من ميشيل نيكولز
الأمم المتحدة (رويترز) - ندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش بروسيا لقتلها 136 طفلا في أوكرانيا خلال عام 2022، وأضاف قواتها المسلحة إلى قائمة عالمية لمرتكبي الجرائم، وذلك بحسب تقرير موجه إلى مجلس الأمن الدولي اطلعت عليه رويترز.
وذكر التقرير أن الأمم المتحدة تحققت من أن القوات المسلحة الروسية والجماعات التابعة لها شوهت 518 طفلا ونفذت 480 هجوما على مدارس ومستشفيات. كما استخدمت القوات الروسية 91 طفلا دروعا بشرية.
وأكد التقرير أيضا أن القوات المسلحة الأوكرانية قتلت 80 طفلا وشوهت 175 ونفذت 212 هجوما على مدارس ومستشفيات. ولكن لم يتم إدراج قوات كييف على قائمة مرتكبي الجرائم.
ووجد التقرير أيضا أن القوات الإسرائيلية قتلت 42 طفلا وأصابت 933 آخرين في عام 2022.
وقال جوتيريش في التقرير الصادر يوم الخميس إن ما "صدمه بشكل خاص" هو العدد الكبير للأطفال الذين قتلوا وتشوهوا وهجمات القوات المسلحة الروسية على المدارس والمستشفيات.
كما قال إنه "منزعج بوجه خاص" من ارتفاع عدد تلك الجرائم التي ارتكبتها القوات المسلحة الأوكرانية بحق الأطفال.
وبالنسبة لإسرائيل، كتب جوتيريش "ألاحظ انخفاضا كبيرا في عدد الأطفال الذين قتلتهم القوات الإسرائيلية، بما يشمل الغارات الجوية".
وأضاف "مع ذلك، ما زلت أشعر بقلق شديد إزاء عدد الأطفال الذين قتلتهم وشوهتهم القوات الإسرائيلية". وإسرائيل ليست على قائمة الجناة.
ويشمل تقرير جوتيريش السنوي إلى مجلس الأمن المؤلف من 15 دولة حول الأطفال والنزاع المسلح قتل الأطفال وتشويههم والاعتداءات الجنسية عليهم واختطافهم وتجنيدهم، فضلا عن حرمانهم من وصول المساعدات واستهداف المدارس والمستشفيات.
أعدت التقرير فرجينيا جامبا، الممثلة الخاصة لجوتيريش المعنية بالأطفال والنزاع المسلح.
وزارت جامبا الشهر الماضي أوكرانيا وروسيا، حيث التقت بالمفوضة الروسية لحقوق الطفل ماريا لفوفا بيلوفا، التي تريد المحكمة الجنائية الدولية اعتقالها بتهم تتعلق بجرائم حرب.
وأصدرت المحكمة الشهر الماضي مذكرتي اعتقال بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ولفوفا بيلوفا، متهمة إياهما بترحيل أطفال بشكل غير قانوني من أوكرانيا ونقل أشخاص بشكل غير قانوني إلى روسيا من أوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي في 24 فبراير شباط 2022.
وقالت موسكو إن مذكرتي الاعتقال باطلتان لأن روسيا ليست من الدول الموقعة على المعاهدة التي أنشأت المحكمة الجنائية الدولية.
وتحقق تقرير الأمم المتحدة من اختطاف القوات المسلحة الروسية 91 طفلا، أُطلق سراحهم جميعا فيما بعد. كما تأكد من نقل 46 طفلا من أوكرانيا إلى روسيا.
ولم تُخف روسيا برنامجا جلبت بموجبه آلاف الأطفال الأوكرانيين إلى أراضيها، لكنها تصوره على أنه حملة إنسانية لحماية الأيتام والأطفال الذين تم التخلي عنهم في منطقة الحرب.
- قائمة مثيرة للجدل
يتضمن التقرير الخاص بالأطفال والنزاع المسلح قائمة تهدف إلى إلحاق العار بأطراف الصراعات على أمل دفعهم لتنفيذ تدابير لحماية الأطفال. ولطالما كانت القائمة مثيرة للجدل، إذ قال دبلوماسيون إن السعودية وإسرائيل مارستا ضغوطا في السنوات الماضية في محاولة للبقاء خارجها.
ولم يتم إدراج إسرائيل قط على القائمة، بينما تمت إزالة تحالف عسكري تقوده السعودية منها في عام 2020 بعد عدة سنوات من إضافته لأول مرة بسبب قتل وإصابة أطفال في اليمن.
وفي محاولة لإسكات الجدل المحيط بالتقرير، تم تقسيم القائمة التي أصدرها جوتيريش في عام 2017 إلى فئتين تضم الأولى الأطراف التي اتخذت تدابير لحماية الأطفال والأخرى للأطراف التي لم تفعل ذلك.
ووُضعت روسيا على قائمة الأطراف التي اتخذت تدابير تهدف إلى تحسين حماية الأطفال.
وبوجه عام، تحقق التقرير من ارتكاب 24300 انتهاك ضد الأطفال في عام 2022.
وسُجلت معظم الانتهاكات في جمهورية الكونجو الديمقراطية وإسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة والصومال وسوريا وأوكرانيا وأفغانستان واليمن.
وقال جوتيريش في التقرير "بينما كانت الجماعات المسلحة غير الحكومية مسؤولة عن 50 بالمئة من الانتهاكات الجسيمة، كانت القوات الحكومية الجاني الرئيسي في قتل وتشويه الأطفال، والهجمات على المدارس والمستشفيات، ومنع وصول المساعدات الإنسانية".
(إعداد دعاء محمد للنشرة العربية)