من بافيل بوليتيوك وأندريه بيرون
كييف/زولوتشيف (أوكرانيا) (رويترز) - شنت روسيا موجة ضخمة من الضربات الصاروخية على أنحاء أوكرانيا في الساعات المبكرة من صباح يوم الخميس مما أسفر عن مقتل ستة مدنيين على الأقل، فضلا عن انقطاع الكهرباء وتوقف محطة للطاقة النووية عن العمل.
وهذه هي أول ضربة صاروخية كبيرة منذ منتصف فبراير شباط وأنهت أطول فترة هدوء نسبي منذ أن بدأت موسكو حملة لاستهداف البنية التحتية المدنية في أوكرانيا قبل خمسة أشهر.
وقالت كييف إن الصواريخ المستخدمة شملت بشكل غير مسبوق ستة من ترسانة روسيا الصغيرة من منظومة كينجال فرط صوتية.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في بيان "المحتلون يمكنهم فقط ترويع المدنيين. هذا كل ما يمكنهم فعله. لكن ذلك لن يساعدهم. لن يفلتوا من المسؤولية عن كل ما فعلوه"، وذلك في حديثه عن الضربات التي استهدفت البنية التحتية والمباني السكنية في عشر مناطق.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها نفذت "ضربة انتقامية هائلة" على البنية التحتية الأوكرانية ردا على هجوم وقع عبر الحدود الأسبوع الماضي واستهدف قرية في منطقة بريانسك الروسية.
وحمل قرويون في زولوتشيف بمنطقة لفيف غرب أوكرانيا جثة داخل كيس بلاستيكي أسود فوق أنقاض منزل دمره صاروخ بالكامل.
وقالت أوكسانا أوستابينكو إن هذا منزل شقيقتها هالينا، التي ما زالت جثتها مدفونة تحت الأنقاض مع اثنين آخرين من أفراد الأسرة.
وأضافت "لم ينتشلوهم بعد. كنا نأمل أن يكونوا على قيد الحياة. لكنهم ليسوا كذلك".
ولقي مدني آخر حتفه جراء صواريخ في منطقة دنيبرو بوسط البلاد. وتم الإبلاغ عن مقتل ثلاثة مدنيين بنيران المدفعية في خيرسون.
وفي العاصمة كييف، دوت صفارات الإنذار لسبع ساعات طوال الليل، في أطول تحذير من الضربات خلال الحملة الجوية الروسية التي بدأت في أكتوبر تشرين الأول.
وقالت ليودميلا (58 عاما) وهي تحتضن طفلا بين ذراعيها "سمعت انفجارا مدويا، قويا جدا. قفزنا بسرعة من السرير ورأينا سيارة مشتعلة".
وأضافت "خاف الطفل وقفز من سريره. كيف يمكنهم القيام بذلك؟ كيف يمكن ذلك؟ إنهم ليسوا بشرا، ولا أعرف ماذا أطلق عليهم".
وقال مسؤولون أوكرانيون إن هذه هي المرة الأولى التي يتعرضون فيها لمثل هذا العدد الكبير من صواريخ كينجال، التي لا تتوافر لدى أوكرانيا طريقة لإسقاطها. ويُعتقد أن لدى روسيا بضع عشرات فقط من هذا الطراز الذي تتجاوز سرعته سرعة الصوت بعدة مرات ويصفه الرئيس فلاديمير بوتين بأنه سلاح ليس لدى حلف شمال الأطلسي طريقة للتصدي له.
وقالت أوكرانيا إن الهجوم تسبب في انقطاع التيار الكهربائي عن محطة زابوريجيا، أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا، وفصلها عن الشبكة الأوكرانية وإجبارها على استخدام مولدات تعمل بالديزل لمنع حدوث انصهار.
وتقع المحطة، التي تسيطر روسيا عليها منذ بداية الحرب، بالقرب من خط المواجهة، وسبق أن حذر الجانبان من احتمال وقوع كارثة. وقالت موسكو إن الأوضاع في المحطة آمنة.
وقال رينات كارتشا مستشار الرئيس التنفيذي لشركة روس إنيرجو آتوم الروسية للطاقة النووية "المتخصصون في المحطة يعملون بشكل احترافي تماما، وقد بدأت العملية الآلية... لا تهديد أو خطر من وقوع حادث نووي".
وناشد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي إنشاء منطقة حماية حول المحطة.
وقال لمجلس محافظي الوكالة المؤلف من 35 دولة "إننا نقامر في كل مرة. وإذا سمحنا لهذا الأمر بالاستمرار مرة تلو الأخرى، فلن يحالفنا الحظ في يوم من الأيام".
وقال مسؤولون إن العاصمة كييف وميناء أوديسا على البحر الأسود وخاركيف، ثاني أكبر مدن أوكرنيا، تعرضت جميعها للقصف.
وأبلغ فيتالي كليتشكو رئيس بلدية كييف عن وقوع انفجارات في الجزء الجنوبي الغربي من العاصمة. وقال على تطبيق تيليجرام إن 40 بالمئة من المستهلكين في كييف بدون تدفئة.
* أوكرانيا تقاتل من أجل باخموت
في ساحة المعركة، شهد الأسبوع تحولا واضحا بعدما قررت أوكرانيا البقاء والقتال في مدينة باخموت الصغيرة، التي تحملت وطأة هجوم أطلقته روسيا في الشتاء ويعد الأكثر دموية في الحرب.
وتقول موسكو إن المدينة مهمة من الناحية الاستراتيجية لتأمين منطقة دونباس المحيطة، والتي تعد هدفا رئيسيا للحرب. فيما يقول الغرب إن المدينة المدمرة ليس لها أهمية كبيرة وإن القادة الروس يضحون بأرواح أفراد من أجل منح بوتين انتصاره الوحيد منذ الزج بمئات الآلاف من قوات الاحتياط في المعركة نهاية العام الماضي.
وبدا في السابق أن أوكرانيا ستنسحب من باخموت، لكنها أعلنت اعتزامها مواصلة القتال بعدما رأى القادة أنهم يلحقون أضرارا بالقوات الروسية تكفي لجعل الأمر يستحق الصمود.
وقال أولكسندر سيرسكي قائد القوات البرية الأوكرانية "كل يوم نمضيه في الدفاع عن المدينة يتيح لنا وقتا لتجهيز احتياطيات والاستعداد لعمليات هجومية في المستقبل".
وأعلن يفجيني بريجوجن رئيس مجموعة فاجنر الروسية أن مقاتليه استولوا على الجزء الشرقي من باخموت.
(إعداد رحاب علاء ومروة غريب للنشرة العربية)