🌎 انضم إلى 150+ ألف مستثمر من 35+ دولة يمكنهم الوصول إلى اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي مع عوائد تفوق السوقفعِل الآن

طرفا صراع السودان يتبادلان الاتهامات مع استمرار القتال برغم الهدنة

تم النشر 30/04/2023, 14:26
© Reuters. سيارات ومبان متضررة جراء اشتباكات بين قوات الدعم السريع شبه العسكرية والجيش السوداني في مدينة بحري بالسودان يوم 27 أبريل نيسان 2023. تصوير: محم
LCO
-

من الطيب صديق وإيدن لويس

الخرطوم (رويترز) - تبادلت القوتان العسكريتان المتناحرتان في السودان الاتهامات بارتكاب انتهاكات جديدة لوقف إطلاق النار يوم الأحد مع استمرار الصراع الدامي للأسبوع الثالث رغم تحذيرات من الانزلاق إلى حرب أهلية كارثية.

وسقط مئات القتلى وآلاف المصابين منذ أن تحولت منافسة قديمة على السلطة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية إلى صراع في 15 أبريل نيسان.

وأعلن الجانبان موافقتهما على تمديد الهدنة الإنسانية، التي كان من المقرر أن تنتهي عند منتصف ليل يوم الأحد (2200 بتوقيت جرينتش)، لمدة 72 ساعة في خطوة قالت قوات الدعم السريع إنها جاءت "استجابة لنداءات دولية وإقليمية ومحلية".

وقال الجيش إنه يأمل في "أن يلتزم المتمردون بمتطلبات تنفيذ الهدنة"، في إشارة إلى قوات الدعم السريع.

وقال صحفي من رويترز إن الوضع في الخرطوم، حيث يقاتل الجيش قوات الدعم السريع المتمركزة في الأحياء السكنية، هدأ نسبيا صباح يوم الأحد، وذلك بعد سماع أصوات اشتباكات عنيفة مساء يوم السبت بالقرب من وسط المدينة.

وقال الجيش السوداني يوم الأحد إنه دمر أرتالا لقوات الدعم السريع في أثناء تحركها من الغرب إلى الخرطوم. وقالت قوات الدعم السريع إن الجيش هاجم بالمدفعية والطائرات الحربية مواقع لها في عدة مناطق بولاية الخرطوم.

ولم يتسن لرويترز التحقق من صحة التقارير على نحو مستقل.

وفي محاولة على ما يبدو لإعطاء دفعة لقواته، قال الجيش يوم السبت إنه بدأ نشر وحدات من شرطة الاحتياطي المركزي بجنوب الخرطوم وسيتوالى نزولها تدريجيا في مناطق أخرى من العاصمة.

وقالت الشرطة السودانية إن شرطة الاحتياطي المركزي انتشرت لحماية الأسواق والممتلكات التي تعرضت للنهب. وحذرت قوات الدعم السريع شرطة الاحتياطي المركزي يوم السبت من أن تصبح طرفا في القتال.

وشرطة الاحتياطي المركزي هي فرقة كبيرة مدججة بالسلاح من الشرطة السودانية ولديها خبرة قتالية اكتسبتها من صراعات في دارفور بغرب البلاد وفي جبال النوبة في الجنوب.

وفي مارس آذار 2022، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على شرطة الاحتياطي المركزي متهمة إياها باستخدام القوة المفرطة ضد محتجين كانوا يتظاهرون في الخرطوم وأماكن أخرى رفضا لانقلاب عسكري في عام 2021.

* ’لا مفاوضات مباشرة’

أدى القتال الدائر في الخرطوم حتى الآن إلى انتشار قوات الدعم السريع في أنحاء المدينة في ظل محاولات الجيش لاستهدافها بضربات جوية في الأغلب مستخدما الطائرات المسيرة والمقاتلات.

ودفع الصراع عشرات الآلاف إلى الفرار عبر حدود السودان وأثار تحذيرات من احتمال تفكك البلاد مما يزعزع استقرار منطقة مضطربة بالفعل. كما دفع الصراع دولا أجنبية إلى المسارعة في إجلاء مواطنيها.

وقال مسؤولان أمريكيان إن الولايات المتحدة أرسلت سفينة تابعة لأسطولها لنقل مواطنيها وأعلنت بريطانيا أنها رتبت رحلة إجلاء جوية إضافية من بورتسودان على ساحل البحر الأحمر.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر في بيان إن ما يقرب من ألف أمريكي تم إجلاؤهم منذ بدء العنف، مضيفا أن قافلة حكومية وصلت إلى بورتسودان لنقل المواطنين الأمريكيين وغيرهم من الأشخاص المؤهلين إلى السعودية من أجل المزيد من المساعدة في العبور.

