من آندرو جراي وماكس هوندر
ميونيخ (رويترز) - حث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم الجمعة الحلفاء على الإسراع في إرسال الأسلحة للتصدي للغزو الروسي، محذرا القادة العالميين المجتمعين في ميونيخ من أن التردد والتأجيلات تهديد لأمن دولهم هي الأخرى.
وقال زيلينسكي، مشبها الحرب في أوكرانيا بمعركة داوود ضد جالوت من أجل الحرية، إن روسيا تنشر الدمار وتخطط "لخنق" مولدوفا جارة أوكرانيا بينما يتباطأ قادة الغرب في اتخاذ القرارات الرئيسية.
وقال زيلينسكي، في كلمة ألقاها أمام المؤتمر عن بعد إن من "الواضح" أن نظر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صار يتجه صوب الدول الأخرى السابقة بالاتحاد السوفييتي.
وقال زيلينسكي "لم يهزم داوود جالوت بقوة الحوار، ولكن بقوة الأفعال"، مشيرا إلى قصة النبي داوود وجالوت من الإنجيل.
وأضاف "لطالما كان التأخير وما يزال خطأ... لا بد أن يخسر جالوت" ليكون العالم آمنا.
وكان زيلينسكي يتحدث في بداية المؤتمر حيث تجمع سياسيون ومسؤولون عسكريون ودبلوماسيون من جميع أنحاء العالم في ميونيخ اليوم الجمعة لاستعراض المشهد الأمني في أوروبا الذي تغيرت معالمه بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا قبل عام تقريبا.
وظهر زيلينسكي في نسخة 2022 من المؤتمر قبل أيام من اندلاع الحرب. ومثلما هو الحال في المرات السابقة، تضمنت تصريحاته مزيجا من إبداء الامتنان لمساعدة الغرب وتعليقات حادة مفادها أن هذه المساعدات كان ينبغي أن نكون أسرع.
تطلب أوكرانيا على وجه التحديد المزيد من الطائرات المقاتلة والدبابات الحربية المتقدمة قبل هجوم روسي متوقع في الربيع.
وقال زيلينسكي عن بوتين "من الواضح أن أوكرانيا لن تكون محطته الأخيرة. سيواصل تحركه بطول الطريق... بما يشمل جميع الدول الأخرى التي كانت يوما ما جزءا من التكتل السوفيتي".
وأشعلت الحرب نقاشات تدور منذ وقت طويل بشأن أمور من بينها إلى أي مدى ينبغي أن تعزز أوروبا قدراتها العسكرية، وإلى أي حد عليها الاعتماد على الولايات المتحدة في أمنها، وكم يجب أن تنفق الحكومات على الدفاع.
وستناقش الوفود أيضا التداعيات العالمية للحرب على جوانب تتراوح من إمدادات الطاقة إلى أسعار المواد الغذائية.
وسيكون المستشار الألماني أولاف شولتس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونائبة الرئيس الأمريكي كاملا هاريس (NYSE:LHX) من بين العديد من كبار المسؤولين الذين سيحضرون مؤتمر ميونيخ للأمن.
وناشد شولتس، الذي تعرضت حكومته لانتقادات بسبب بطء إرسال الأسلحة إلى أوكرانيا، يوم الجمعة الدول الأوروبية الأخرى الإسراع بإرسال الدبابات إلى كييف بعد تعهد ألمانيا بإرسال مركباتها من طراز ليوبارد 2.
* موسكو غير مدعوة
في ظل حشد القوات الروسية على حدود أوكرانيا، حث القادة الغربيون في ميونيخ الرئيس فلاديمير بوتين على عدم غزوها وحذروا من عواقب وخيمة إذا فعل ذلك، بينما انتقد زيلينسكي ما اعتبره استرضاء لموسكو.
وهذا العام، سيواجه القادة العواقب الوخيمة لقرار بوتين تجاهل مناشداتهم وإطلاق العنان للحرب التي أودت بحياة الآلاف وأجبرت الملايين على الفرار وتعد الأكثر تدميرا في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
وقال أمين عام حلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج في المؤتمر "رسالتي الأهم لشعب أوكرانيا هي أننا الحلفاء والشركاء بحلف شمال الأطلسي سنقف مع أوكرانيا طالما تطلب الأمر ذلك... لن نسمح للرئيس بوتين بالفوز بهذه الحرب، (ستكون) مأساة لأوكرانيا ولكنها خطيرة بالنسبة لنا أيضا".
وقال ستولتنبرج أيضا إن الصين تراقب الصراع من كثب، وهو ما من شأنه التأثير في القرارات ببكين وسبب آخر لتكاتف دول الحلف معا.
وكان المؤتمر في بعض الأحيان بمنزلة مقياس للعلاقات بين روسيا والغرب، وعلى الأخص في عام 2007 عندما هاجم بوتين الولايات المتحدة في كلمة أدلى بها ويُنظر إليها الآن على نطاق واسع على أنها كانت نذيرا لموقف أشد فظاظة ضد الديمقراطيات الليبرالية.
ولكن هذا العام، سيكون غياب القادة الروس هو الملفت.
وقال رئيس المؤتمر كريستوف هويسجن، وهو دبلوماسي ألماني مخضرم، إن المنظمين لم يوجهوا الدعوة لأي مسؤول روسي لأن بوتين "قطع علاقته بالحضارة".
لكن موسكو أطلقت لصوتها العنان من بعيد، إذ اتهمت واشنطن بتحريض أوكرانيا على تصعيد الصراع وقالت إن الولايات المتحدة متورطة الآن بشكل مباشر في الحرب لأن "المجانين" يحلمون بهزيمة روسيا.
وعلى النقيض من ذلك، من المتوقع أن يحضر المؤتمر وفد أمريكي بحجم غير مسبوق يضم إلى جانب هاريس وزير الخارجية أنتوني بلينكن وثلث أعضاء مجلس الشيوخ.
كما سيظهر المؤتمر للقادة الغربيين أن قسما كبيرا من بقية دول العالم لا ترى الأمور وفقا لمنظورهم.
وعادة ما تتعثر محاولات إشراك الزعماء الأفارقة والآسيويين والأمريكيين في عزل موسكو بسبب النفوذ الدبلوماسي والاقتصادي الروسي، فضلا عن غضب الدول الأقل في التنمية من إبداء الغرب اهتماما أقل بكثير بما يحدث بمناطقهم من صراعات.
وسيتناول المؤتمر قضايا دولية كبيرة أخرى، خاصة العلاقات بين الغرب والصين.
ومن المتوقع أن يحضر الدبلوماسي الصيني البارز وانغ يي المؤتمر، ويفكر بلينكن في لقائه فيما ستكون أول محادثات مباشرة بينهما بعدما أسقطت الولايات المتحدة ما قالت إنه منطاد تجسس صيني وأجسام طائرة أخرى.
ومن المتوقع حضور أكثر من 40 رئيس دولة و60 وزيرا في المؤتمر، الذي يصادف يوم إضراب واسع في المطارات الألمانية بما في ذلك مطار ميونيخ. وبينما يمكن للطائرات الحكومية الهبوط في المطار، فإن الوفود القادمة على متن رحلات تجارية تواجه مشكلات.
(إعداد دعاء محمد ومحمد أيسم للنشرة العربية - تحرير محمود سلامة)