🥇 القاعدة الأولى للاستثمار؟ اعرف متى توفر! خصم يصل إلى 55% على InvestingPro قبل يوم الجمعة البيضاءاحصل على الخصم

ملايين النازحين في السودان يكافحون من أجل البقاء مع تعثر الاقتصاد

تم النشر 26/09/2023, 15:30
© Reuters. أشخاص ينتظرون توزيع الطعام من قبل المتطوعين في أم درمان بالسودان يوم الثالث من سبتمبر أيلول 2023. تصوير: الطيب صديق - رويترز.

من الطيب صديق ونفيسة الطاهر وخالد عبد العزيز

بورتسودان (السودان) (رويترز) - بعد نحو شهرين من مغادرة شريف عبد المنعم منزله في العاصمة السودانية الخرطوم بسبب الاشتباكات العنيفة التي كانت تدور حوله، اضطر الشاب البالغ من العمر 36 عاما وأسرته المكونة من ستة أفراد إلى العودة إلى المدينة التي لا يزال القتال محتدما فيها بسبب ارتفاع الإيجارات وأسعار الطعام.

ولم يعد معظم من غادروا الخرطوم بعد اندلاع الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية في منتصف أبريل نيسان إلى ديارهم. ويواجهون مخاطر سوء التغذية والفيضانات ولدغات العقارب ويعتمدون على الصدقات ومساعدات الإغاثة الهزيلة للبقاء على قيد الحياة مع تقلص مساعدات المجتمعات التي تستضيفهم بشكل متزايد.

وتشير أرقام الأمم المتحدة إلى نزوح أكثر من 5.25 مليون نسمة من سكان السودان البالغ عددهم 49 مليونا منذ اندلاع القتال.

وقد انتقل أكثر من مليون منهم إلى البلدان المجاورة، ولكن بقي أكثر من 4.1 مليون في السودان حيث يتعرضون لضغوط مالية متزايدة.

واستأجر عبد المنعم منزلا في منطقة بمدينة أم درمان المجاورة للخرطوم، ورغم أن المنطقة لم تعد تدور بها اشتباكات لكن أصوات المدفعية لا تزال تتردد في جنباتها.

وقال لرويترز عبر الهاتف "الولايات (خارج الخرطوم) آمنة لكن الأسعار والإيجارات مرتفعة ولا يمكننا الاستمرار في ذلك".

وأدى الصراع إلى ركود اقتصادي كبير في السودان، إذ تسبب في تعطيل معظم خدمات التجارة والنقل وإعاقة الزراعة ووقف صرف مرتبات عدد كبير من الموظفين وإلحاق أضرار جسيمة بالبنية التحتية.

وتعتمد البلاد الآن على ما تبقى من موارد ضئيلة لدعم السكان النازحين داخليا الذين يصل عددهم إلى ما يقرب من 7.1 مليون شخص، إذا أضفنا إليهم المشردين بسبب الصراعات السابقة، وهو ما يتجاوز عدد النازحين في أي دولة أخرى حول العالم.

ويتوقع عمال الإغاثة أن ينتهي الأمر بمزيد من هؤلاء المستأجرين أو الذين يسكنون مجانا بعد فرارهم من العاصمة في ملاجئ جماعية مع نفاد أموالهم.

وقال عمر عثمان، المسؤول الحكومي في كسلا، "نحن شعب مضياف لكن الناس يتعاملون مع ما يفوق طاقتهم... إذا استمرت الحرب، فإن هؤلاء الناس قدموا ومعهم مدخرات صغيرة، لذا سيحتاجون إلى مأوى". وأضاف أن أسعار الإيجارات ارتفعت بشكل حاد في الولاية.

* "سوق العمل مشلولة"

تعاني المجتمعات المستضيفة من تداعيات الصراع رغم وقوعها في مناطق لم تتأثر كثيرا بالقتال.

وفي مدينة ربك، على بعد نحو 275 كيلومترا جنوبي الخرطوم، كان عدد كبير من الشباب يحاولون كسب لقمة العيش من خلال عملهم في المصانع أو كعمال يومية في العاصمة قبل اندلاع الصراع.

