بريتوريا (رويترز) - قالت إدارة الخدمات الإصلاحية في جنوب أفريقيا يوم الجمعة إنها أطلقت سراح عداء جنوب افريقيا مبتور الساقين أوسكار بيستوريوس بناء على عفو مشروط بعد قرابة 11 عاما على قتل صديقته ريفا ستينكامب وإنه في منزله الآن.
وسبق لبيستوريوس المنافسة في أولمبياد ذوي الاحتياجات الخاصة وتوج بذهبيتين.
وأطلق بيستوريوس النار على صديقته عارضة الأزياء وطالبة الحقوق وقتلها في عيد الحب في 2013 وحكم عليه بالسجن في 2014 رغم أنه نفى مرارا تعمده قتل ستينكامب.
وقال بيستوريوس بشكل متكرر إنه ظن أن ستينكامب (29 عاما) دخيل عندما أطلق أربعة أعيرة نارية في الحمام بمنزله في بريتوريا، واستند إلى ذلك في تقدمه بعدة طلبات استئناف.
وفي بيان نشره محامي عائلة ستينكامب يوم الجمعة، قالت جون والدة ريفا "لا يمكن أن يكون من العدل ألا يعود الأحباء أبدا، وأي وقت يقضيه (في السجن) لن يُعيد ريفا".
وأضافت "نحن، من ظلوا على قيد الحياة (من أسرتها)، من نقضي عقوبة السجن مدى الحياة" مشيرة إلى أن رغبتها الوحيدة تتمثل في السماح لها بالعيش في سلام بعد إطلاق سراح بيستوريوس بناء على عفو مشروط.
وبعد الجريمة التي صدمت بلاده التي عانت طويلا من العنف ضد النساء، تحول بيستوريوس (37 عاما) الشهير بساقيه الاصطناعيتين والمصنوعتين من ألياف الكربون من بطل شهير لألعاب ذوي الاحتياجات الخاصة إلى مدان بالقتل.
وحُكم عليه في البداية بالسجن خمس سنوات في أكتوبر تشرين الأول 2014 بتهمة القتل العمد من قبل المحكمة العليا.
لكن محكمة الاستئناف العليا أدانته في أواخر 2015 بتهمة القتل بعد استئناف المدعين العامين.
وزاد إجمالي عقوبته إلى ست سنوات في يوليو تموز 2016 أي أقل من نصف الحد الأدنى للعقوبة وهو 15 عاما الذي طالبت به سلطات الادعاء.
وفي نوفمبر تشرين الثاني 2017 ضاعفت المحكمة العليا إجمالي عقوبته إلى 13 عاما وخمسة أشهر قائلة إن عقوبة السجن ستة أعوام كانت "مخففة بشكل صادم".
وقضى بيستوريوس نحو ثمانية أعوام ونصف العام في السجن إلى جانب علما بأنه جرى تحديد إقامته في منزله لمدة سبعة أشهر قبل صدور الحكم عليه بتهمة القتل.
وسيكون بيتوريوس ملزما بالإبلاغ عن بحثه عن أي فرص عمل أو تغيير مقر إقامته.
وأوضحت ادارة الخدمات الإصلاحية في جنوب أفريقيا في بيان مقتضب أن بيستوريوس أصبح "مفرجا عنه بشكل مشروط اعتبارا من الخامس من يناير 2024" وهو الآن في منزله، لكن دون تحديد مكان المنزل.
وسيخضع بيستوريوس للرقابة حتى انتهاء مدة عقوبته وذلك في ديسمبر كانون الأول 2029.
وذكرت عائلة ستينكامب إن بيستوريوس سيكون مطالبا أيضا بمواصلة العلاج الخاص بالتحكم في الغضب وحضور جلسات خاصة بالعنف المتعلق بالنوع، في إطار شروط الإفراج عنه.
وقالت جون ستينكامب إن الشروط المفروضة من قبل إدارة الخدمات الإصلاحية عززت ثقتها في نظام العدالة في جنوب أفريقيا، حيث أن هذا شكل رسالة واضحة على أن العنف المتعلق بالنوع يتم التعامل معه بشكل جاد.
لكن منظمة محلية لحقوق المرأة ذكرت أن قضية بيستوريوس أظهرت أن هناك افتقارا لمحاسبة الجناة وعدالة غير كافية لضحايا العنف.
وقالت بوليلوا أدونيس المتحدثة باسم منظمة (نساء من أجل التغيير) في تصريحات لرويترز "نحن نتحدث عن إنهاء حياة شخص ما... وحقيقة أن شخصية ما يمكن أن تصبح حرة بعد (سجن) ثمانية أعوام، فهذا يظهر لنا كما لو أن الأمر ليس كبيرا".
وأضافت أدونيس أن هناك 12 امرأة في المتوسط تتعرض للقتل في كل يوم في جنوب أفريقيا.
وفي الوقت الذي يرى فيه البعض في جنوب أفريقيا أن عقوبة بيستوريوس كانت هينة للغاية، يشعر آخرون بأنه قضى فترة كافية في السجن.
(إعداد فتحي عبد العزيز وباسم زهران للنشرة العربية - تحرير أحمد عبد اللطيف)