من نضال المغربي وبسام مسعود إميلي روز
القاهرة/غزة/القدس (رويترز) - تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمواصلة القتال ضد حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) يوم الاثنين في الوقت الذي نعى فيه الفلسطينيون أكثر من 100 شخص قال مسؤولو الصحة في غزة إنهم قتلوا خلال ساعات الليل في غارات جوية إسرائيلية.
وزار نتنياهو القوات الإسرائيلية في شمال قطاع غزة بعد ساعات من واحدة من أكثر الليالي دموية في القطاع المحاصر في الحرب المستمرة منذ 11 أسبوعا بين إسرائيل وحماس.
وتتعرض إسرائيل لضغوط من أقرب حلفائها، الولايات المتحدة، كي تقلص حملتها العسكرية وتحد من عدد القتلى المدنيين في الهجوم الذي تشنه انتقاما من هجوم حماس المباغت عبر الحدود في السابع من أكتوبر تشرين الأول.
لكن نتنياهو أبلغ المشرعين من حزب ليكود الذي يتزعمه أن الحرب لم تنته بعد، ورفض ما وصفه بأنه تكهنات إعلامية بأن حكومته قد تدعو إلى وقف القتال. وقال إن إسرائيل لن تنجح في تحرير ما تبقى من الرهائن دون ممارسة ضغط عسكري.
وقال نتنياهو، الذي يتحدى الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار، خلال زيارة غزة "لن نتوقف. الحرب ستستمر حتى النهاية، حتى اكتمالها، ليس أقل من ذلك".
وفي مراسم تشييع يوم الاثنين في غزة، انتحب فلسطينيون بجوار أكفان بيضاء بداخلها جثامين 70 شخصا على الأقل قال مسؤولون فلسطينيون من قطاع الصحة إنهم لاقوا حتفهم في ضربة جوية إسرائيلية استهدفت مخيم المغازي في وسط القطاع المحاصر.
وقال رجل يدعى إبراهيم يوسف إن زوجته وأطفاله الأربعة، منهم طفل عمره أربعة أشهر، محاصرون تحت الأنقاض بعد أن ضربت غارة جوية المنزل الذي كانوا يقيمون فيه في مخيم المغازي للاجئين.
وأضاف يوسف أنه كان خارج المنزل عندما سمع بأمر الضربة وأسرع عائدا إلى بيته. ورغم إنقاذ أحد أبنائه، فإنه لم يتمكن من الوصول إلى الآخرين.
وقال "ما الذنب الذي ارتكبوه؟... هل كان مقاتلو المقاومة هناك؟".
وتنفي إسرائيل استهداف المدنيين وتتهم حماس ببناء أنفاق وبنية تحتية عسكرية في مناطق مدنية مكتظة بالسكان.
وبدأت الضربات الإسرائيلية قبل منتصف الليل بساعات واستمرت حتى يوم الاثنين.
وقالت وسائل إعلام فلسطينية إن إسرائيل كثفت القصف الجوي والبري في وسط قطاع غزة.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة أشرف القدرة إن كثيرين من القتلى في المغازي هم من النساء والأطفال. وقال مسؤولون في قطاع الصحة إن ثمانية آخرين قتلوا بعد أن شنت طائرات ودبابات إسرائيلية عشرات العمليات على المنازل والطرق في البريج والنصيرات القريبين.
وقال مسعفون إن غارة جوية إسرائيلية على خان يونس بجنوب غزة أسفرت عن مقتل 23 شخصا، ليصل إجمالي القتلى الفلسطينيين خلال الليل إلى أكثر من 100.
وقال البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، في رسالته بمناسبة عيد الميلاد يوم الاثنين إن الأطفال الذين يموتون في الحروب، ومنهم أطفال غزة، هم "يسوع الصغير اليوم" وإن الضربات الإسرائيلية تجني "حصادا مروعا" من المدنيين الأبرياء.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه ينظر في واقعة مخيم المغازي، مضيفا أنه ملتزم بتقليص الضرر الواقع على المدنيين. وتنفي حماس الاتهامات الإسرائيلية بأنها تنفذ عمليات في مناطق ذات كثافة سكانية عالية أو تستخدم المدنيين كدروع بشرية.
