كوناكري (رويترز) - قال محامي رئيس المجلس العسكري السابق في غينيا موسى داديس كامارا إن موكله عاد إلى السجن يوم السبت، ونفى أن يكون كامارا قد شارك طوعا في عملية تهريبه من السجن في وقت سابق اليوم.
ووصف المحامي ما حدث بأنه اختطاف بالقوة.
واستيقظ سكان العاصمة كوناكري على صوت إطلاق النار في الساعات الأولى من صباح يوم السبت بينما هرَّب مسلحون كامارا وثلاثة مسؤولين كبار آخرين من سجن مركزي، مما دفع السلطات الغينية إلى إطلاق عملية للبحث عنهم في أنحاء البلاد.
وفي منشور على وسائل التواصل الاجتماعي يوم السبت، قال بيبي أنطوان لاماه محامي كامارا إن موكله عاد إلى سجن سنترال هاوس في كوناكري.
ولم يكشف المحامي عن تفاصيل حول الطريقة التي عاد بها موكله إلى السجن، لكنه اتهم الحكومة بالإخفاق في حماية المعتقلين.
وقال "لقد اختطف رجال مدججون بالأسلحة كامارا بالفعل في وقت مبكر جدا هذا الصباح وأجبروه على ركوب سيارة... من غير المقبول بل ومن غير المناسب وصف عملية الاختطاف بأنها هروب".
وقال المدعي العام في وقت سابق إنه فتح تحقيقا مع كامارا والمسؤولين الآخرين فيما وصفها بأنها عملية هروب من السجن.
ولا يعرف حتى الآن مكان وجود المسؤولين الآخرين.
وشهدت العاصمة كوناكري إطلاق عملية للبحث عنهم وشوهد جنود يقومون بدوريات في الشوارع في ناقلات جند مدرعة بينما كان رجال أمن مسلحون يوقفون السيارات ويفتشونها.
وقال سكان محليون لرويترز في وقت سابق إنهم سمعوا دوي إطلاق نار في منطقة كالوم الإدارية التي تضم سجن سنترال هاوس حيث كان يقبع كامارا والفارون الآخرون.
وقال مامادو أليو ثام وهو أحد سكان كوناكري "كان هناك فزع وقلق وتوتر... وخوف يعتصر قلوبنا. كان الجميع خائفين ويتساءلون عما يحدث".
وتعكس هذه الواقعة الوضع الأمني الهش في غينيا التي يحكمها مجلس عسكري آخر استولى على السلطة في انقلاب عام 2021، وهو واحد من ثمانية انقلابات وقعت في غرب ووسط أفريقيا في السنوات الثلاث الماضية.
ويحاكم كامارا وآخرون منذ العام الماضي بتهمة تدبير مذبحة في ملعب رياضي وجرائم اغتصاب جماعي ارتكبتها قوات الأمن الغينية، في أحداث قتل فيها 150 شخصا خلال احتجاج مؤيد للديمقراطية في 28 سبتمبر أيلول 2009.
وينفي كامارا مسؤوليته عن الجرائم قائلا إن مرتكبيها جنود مارقون.
وقاد كامارا انقلابا عسكريا في عام 2008 وحكم أكبر دولة مصدِّرة للبوكسيت في أفريقيا لمدة عام تقريبا حتى أصيب في محاولة اغتيال في ديسمبر كانون الأول 2009.
ولا يزال كامارا يحظى بشعبية في الجنوب الشرقي من البلاد على الرغم من تشوه سمعته بسبب المذبحة. وعبر الناجون من هذه الجرائم عن أملهم في أن تحقق المحاكمة لهم العدالة.
(إعداد أميرة زهران ومحمد عطية للنشرة العربية - تحرير مروة سلام ودعاء محمد)