من كيوشي تاكيناكا وساكورا موراكامي
واجيما (اليابان) (رويترز) - ارتفع عدد قتلى الزلزال القوي الذي هز اليابان إلى 65 شخصا على الأقل يوم الأربعاء وسابق رجال الانقاذ الزمن بحثا عن ناجين وظل الأشخاص الذين تم إجلاؤهم ينتظرون مزيدا من المساعدات في جو قارس البرودة وأمطار غزيرة.
ووقع الزلزال الذي أشارت التقارير الأولية إلى أن قوته 7.6 درجة بعد ظهر يوم الاثنين في شبه جزيرة نوتو وتسبب في تسوية منازل بالأرض وعزل مناطق نائية عن مساعدات سكانها في أمس الحاجة إليها.
وتشير توقعات الأرصاد إلى هطول أمطار غزيرة في المناطق المنكوبة من الزلزال يوم الأربعاء مما زاد المخاوف من خطر وقوع انهيارات أرضية قد تزيد من العراقيل التي تواجه جهود إنقاذ كثيرين يعتقد أنهم محاصرون تحت الأنقاض.
وتسبب الزلزال في قطع طرق وإلحاق أضرار ببنية تحتية مما أضاف لصعوبة الوصول للمناطق النائية الأكثر تضررا وعقد جهود الإنقاذ. ولا يزال النطاق الكامل للأضرار والخسائر وعدد القتلى والمصابين غير واضح بعد يومين من الزلزال.
وأظهرت صور الأقمار الصناعية من شركة ماكسار تكنولوجيز أضرارا واسعة النطاق في المناطق الساحلية وكشفت عن المباني المدمرة والقوارب المنقلبة.
وفي بلدة سوزو التي يسكنها نحو 13 ألف نسمة وتقع بالقرب من مركز الزلزال، قال رئيس البلدية يوم الثلاثاء إن 90 بالمئة من المنازل ربما تكون قد دمرت، ووصف الأضرار بأنها "كارثية".
وأكدت مقاطعة إيشيكاوا مقتل 65 شخصا، ارتفاعا من 55 في وقت متأخر يوم الثلاثاء، مما يجعل هذا الزلزال الأكثر إزهاقا للأرواح في اليابان منذ عام 2016 على الأقل. وقالت وكالة كيودو للأنباء إن بعض المدن رصدت وفيات أخرى ترفع إجمالي عدد القتلى إلى 73.
وواصل رجال الإطفاء من مقاطعتي أوساكا ونارا جهودهم على الرغم من الأمطار والهزات الارتدادية في مدينة واجيما المتضررة بشدة بحثا عن امرأة محاصرة في بناء خشبي سحقه مبنى مكون من سبعة طوابق انهار في الزلزال وسقط بجانبه.
وقال أحد عمال الإطفاء إن رجال الإنقاذ كانوا يزيلون الأنقاض في محاولة الوصول إلى المرأة التي لم تبدر منها أي علامة على أنها على قيد الحياة.
وخرجوا من تحت المبنى المنهار مع انطلاق إنذار تحذيري من وقوع زلزال مرة أخرى مساء يوم الأربعاء. وقالت وكالة الأرصاد الجوية اليابانية إن نحو 500 هزة أرضية تم رصدها منذ الزلزال الأول الذي وقع يوم الاثنين.
وقال رئيس الوزراء فوميو كيشيدا في مؤتمر صحفي عقد بعد اجتماع لبحث الاستجابة للكارثة إن الحكومة فتحت مسارا بحريا لإيصال المساعدات وأن بعض الشاحنات الأكبر تمكنت الآن من الوصول لمناطق نائية أكثر.
وأضاف "مرت أكثر من 40 ساعة منذ الزلزال الأول. هذا سباق مع الوقت وأعتقد أن الوقت الحالي حاسم في هذا السباق".
* لا طعام أو ماء
وقالت مقاطعة إيشيكاوا إن أكثر من 33 ألف شخص أخلوا منازلهم، وانقطعت إمدادات المياه والكهرباء في بعض المناطق وتعطلت إشارات الهاتف المحمول.
وطالب رؤساء بلديات مدن من الأكثر تضررا بالكارثة الحكومة بفتح الطرقات وإيصال المساعدات بسرعة في اجتماع طوارئ للمنطقة عقد صباح يوم الأربعاء.
وقال ماسوهيرو إيزوميا، رئيس بلدية مدينة سوزو "حتى الذين نجوا من الموت بشق الأنفس لا يمكنهم البقاء أحياء بدون طعام وماء... لم نحصل على رغيف خبز واحد".
وقال شيجيرو ساكاجوتشي، رئيس بلدية واجيما، إنه ممتن لجهود الحكومة لكنه لم يتلق إلا ألفي وجبة لنحو 10 آلاف شخص تم إجلاؤهم حتى الآن.
وأضاف "بعض الناس يشعرون بالبرد الشديد لأن هناك مناطق لا تصلها الكهرباء وبالتالي التدفئة".
ومضى يقول إن طرقا كثيرة انقطعت، ولا يمكن الوصول إلى بضع مناطق خارج وسط المدينة إلا بطائرات الهليكوبتر.
(إعداد سلمى نجم ومحمد حرفوش للنشرة العربية - تحرير سها جادو)