أقوى صفقة للعام: انتهز خصم يصل لـ 60% على InvestingProاحصل على الخصم

منظمة الخوذ البيضاء تسابق الزمن للبحث عن ناجين بعد الزلزال في سوريا

تم النشر 12/02/2023, 17:42
محدث 12/02/2023, 22:32
© Reuters. أفراد بمنظمة الخوذ البيضاء السورية يعملون داخل المركز الإعلامي الخاص بهم في سرمدا بإدلب في أعقاب زلزال مدمر ضرب سوريا يوم العاشر من فبراير

من خليل العشاوي وتيمور أزهري

جنديرس (سوريا) (رويترز) - بينما يخترق حفارٌ أنقاض منزل آخر في شمال غرب سوريا الذي تسيطر عليه المعارضة، يتفقد عبد القادر عبد الرحمن الركام على أمل العثور على أشخاص قد يكونون، رغم كل الظروف، على قيد الحياة.

انضم مدير المدرسة السابق لمنظمة الخوذ البيضاء في عام 2022 مسعفا، وقد جذبه إلى المنظمة تفانيها في العمل الإنساني طيلة سنوات الحرب التي تجاوزت 11 عاما وقسمت البلاد إلى مناطق تسيطر عليها جماعات مسلحة متنافسة.

وقد أجبره الزلزال الذي وقع الاثنين الماضي وأودى بحياة أكثر من ألفي شخص في المنطقة الخاضعة لسيطرة المعارضة وأكثر من 3500 إجمالا في أنحاء سوريا على القيام بدور أكثر مباشرةً في عميات البحث والإنقاذ.

ويروي لرويترز كيف أنه لم يعد لمنزله أو ير أسرته منذ خمسة أيام، ويوضح أن عناصر المنظمة يستجيبون لكافة الدعوات لمد يد العون.

ويضيف "عندما نخرج أحدا على قيد الحياة، ننسى كل الآلام والإرهاق وكل ما يحدث لنا... هدفنا هو إنقاذ الناس من هذا الدمار".

وتحظى المنظمة التي تأسست عام 2014، وتحمل رسميا اسم الدفاع المدني السوري، بإشادة الغرب تقديرا لجهودها الدؤوبة لانتشال الضحايا من بين أنقاض المباني التي دمرها قصف الحكومة السورية وروسيا.

وتضم المنظمة في صفوفها أفرادا من المجتمع المحلي منهم خبازون وصيادلة ومهندسون وتنشط في المناطق التي تسيطر عليها جماعات إسلامية معارضة وسبق أن تعرضت لضربات جوية ومدفعية عنيفة.

وتقول المنظمة إنها فقدت المئات من المتطوعين على مر السنين بينهم أربعة في الزلزال لكنهم في المقابل أنقذوا حياة الآلاف مما جعلهم موضع إشادة من الغرب الذي يقدم أيضا جزءا كبيرا من تمويلهم.

* كارثة

قال إسماعيل عبد الله رئيس المركز الإعلامي للخوذ البيضاء في سرمدا بإدلب إن السنوات التي قضوها وهم يقومون بعمليات إنقاذ من القصف الجوي لم تعدًهم إعدادا كاملا لنطاق الدمار الهائل الذي تسبب فيه الزلزال.

وقال "هناك فارق كبير بين الكارثة الطبيعية التي نحن بصددها والقصف من قبل. القصف كارثي... لكن حجم المأساة والدمار وعدد المواقع المتضررة لم يتخط أبدا عشرة أو 20 في ذات الوقت".

وأشار إلى أن الزلزال تسبب في وجود أكثر من مئة موقع في شمال غرب سوريا بحاجة لتحركهم الفوري.

والحجم الذي يفوق التصور للكارثة قوبل بمساعدات شحيحة من المجتمع الدولي الذي قدم تبرعات مالية ولم يرسل سوى القليل من المساعدات المادية ولا أي معدات ثقيلة مطلوبة لإنقاذ الأرواح في الأسبوع التالي للزلزال.

واتهم رائد الصالح مؤسس الخوذ البيضاء، الذي كان يبيع أجهزة كهربائية قبل الحرب، الأمم المتحدة بالإخفاق في تقديم الاستجابة المناسبة للأزمة. ولم يصدر رد بعد من الأمم المتحدة على ذلك.

وقال دبلوماسيان من المنطقة إن الدعم الدولي للمنطقة جاء محدودا بسبب حقيقة وقوعها في نطاق صراع خارج سيطرة الحكومة والقلق إزاء الجماعة التي تدير المنطقة والتي يعتقد بأن لها صلات بتنظيم القاعدة.

وذكرت منظمات إغاثة أنها تواجه مشكلات أمنية في العمل من المنطقة بينما قال مبعوث الاتحاد الأوروبي إلى سوريا إن "من غير المنصف على الإطلاق" اتهام التكتل بالإخفاق في تقديم مساعدات كافية.

* حرب إعلامية

يقول أعضاء الخوذ البيضاء إنهم محايدون يعملون للإغاثة فحسب ويقولون على موقعهم الإلكتروني على الإنترنت إنهم يتلقون تمويلا من حكومات منها الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وقطر.

ويصفهم الرئيس السوري بشار الأسد وداعموه مثل روسيا بأنهم أدوات دعاية برعاية غربية ووكلاء لجماعات معارضة مسلحة يقودها إسلاميون متشددون ووصلوا إلى حد القول إنهم لفقوا عمليات إنقاذ.

قاد ذلك الخوذ البيضاء، التي تقول إن ذلك جزءا من حملة تضليل هدفها نزع مصداقيتهم، إلى تأسيس وحدة إعلامية للفت الأنظار لمحنة من يعيشون في تلك المنطقة.

وقال عبد الله من داخل مركز سرمدا الإعلامي وعشرات يعملون لتحميل ونشر صور التقطوها من الميدان "كل ذلك جعلنا نضع المزيد من الجهد لمراقبة ومتابعة ونشر" المحتوى.

وأضاف أن المتطوعين الذين يبحثون وسط الحطام وهم يرتدون ستراتهم الصفراء وخوذهم البيضاء المميزة يرافقهم على الدوام تقريبا أفراد آخرون بكاميرات.

© Reuters. المتطوع بمنظمة الخوذ البيضاء السورية عبد القادر عبد الرحمن يسير بموقع مبان متضررة في بلدة جنديرس الخاضعة لسيطرة المعارضة في أعقاب زلزال مدمر ضرب سوريا يوم العاشر من فبراير شباط 2023. تصوير: خليل عشاوي - رويترز.

ومع تراجع عمليات الإنقاذ، يتحول عمل الخوذ البيضاء إلى المهمة الكئيبة المحبطة المتمثلة في انتشال الجثث وتطهير الأنقاض.

وقال عبد الرحمن المسعف في المنظمة "سنواصل العمل إلى أن ننتشل آخر شخص من تحت الأنقاض".

(إعداد مروة غريب وسلمى نجم للنشرة العربية - تحرير علي خفاجي)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.