أنقرة (رويترز) - نظم محتجون أتراك مظاهرات جديدة مناهضة لإسرائيل يوم الأربعاء فيما أعلنت تركيا الحداد ثلاثة أيام في أعقاب الانفجار الذي أودى بحياة أعداد كبيرة من الفلسطينيين في مستشفى بغزة.
وقال مسؤولون فلسطينيون إن الانفجار الذي وقع في المستشفى الأهلي المعمداني نجم عن غارة جوية إسرائيلية. وقالت إسرائيل إن الانفجار كان نتيجة فشل حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية في إطلاق صاروخ، وهو ما نفته الحركة.
ووصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الانفجار بأنه "أحدث مثال على الهجمات الإسرائيلية المجردة من أبسط القيم الإنسانية".
وسرعان ما وصف مكتب الاتصالات الرئاسي التركي الاتهامات التي أطلقتها إسرائيل بأنها "أنباء كاذبة" على منصة إكس للتواصل الاجتماعي.
وأعلن أردوغان في وقت متأخر من مساء يوم الأربعاء الحداد ثلاثة أيام في تركيا على الفلسطينيين الذين قتلوا في المستشفى بغزة.
ورفع الأتراك خلال المسيرات الليلية الأعلام الفلسطينية وهتفوا بشعارات تندد بإسرائيل في ما لا يقل عن 12 مدينة تركية لا سيما أمام السفارة الإسرائيلية في العاصمة أنقرة.
واستخدمت الشرطة رذاذ الفلفل ومدافع المياه لتفريق آلاف المحتجين الذين حاولوا دخول مجمع القنصلية الإسرائيلية في إسطنبول أكبر المدن التركية. وقال مكتب رئيس بلدية إسطنبول إن خمسة أشخاص اعتقلوا.
وأصدر مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تحذيرا من السفر إلى تركيا مشيرا إلى مخاوف من استهداف الغاضبين بسبب الحرب للإسرائيليين. كما دعا الإسرائيليين في تركيا على المغادرة في أقرب وقت ممكن.
وبعد الدعوة التي وجهها مجلس الأمن القومي، قالت شركات الطيران الإسرائيلية إنها ترتب رحلات جوية من إسطنبول يوم الأربعاء للإسرائيليين الذين يرغبون في مغادرة تركيا.
وشهد يوم الأربعاء وجودا أمنيا كبيرا حول القنصلية، حيث انتشر مئات من رجال الشرطة ونحو عشر مركبات مزودة بمدافع المياه خلف صف من الحواجز المعدنية. وأجرت الشرطة عمليات فحص لهويات من يطلبون المرور.
ونظم محتجون مظاهرات جديدة قرب قنصليتي إسرائيل والولايات المتحدة في إسطنبول مساء يوم الأربعاء. وفي أنقرة، سار بضع مئات من المتظاهرين بعد صلاة جنازة رمزية على القتلى في المستشفى.
وقالت السفارة الأمريكية في أنقرة في بيان إن القنصلية في مدينة أضنة في الجنوب ستظل مغلقة حتى إشعار آخر، وصدرت تعليمات لموظفي الحكومة الأمريكية بتقليل التحركات في تركيا إلى الحد الأدنى بسبب الاحتجاجات.
وقال محللون سياسيون إن انفجار مستشفى غزة قد يكون له عواقب وخيمة على العلاقات بين إسرائيل وتركيا.
وقال ولفانجو بيكولي من تينيو للعلاقات العامة والاستشارات "من المرجح أن تتخذ أنقرة الآن موقفا أشد مناهضة لإسرائيل...".
وأضاف "بل إن أردوغان قد يقرر التخلي عن التقارب مع إسرائيل، الذي بدأ في 2022 بعد توتر العلاقات بين البلدين لأكثر من عشر سنوات... ومن المرجح أيضا أن يؤثر تدهور العلاقات بين تركيا وإسرائيل على العلاقات التركية الأمريكية، مما يزيد التوتر بين العضوين في حلف شمال الأطلسي في وقت مضطرب".
(إعداد أميرة زهران وعلي خفاجي للنشرة العربية)