لكن، في إشارة إلى مدى عدم الاستقرار، قالت كندا إنها أوقفت رحلات الإجلاء "بسبب الأوضاع الخطيرة".

وتبدو احتمالات إجراء مفاوضات بين طرفي الصراع ضعيفة.

وقال فولكر بيرتس الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في السودان للصحفيين في بورتسودان "لا مفاوضات مباشرة بل تحضيرات لإجراء محادثات" مضيفا أن دولا في المنطقة والعالم تتواصل مع الجانبين. ‭وكان بيرتس قد أبلغ رويترز يوم السبت بأن الجانبين صارا منفتحين بدرجة أكبر على التفاوض.

وقال قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان إنه لن يجلس أبدا مع قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي. وقال قائد قوات الدعم السريع بدوره إنه لن يبدأ التفاوض إلا بعد أن يوقف الجيش الأعمال القتالية.

وقالت وزارة الخارجية السعودية إن الوزير الأمير فيصل بن فرحان التقى مع مبعوث البرهان السفير دفع الله الحاج علي في الرياض. وتلعب الحكومة السعودية دورا في التوسط لوقف إطلاق النار.

وأضافت الوزارة أن الوزير "أكد على دعوة المملكة بالتهدئة وتغليب المصلحة الوطنية ووقف كافة أشكال التصعيد العسكري".

وفي دلالة على زيادة الضغط الدبلوماسي، ذكرت وكالة أنباء الإمارات أن الشيخ منصور بن زايد نائب رئيس دولة الإمارات أجرى اتصالا هاتفيا مع البرهان.

* مساعدات

ومع إعلان الأمم المتحدة أن 16 بالمئة فقط من المنشآت الصحية في الخرطوم تعمل بشكل طبيعي، قدمت اللجنة الدولية للصليب الأحمر ثمانية أطنان من المساعدات الطبية.

وقال باتريك يوسف المدير الإقليمي لمنطقة أفريقيا في اللجنة الدولية للصليب الأحمر "العاملون في مجال الرعاية الصحية في السودان يفعلون المستحيل إذ يعتنون بالجرحى في ظل عدم وجود المياه والكهرباء والإمدادات الطبية الأساسية".

لكنه أضاف أنه في الوقت الذي جرت فيه الموافقة على وصول الإمدادات إلى الخرطوم فإن مفاوضات تجري مع الجانبين لتسهيل توصيلها داخل المدينة حيث تتعرض المستشفيات والقوافل وسيارات الإسعاف للهجوم.

وقال مارتن جريفيث منسق الأمم المتحدة للمساعدات يوم الأحد إنه سيسافر إلى المنطقة "لاستكشاف كيف يمكننا تقديم الإغاثة الفورية لملايين الأشخاص الذين انقلبت حياتهم رأسا على عقب بين عشية وضحاها".

وناشد أن يكون هناك ممر آمن للمدنيين الفارين من القتال وحث المقاتلين على الكف عن استخدام الطواقم الطبية ووسائل النقل والمرافق الطبية "دروعا".

وقُتل ما لا يقل عن خمسة من موظفي الإغاثة خلال القتال.

وكان ثلث سكان السودان البالغ عددهم 46 مليون نسمة بحاجة بالفعل إلى المساعدات الإنسانية حتى قبل اندلاع الصراع.

© Reuters. سيارات ومبان متضررة جراء اشتباكات بين قوات الدعم السريع شبه العسكرية والجيش السوداني في مدينة بحري بالسودان يوم 27 أبريل نيسان 2023. تصوير: محمد نور الدين عبد الله - رويترز.

وأفسد الصراع خطة انتقال سياسي مدعومة دوليا بهدف إقامة نظام حكم ديمقراطي في السودان في أعقاب الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير في 2019 بعد أن أمضى ثلاثة عقود في السلطة.

وقالت وزارة الصحة إن 528 شخصا على الأقل قُتلوا وأصيب 4599 آخرون. وأعلنت الأمم المتحدة عددا مماثلا من القتلى لكنها تعتقد أن العدد الحقيقي أكبر من ذلك بكثير.

(شارك في التغطية خالد عبد العزيز والطيب صديق وإبراهيم محمد إسحق من السودان وإيدن لويس ونفيسة الطاهر وحاتم ماهر وأحمد طلبة وآدم مكاري من القاهرة - إعداد أميرة زهران ومحمد عطية ومحمد علي فرج ومحمود سلامة للنشرة العربية - تحرير ياسمين حسين وحسن عمار)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.