الرباط (رويترز) - قال وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة يوم الجمعة إنه بلاده ستؤجل قمة من المقرر أن تستضيفها بين إسرائيل والدول العربية الموقعة على اتفاقيات إبراهيم إلى ما بعد الصيف، وذلك في ضوء التوتر المتزايد في الضفة الغربية.
ويأتي قرار تأجيل القمة بعدما قررت إسرائيل التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة وفي أعقاب مداهمة إسرائيلية لجنين أسفرت عن مقتل خمسة أشخاص.
وقال بوريطة في بيان إن القرار يتعلق في جانب منه بالجدول الزمني لكنه يرجع أيضا إلى "التصرفات الاستفزازية والأحادية الإسرائيلية التي تؤجج الوضع وتؤثر سلبا على جهود تحقيق التهدئة وتقوض فرص السلام في المنطقة".
وأدان بوريطة مداهمة الجيش الإسرائيلي لمدينة جنين بالضفة الغربية واستنكر قرار إسرائيل بالتوسع الاستيطاني في أراض تحتلها ويريد الفلسطينيون إقامة دولتهم المستقلة عليها.
وقالت إسرائيل إن عمليتها في جنين استهدفت اعتقال شخصين فلسطينيين يشتبه بضلوعهما في هجمات. وأعلنت عن قرارها بناء ألف منزل جديد في مستوطنة عيلي بالضفة الغربية ردا على هجوم مسلح فلسطيني بالقرب من المستوطنة.
والمغرب واحد من أربع دول عربية تقاربت مع إسرائيل في عام 2020 في إطار مبادرة دبلوماسية بقيادة الولايات المتحدة. والدول الثلاث الأخرى هي الإمارات والبحرين والسودان.
وعززت الرباط العلاقات مع إسرائيل ووافقت على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة معها مقابل اعتراف الولايات المتحدة بسيادتها على منطقة الصحراء الغربية التي تدعي حركة استقلال تدعمها الجزائر تبعيتها لها.
وقال المغرب إنه يريد قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية في إطار حل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وتأتي القمة المزمعة في أعقاب القمة التي عقدت العام الماضي في صحراء النقب بين إسرائيل والبحرين والمغرب والإمارات والولايات المتحدة، بالإضافة إلى مصر التي عقدت اتفاقية سلام مع إسرائيل في عام 1979.
وسبق أن قالت إسرائيل إن المغرب سيستضيف القمة في مارس آذار، وقال وزير الخارجية إيلي كوهين إن دولا أخرى ليس لها علاقات مع إسرائيل قد تحضر. وقال أحد مساعدي كوهين في وقت سابق من الشهر الجاري إن التأخير سببه صعوبة تنسيق الجدول الزمني.
وأحجمت وزارة الخارجية الإسرائيلية عن التعليق يوم الجمعة.
وقال يائير لابيد، الذي تولى سابقا منصبي رئيس الوزراء ووزير الخارجية في إسرائيل والذي أشرف على تنظيم قمة العام الماضي حين كان في السلطة، إن الحكومة الإسرائيلية الحالية تسجل "فشلا إثر فشل".
وقال لابيد الذي يرأس الآن المعارضة للحكومة الدينية القومية التي يرأسها بنيامين نتنياهو "ليست هذه هي الطريقة التي يجب بها إدارة السياسة الخارجية".
(إعداد محمد حرفوش للنشرة العربية - تحرير أيمن سعد مسلم ومحمود عبد الجواد)