استغل آخر فرصة واحصل على خصم يصل لـ 50% على InvestingProاحصل على الخصم

احتدام القتال بالسودان وطرفا الصراع يستأنفان المحادثات يوم الأحد

تم النشر 13/05/2023, 09:54
© REUTERS
LCO
-

الخرطوم (رويترز) - روى سكان الخرطوم تفاصيل معارك ضارية دارت يوم السبت فيما يجوب مقاتلون الشوارع دون مؤشرات تُذكر على التزام الطرفين المتحاربين في السودان باتفاق لحماية المدنيين قبيل محادثات وقف إطلاق النار المقرر استئنافها في السعودية يوم الأحد.

وهز القتال الخرطوم والمناطق المجاورة وكذلك مدينة الجنينة في منطقة دارفور منذ أن وافق الجيش وقوات الدعم السريع على "إعلان مبادئ" يوم الخميس.

وقال هاني أحمد ‭‭‭‭‭)‬‬‬‬‬28 عاما‭‭‭‭‭(‬‬‬‬‬ "كان الوضع أسوأ بكثير هذا الصباح مقارنة مع اليومين الماضيين. يمكنك سماع صوت الدبابات وقوات الدعم السريع وهي تجوب الشوارع بوضوح أكثر مما اعتدنا عليه".

وأدى الصراع الذي اندلع منذ شهر تقريبا إلى مقتل المئات وفرار أكثر من 200 ألف إلى دول مجاورة وكذلك نزوح 700 ألف آخرين داخليا، كما أثار خطر تدخل قوى خارجية وزعزعة استقرار المنطقة.

وقالت منظمة أطباء بلا حدود الخيرية إن النازحين الذين يعيشون في مخيم كبير في شمال دارفور أصبحوا يتناولون وجبة واحدة يوميا بسبب توقف برامج المساعدات الغذائية من جراء القتال. وأضافت أن وضع الأطفال الذين يعانون بالفعل من سوء التغذية سيتدهور على الأرجح.

في غضون ذلك قالت سلطة الطيران المدني السودانية في بيان يوم السبت إن المجال الجوي للبلاد سيظل مغلقا أمام حركة الطيران حتى 31 مايو أيار، باستثناء رحلات المساعدات الإنسانية ورحلات الإجلاء.

واستمر القتال بين الجانبين رغم اتفاقات الهدنة السابقة ولم يبد أي منهما أي علامة على استعداده لتقديم تنازلات. وعلى الرغم من أن قوات الدعم السريع وعدت بالالتزام باتفاق الخميس، لم يعلق الجيش بشأنه بعد.

ولا يبدو أن أيا من الجانبين قادر على تحقيق نصر سريع، إذ تتمركز قوات الدعم السريع في الأحياء السكنية بأنحاء العاصمة بينما تمكن الجيش من استدعاء القوة الجوية.

وقال أحمد "لا نرى سوى (مقاتلات) الجيش في السماء ولكن فيما يتعلق بالاتصال المباشر لا نرى سوى قوات الدعم السريع. إنهم الموجودون على الأرض".

وتسبب الصراع في معاناة المدنيين من عمليات قصف وإطلاق نار عشوائي واقتحام المنازل ونهبها إلى جانب تذبذب إمدادات الكهرباء ونقص المياه والغذاء وصعوبة حصول المصابين على المساعدة الطبية.

وقالت دعاء طارق (30 سنة) والتي تعمل بأحد المعارض الفنية في الخرطوم "يقع حيُّنا الآن تحت سيطرة قوات الدعم السريع التامة. ينهبون الناس ويضايقونهم ويتجولون في الحي وهم يحملون السلاح دائما ويحتمون أينما يريدون".

وعبرت دعاء عن أملها في أن تؤدي محادثات جدة إلى وقف إطلاق النار لكنها أبدت شكوكا في إمكانية حدوث ذلك قائلة "لا يمكننا أن نثق حقا بأي من الجانبين لأنهما لا يسيطران على جنودهما على الأرض".

- جامعة الدول العربية

لم يتوقف القتال منذ أن أعلن الطرفان موافقتهما على إعلان المبادئ الذي يقضي بحماية المدنيين والسماح بوصول المساعدات الإنسانية.

ويقول سكان إن مقاتلي الدعم السريع يواصلون الاستيلاء على المباني وهو ما نفته القوات شبه العسكرية. وينفذ الجيش غارات جوية يقول السكان إنها أصابت أهدافا مدنية.

وقال هاشم محمد (35 عاما) إنه وجد خبزا في أحد المتاجر لأول مرة منذ أسبوع. وقال "لا يتعلق الأمر بتوفر الخبز، ولكنه يتطلب السير لمسافة أطول مما يعني زيادة التعرض للخطر".

وبينما كان هاشم في الخارج للتسوق يوم السبت، اضطر للانحناء بسرعة بسبب إطلاق نار في مكان قريب فيما جاب مقاتلو قوات الدعم السريع الحي بسيارات مدنية.

وقال مسؤولون إن المحادثات المزمع استئنافها بجدة ستبدأ بمناقشة سبل تنفيذ الاتفاق الحالي ثم الانتقال إلى وقف دائم لإطلاق النار يمكن أن يمهد الطريق أمام تشكيل حكومة مدنية.

وقال دبلوماسي سعودي كبير إن السعودية دعت قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان إلى قمة جامعة الدول العربية المقرر عقدها بمدينة جدة، ولكن دبلوماسيين آخرين في الخليج توقعا عدم مغادرة البرهان السودان لأسباب أمنية.

وجاءت دعوة البرهان بصفته رئيس مجلس السيادة السوداني. ويتولى قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو، المعروف باسم حميدتي، منصب نائب رئيس المجلس.

وترتبط السعودية بعلاقات وثيقة مع الرجلين منذ أن أرسل الجيش وقوات الدعم السريع قوات لمساعدة التحالف الذي تقوده المملكة في الحرب ضد الحوثيين في ​​اليمن.

ووقع بعض من أشد المعارك في منطقة دارفور، التي شهدت اندلاع حرب في 2003 أدت لمقتل 300 ألف شخص وتشريد 2.5 مليون.

وقالت هيئة محامي دارفور، وهي جماعة حقوقية محلية، إن 77 شخصا على الأقل قُتلوا في الجنينة حيث اندلع قتال أمس الجمعة بعد فترة هدوء استمرت أسبوعين.

وأضافت الهيئة "هجوم مجموعات مسلحة تستخدم مواتر (درجات نارية) ومركبات الدعم السريع على مدينة الجنينة يوم الجمعة، ولا تزال تمارس أعمال القتل والنهب والحرق والترويع".

© Reuters. لاجئون سودانيون يبحثون عن مأوى مؤقت بالقرب من الحدود بين السودان وتشاد في جونجور يوم الثامن من مايو أيار 2023. تصوير: زهرة بن سمرة - رويترز.

ونفت قوات الدعم السريع تحركها من مواقعها في دارفور وألقت بالمسؤولية عن هذا الوضع المتأزم على الجيش وأنصار الرئيس السابق عمر البشير الذي أطيح به في عام 2019، قائلة إن هناك مدنيين مسلحين بينهم.

وقال سكان يوم الجمعة إن الجيش لم يتدخل في الصراع في الجنينة.

(تغطية صحفية عزيز اليعقوبي من الرياض ونفيسة الطاهر وآدم مكاري من القاهرة - إعداد محمود سلامة وأميرة زهران ومحمد عطية للنشرة العربية- تحرير دعاء محمد)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.