من نيللي بيتون وفيليكس أوناه
جوهانسبرج (رويترز) - علق الاتحاد الأفريقي مشاركة النيجر في جميع أنشطته بعد الانقلاب العسكري الذي شهدته في 26 يوليو تموز ودعا كل دوله الأعضاء إلى الامتناع عن أي عمل من شأنه أن يضفي الشرعية على المجلس العسكري في النيجر.
وأثار انقلاب الشهر الماضي حالة من القلق بين دول أفريقية ديمقراطية وحلفاء من الغرب خشية أن يسمح الانقلاب للجماعات الإسلامية النشطة في منطقة الساحل بتوسيع نطاق انتشارها ومنح روسيا موطئ قدم لزيادة نفوذها.
وتحاول المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) التفاوض مع المجلس العسكري، لكنها تقول إنها مستعدة لإرسال قوات إلى النيجر إذا فشلت الجهود الدبلوماسية في استعادة الديمقراطية.
وفي إشارة نادرة إلى إحراز تقدم يوم الثلاثاء، قال وسيط إيكواس عبد السلام أبو بكر، القائد العسكري والرئيس السابق لنيجيريا، إن الزيارة إلى النيجر في مطلع الأسبوع كانت "مثمرة للغاية" وإنه لا يزال يأمل في التوصل إلى حل سلمي.
وقال أبو بكر للصحفيين في أبوجا "لا يريد أحد الدخول في حرب"، وذلك بعد اطلاع للرئيس النيجيري بولا تينوبو على تفاصيل المهمة.
وأضاف من دون الخوض في التفاصيل "بدأنا التحدث. أوضحوا (المجلس العسكري) وجهة نظرهم. نأمل في التوصل إلى اتفاق ما".
وقال مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي في بيان يوم الثلاثاء إنه نوه بقرار إيكواس تفعيل قوة احتياطية لتدخل عسكري محتمل، وطلب من مفوضية الاتحاد الأفريقي تقييم التبعات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية لنشر مثل هذه القوة.
وقال المجلس أيضا إنه طلب من مفوضية الاتحاد الأفريقي إعداد قائمة بأعضاء المجلس العسكري ومناصريهم من أجل استهدافهم بالعقوبات و"تطبيق إجراءات عقابية فردية".
وذكر المجلس أن القرارات الواردة في بيان يوم الثلاثاء اتُخذت في اجتماع للمجلس يوم 14 أغسطس آب.
وفرضت إيكواس بالفعل عقوبات واسعة النطاق على النيجر صدق عليها الاتحاد الأفريقي.
وكرر الاتحاد الأفريقي دعواته لقادة الانقلاب إلى إطلاق سراح الرئيس المنتخب محمد بازوم المحتجز منذ بدء الانقلاب والعودة إلى ثكناتهم.
وقاوم المجلس العسكري ضغوطا للتخلي عن السلطة واقترح يوم السبت جدولا زمنيا على مدى ثلاثة أعوام لتنظيم انتخابات، وهي خطة رفضتها إيكواس.
* "تبعات خطيرة"
قال علي ندومي الممثل لنيجيريا إن برلمان إيكواس، أحد مؤسسات التكتل الإقليمي، يعارض إرسال قوات إلى النيجر.
وذكر ندومي للصحفيين في أبوجا يوم الثلاثاء "يستند موقفنا إلى التبعات الخطيرة لأي تدخل عسكري في النيجر. لا (يوجد) بديل للحل الدبلوماسي"، وذلك عقب اجتماع لبرلمان إيكواس ليل الاثنين حول مسألة النيجر.
واتخذ قادة منطقة غرب أفريقيا موقفا صارما حيال النيجر في محاولة لإظهار جديتهم بعد أن قالوا إن الانقلابات لن تكون مقبولة في المنطقة بعد الآن. وانقلاب النيجر هو السابع في غرب أفريقيا ووسطها منذ 2020.
وللنيجر أهمية استراتيجية بوصفها قاعدة لقوات أمريكية وفرنسية تساعد في القتال ضد جماعات مسلحة متشددة في المنطقة وباعتبارها واحدة من أكبر الدول المنتجة لليورانيوم في العالم.
وقالت الإذاعة الجزائرية في وقت متأخر من يوم الاثنين إن الجزائر رفضت طلبا فرنسيا للتحليق فوق مجالها الجوي بغرض تنفيذ عملية عسكرية في النيجر. وتنفي فرنسا تقدمها بهذا الطلب. ولم يتضح نوع العملية التي تشير إليها الجزائر.
وقال الاتحاد الأفريقي إنه يرفض بشدة أي تدخل خارجي في الموقف من أي جهة أو دولة من خارج أفريقيا، بما في ذلك اشتراك أي شركات عسكرية خاصة، فيما يرجح أنها إشارة إلى مجموعة فاجنر العسكرية الروسية الخاصة النشطة في مالي المجاورة.
ورحب يفجيني بريجوجن رئيس فاجنر بالانقلاب ونشر يوم الاثنين مقطعا مصورا بدا فيه أنه في أفريقيا، للترويج لأنشطة فاجنر هناك.
(إعداد محمد أيسم للنشرة العربية - تحرير حسن عمار)