من عمر بربر أوغلو ودارين بتلر
إسطنبول (رويترز) - ظهر كمال قليجدار أوغلو، المنافس الرئيسي للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والقيادي البارز في حزب العمال الكردستاني مراد كاريلان في مقطع مصور تم التلاعب فيه وهما يرددان الشعار نفسه مما تسبب في تأجيج حدة التوتر قبل انتخابات يوم الأحد التي شابتها اتهامات بشن حملات لتشويه السمعة.
وتظهر استطلاعات الرأي تفوق قليجدار أوغلو على أردوغان. وفي خطوة يُنظر إليها على أنها تعزز حظوظ قليجدار أوغلو في الانتخابات، انسحب مرشح آخر من المرشحين الأربعة في السباق الرئاسي يوم الخميس، قائلا إنه تعرض لحملات لتشويه سمعته.
ولطالما أشار أردوغان في حملته الانتخابية إلى وجود صلة بين حزب العمال الكردستاني المحظور وتحالف المعارضة دون أن يقدم أي أدلة، وذلك في محاولة للاستفادة من العداء الذي يكنه القوميون لحزب العمال الكردستاني.
وفي تجمع حاشد حضره مئات الآلاف يوم الأحد، طلب أردوغان من الحاضرين مشاهدة مقطع مصور "مهم للغاية" على إحدى الشاشات ظهر فيه قليجدار أوغلو مبتسما بينما كان يناشد الناخبين قائلا "هيّا، اذهبوا معا إلى صندوق الاقتراع".
ثم يعرض المقطع لقطات للقيادي البارز في حزب العمال الكردستاني مراد كاريلان وهو يقول على ما يبدو "هيّا" وكان يقف بجانبه مجموعة من المسلحين يصفقون، وفي الخلفية صوت أغنية لحملة قليجدار أوغلو. ثم تظهر صورة قليجدار أوغلو في المقطع مرة أخرى.
وتساءل أردوغان بلغة قوية في أثناء عرض المقطع "هل سيصوت المواطنون الوطنيون من أبناء هذا البلد لصالحهم؟".
وأُخذ المقطع الذي تحدث فيه قليجدار أوغلو من أحد مقاطع حملته الانتخابية بينما جاءت لقطات حزب العمال الكردستاني من مقطع مصور نُشر على الإنترنت قبل عشرة أشهر وظهرت فيه مجموعة من المسلحين وهم يهتفون لزعيمهم المسجون.
وعلّق أردوغان على هذا المقطع في لقاء عقده مع مجموعة من الطلاب وبثته القنوات التركية مساء يوم الخميس.
وقال أردوغان في هذا اللقاء "قليجدار أوغلو مدعوم من قائد الجماعة الإرهابية. يقول (هيّا) والآخر يقول (هيّا)".
وردا على سؤال حول هذا المقطع واستخدام أردوغان له في حملته الانتخابية، رفض مسؤولون في الرئاسة التركية التعليق.
وقال قليجدار أوغلو في مقابلة مع رويترز يوم الجمعة "ما يحزنني بشدة هو أن تكون هذه هي اللغة التي يستخدمها الرئيس نفسه" واصفا المقطع بأنه كذب.
ونشر تغريدة على تويتر يقول فيها "أقول للشباب، هناك شخص ما يوجهكم دون خجل صوب الدعاية السوداء بمحتوى مزيف".
كما أعرب قليجدار أوغلو عن مخاوفه مساء يوم الخميس عندما اتهم روسيا بالمسؤولية عن نشر مواد مزيفة على وسائل التواصل الاجتماعي قبل التصويت، وقال لرويترز يوم الجمعة إن لديه أدلة حقيقية على ذلك.
وقال الكرملين إن ما أثير حول تدخل روسيا في الانتخابات مجرد أكاذيب اختلقها مدلسون.
وحمل حزب العمال الكردستاني، الذي تعتبره تركيا وحلفاؤها الغربيون جماعة إرهابية، السلاح ضد الدولة عام 1984. وتسببت المواجهات في مقتل أكثر من 40 ألف شخص خلال التمرد.
ويواجه حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد، وهو ثالث أكبر حزب في البرلمان، حظرا محتملا بسبب صلات ينفيها بحزب العمال الكردستاني. وكثيرا ما اتهم أردوغان حزب الشعوب الديمقراطي بوجود علاقات له مع حزب العمال الكردستاني.
وأعلن حزب الشعوب الديمقراطي دعمه لقليجدار أوغلو في الانتخابات الرئاسية ويدخل السباق البرلماني تحت مظلة حزب اليسار الأخضر بسبب التهديد بإغلاقه.
(إعداد محمد عطية للنشرة العربية - تحرير أيمن سعد مسلم)