* إلغاء احتفالات بيت لحم
ألغى رجال الدين المسيحيون الاحتفالات في بيت لحم، المدينة الفلسطينية التي تحتلها إسرائيل بالضفة الغربية والتي يعتقد المسيحيون أن السيد المسيح ولد فيها قبل 2000 عام.
وأقام فلسطينيون مسيحيون وقفة بمناسبة عيد الميلاد في بيت لحم مع ترانيم مصحوبة بشموع مضاءة وصلوات من أجل السلام في غزة بدلا من الاحتفالات المعتادة.
ولم توضع شجرة الميلاد الكبيرة مثلما جرت العادة في احتفالات عيد الميلاد ببيت لحم. ووضعت تماثيل المهد في الكنائس وسط أنقاض وأسلاك (TADAWUL:1301) شائكة تضامنا مع سكان غزة.
ويُعتقد بأن حركتي حماس والجهاد الإسلامي ما زالتا تحتجزان أكثر من 100 رهينة من بين 240 احتجزوا خلال هجومهما في السابع من أكتوبر تشرين الأول على بلدات في إسرائيل التي تقول إنه أدى لمقتل 1200 شخص.
وتحاصر إسرائيل قطاع غزة منذئذ ودكت أجزاء كبيرة منه. وقالت السلطات في غزة يوم الاثنين إن حوالي 20700 قتلوا في الهجوم الإسرائيلي، منهم 250 في الساعات الأربع والعشرين الماضية. ويُعتقد بأن هناك آلافا آخرين قتلى تحت الأنقاض.
واضطرت الغالبية العظمى من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة إلى الخروج من ديارهم، وتقول الأمم المتحدة إن الأوضاع في القطاع كارثية.
وقال الجيش الإسرائيلي يوم الاثنين إن اثنين من جنوده قتلا يوم الأحد، ليرتفع عدد القتلى منذ بدء العمليات البرية في 20 أكتوبر تشرين الأول إلى 158.
وبشكل منفصل، قالت ثلاثة مصادر أمنية إن مستشارا كبيرا في الحرس الثوري الإيراني قُتل في غارة جوية إسرائيلية على أطراف العاصمة السورية دمشق يوم الاثنين.
وأضافت المصادر لرويترز أن المستشار المعروف باسم السيد رضي موسوي كان مسؤولا عن تنسيق التحالف العسكري بين سوريا وإيران التي تدعم حماس في غزة.
وقال الحرس الثوري، في بيان بثه التلفزيون الرسمي الإيراني، إن إسرائيل "ستدفع ثمن هذه الجريمة".
وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي يوم السبت إن قواته حققت سيطرة عملياتية شبه كاملة على شمال قطاع غزة وتستعد لتوسيع العمليات في الجنوب.
لكن السكان أشاروا إلى أن القتال اشتد فحسب في المناطق الشمالية.
ولم تسفر جهود دبلوماسية بوساطة مصر وقطر من أجل التوصل إلى هدنة جديدة لإطلاق سراح الرهائن المتبقين في غزة عن تقدم يذكر.
وقال مصدران أمنيان مصريان لرويترز يوم الاثنين إن حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وحركة الجهاد الإسلامي المتحالفة معها رفضتا اقتراحا مصريا بترك السيطرة على قطاع غزة مقابل وقف دائم لإطلاق النار.
وقالت الجماعتان المسلحتان إنه لن يكون هناك نقاش بشأن إطلاق سراح رهائن ما لم توقف إسرائيل حربها في غزة بينما يقول الإسرائيليون إنهم على استعداد لمناقشة وقف القتال فقط.
(شارك في التغطية دان وليامز في القدس وفيليب بوليلا من روما ونفيسة الطاهر من القاهرة وتريفور هونيكت من واشنطن - إعداد مروة سلام ومحمد حرفوش وأميرة زهران ومحمد عطية وأيمن سعد مسلم للنشرة العربية - تحرير مروة غريب وأيمن سعد مسلم)