(رويترز) - بعد أن تقطعت بها السبل في نزاع اندلع خلال ما كان يفترض أن تكون رحلة قصيرة إلى الخرطوم، أمضت الكاتبة البريطانية السودانية روزان أحمد أياما في الاتصال بالسفارة البريطانية من أجل المشورة حتى قررت في النهاية أن تتولى أمرها بنفسها وتستقل حافلة إلى مصر.
المشاهد التي التقطتها بهاتفها وهي تغادر تعطي صورة واضحة عن أعمال العنف التي تجتاح العاصمة السودانية منذ تصاعد الصراع على السلطة بين الجيش وقوات الدعم السريع إلى حرب شاملة في 15 أبريل نيسان.
وأودت الاشتباكات بأرواح ما لا يقل عن 512 شخصا.
وقالت لرويترز من أسوان "كنت أتصل بالسفارة البريطانية طوال اليوم وكل يوم لمدة أسبوع لأعرف متى يمكن إجلاؤنا".
وأضافت "لم نتلق أي خطة ملموسة بعد أسبوع، حينها قررت تولي زمام الأمور بنفسي لأن المياه نفدت". وروت كيف كان عليها التأقلم مع نفاد المؤن الغذائية في وقت استمر فيه إطلاق النار والقصف والضربات الجوية في الخارج.
وبدأت بريطانيا، التي لديها نحو أربعة آلاف مواطن في السودان، عمليات إجلاء جوي يوم الثلاثاء إلى قبرص. وواجهت البلاد انتقادات بسبب تأخرها في إجلاء رعاياها مقارنة بالدول الأوروبية الأخرى.
وقالت روزان أحمد إنها تعاونت مع آخرين في خطة للنجاة بأنفسهم بعد أن سمعت أن البعض يتجهون شمالا بحافلة إلى مصر.
وأضافت "استأجرنا حافلة. كنا نحو 50 شخصا".
كان التنقل في منطقة الحرب هو الجزء الأكثر رعبا.
وعن تلك التجربة تقول "مررنا عدة مرات بدبابات وأفراد مدججين بالسلاح. لقد أصابنا ذلك بالرعب لأننا سمعنا تقارير عن توقيف حافلات وسرقات وإطلاق النار على أشخاص... وهذا جعلني خائفة حقا. لكن لم يكن لدينا خيار".
وأضافت أنه على الرغم من شعورها بالخوف الشديد، تمالكت أعصابها جيدا ولم يبد عليها أي شيء.
استغرقت رحلتها من الخرطوم إلى الحدود المصرية 12 ساعة، لكن الأمر استغرق منها يوما ونصف اليوم لدخول مصر بسبب الطوابير.
وتعتزم مغادرة مصر بعد قضاء أيام قليلة فيها حتى تتعافى من محنتها.
وقالت "قلبي لا يزال في السودان. لا أستطيع التوقف عن التفكير في العالقين هناك، والذين ليس لديهم وسيلة للخروج. آمل حقا وأدعو الله أن تتم عمليات الإجلاء الآن. أن يكون هناك دعم ومساعدة".
(إعداد رحاب علاء للنشرة العربية - تحرير حسن عمار)