وقال أحد السكان ويدعى فضيل عمر "سوق العمل مشلولة بالنسبة للسكان المحليين. الخرطوم هي المحرك بالنسبة لبقية البلاد".

وأضاف أن النازحين في المدينة ممن لا يمكنهم دفع الإيجارات يسكنون في ملاجئ ذات جدران متداعية وتكثر بها العقارب، وأن العديد من الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية يموتون يوميا في مستشفى المدينة. وعادت مجموعات كبيرة إلى الخرطوم.

وقالت إزدهار جمعة، وهي محامية ومتطوعة محلية، إن في مروي التي تبعد 340 كيلومترا شمالي الخرطوم، شهد العمال والمزارعون نضوب مصادر دخلهم، بينما يكابد المتطوعون المحليون لتوفير وجبات أساسية للنازحين الذين ينام بعضهم على أرائك أو طاولات.

وقال إبراهيم البدوي، وهو وزير مالية سوداني سابق وباحث اقتصادي، إن الضرر في البنية التحتية في المناطق الثلاث الأكثر تضررا من الحرب، وهي الخرطوم ودارفور وكردفان، قد تبلغ قيمته 60 مليار دولار أو عشرة بالمئة من قيمة البنية التحتية الإجمالية. ووفقا لتقديراته فقد ينخفض الناتج المحلي الإجمالي هذا العام 20 بالمئة.

وذكر لرويترز في مقابلة في دبي "إذا توقفت الحرب فسيكون السودان في حاجة لدعم اقتصادي عاجل بين خمسة وعشرة مليارات دولار لإنعاش الاقتصاد".

وأضاف "استمرار الحرب سيؤدي إلى تدمير الاقتصاد والدولة السودانية".

* نقص في جهود الإغاثة

ارتفعت أسعار الكثير من المنتجات منذ بدء الحرب. وانخفضت العملة إلى 900 جنيه سوداني مقابل الدولار في السوق السوداء في مدينة بورتسودان المطلة على البحر الأحمر، وهي مقر لمسؤولي الحكومة وموظفي الإغاثة، مقارنة مع نحو 560 جنيها في أبريل نيسان.

وقال عمر خليل، الذي فر من أم درمان إلى بورتسودان في يونيو حزيران مع زوجته وأطفاله الثلاثة "الداعم الأساسي للشعب السوداني هم العاملون في الخارج. شايلين المسألة على كاهلهم وهي مسألة ما سهلة، لكن ده الحاصل حاليا، ودي مسألة إذا استمرت ما يمكن أن تستمر على طول".

وكان خليل وزوجته معلمين، لكنهما الآن يصنعان المثلجات في المنزل لبيعها إلى المتاجر.

وهناك نقص شديد في تمويل جهود الإغاثة الدولية للسودان، إذ تقول الأمم المتحدة إنه لم يُقدم سوى أقل من 25 بالمئة من 2.6 مليار دولار مطلوبة هذا العام حتى منتصف أغسطس آب. ويقول موظفو الإغاثة إن عمليات تقديم المساعدات واجهت عراقيل أيضا بسبب الروتين الحكومي وانهيار الخدمات والأمور اللوجستية التي تتمركز في العاصمة.

وتشعر السلطات بالقلق بشأن عمليات الإغاثة التي يقوم بها متطوعون محليون وتريد إيواء النازحين في مخيمات، لكن ويل كارتر من المجلس النرويجي للاجئين قال إنه لا توجد أموال لإدارة تلك المخيمات على النطاق المطلوب.

© Reuters. أشخاص ينتظرون توزيع الطعام من قبل المتطوعين في أم درمان بالسودان يوم الثالث من سبتمبر أيلول 2023. تصوير: الطيب صديق - رويترز.

وأضاف أنه في أنحاء السودان تم إجلاء بعض النازحين المستأجرين، بينما لا يزال معظمهم يقيم مع العائلات أو غرباء.

وقال "سوف نصل إلى طريق مسدود. الناس الذين يستوطنون تلك المدن سيعيشون معوزين فيها".

(تغطية صحفية الطيب صديق من بورتسودان ونفيسة الطاهر من القاهرة وخالد عبد العزيز من دبي - إعداد محمد عطية ومروة سلام للنشرة العربية - تحرير دعاء محمد)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.