بقليل.
وتألق بونو حارس المغرب في إنقاذ تسديدة هائلة بالقدم اليسرى من فيلكس ليحافظ على التقدم قرب النهاية.
وتلقى وليد شديرة مهاجم المغرب البديل بطاقة حمراء بسبب حصوله على الإنذار الثاني في الوقت بدل الضائع.
واستبسل الدفاع المغربي، واستمر الضغط الهجومي للبرتغال لكن دون أن تتغير النتيجة حتى انتهت أول مباراة في دور الثمانية بالبطولة الجارية دون الحاجة إلى الوقت الإضافي أو ركلات الترجيح.
وقال البرتغالي برناردو سيلفا "كانت مباراة صعبة أمام فريق شرس جدا وتنافسي جدا، كما سبق أن تابعناه خلال البطولة وأمام إسبانيا".
وأضاف "يلعب المغرب بروح عالية. أطاح المغرب ببلجيكا وإسبانيا والآن البرتغال، لذا فالأمر يتعلق بالقيم وليس بالأسماء".
وربما تمثل المباراة نهاية مشوار رونالدو الدولي حيث غادر المهاجم المخضرم المباراة باكيا أثناء الخروج من الملعب.
وهذه المباراة الدولية رقم 196 لرونالدو عندما شارك كبديل في الشوط الثاني، لكن النهاية لا تبدو أنها سعيدة للنجم الشهير.
(إعداد أسامة خيري للنشرة العربية)