من بيدرو فونسيكا وأندرو داوني
ريو دي جانيرو (رويترز) - توفي ماريو زاجالو، الذي فاز بكأس العالم لكرة القدم أربع مرات مع البرازيل كلاعب ومدرب، بما في ذلك منتخب 1970 الذي يعتبره الكثيرون الأفضل على مر العصور، عن 92 عاما.
وجاء الإعلان عن وفاة زاجالو من خلال منشور على حسابه الرسمي في تطبيق إنستجرام يوم السبت.
وكان زاجالو لاعبا موهوبا وقويا ولعب كجناح أيسر وكان ضمن تشكيلة البرازيل التي توجت بكأس العالم لأول مرة في 1958 وحافظ على مكانه في التشكيلة عندما كررت البرازيل الفوز واحتفظت بلقبها بعد أربعة أعوام.
وفي عام 1970، درب منتخب بلاده الذي ضم عددا من عظماء اللعبة على مر التاريخ مثل بيليه وجرزينيو وريفيلينو وتوستاو، وهو الفريق الذي يعتبره الكثيرون أعظم منتخب وطني في اللعبة على الإطلاق، وقدم الفريق عرضا مذهلا في المكسيك بالفوز على إيطاليا في المباراة النهائية 4-1 ليتوج بكأس العالم للمرة الثالثة.
وأصبح بذلك زاجالو الذي وُلد في التاسع من أغسطس آب 1931 أول شخص في تاريخ الرياضة يفوز بكأس العالم كلاعب ومدرب.
وبقي زاجالو في منصبه حتى عام 1974، وقاد البرازيل إلى المركز الرابع في ألمانيا الغربية، لكن المنتخب قدم أداء مخيبا للآمال وتولى بعدها زاجالو تدريب أندية في البرازيل وبعض المنتخبات في الشرق الأوسط.
وكان مساعدا للمدرب كارلوس ألبرتو باريرا الذي قاد البرازيل للفوز بلقبها الرابع عام 1994 في الولايات المتحدة، وفي 2006 عندما خرجت من دور الثمانية.
وكان مدربا للمنتخب في 1998 عندما خسرت البرازيل 3-صفر أمام فرنسا المضيفة في المباراة النهائية بعد إصابة النجم رونالدو بتقلصات عضلية قبل ساعات فقط من انطلاق المباراة.
وكان كأس العالم 2006 صعبة بالنسبة لزاجالو الذي لم يكن في أفضل حال خلال الفترة التي سبقت البطولة ومن الواضح أنه كان يجد التدريب عبئا واعتزل المهنة بعد ذلك.
وأعرب جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي (الفيفا) عن تعازيه للبرازيل يوم السبت، واصفا تأثير زاجالو على كأس العالم بأنه "لا مثيل له".
وقرر الاتحاد البرازيلي إعلان فترة حداد لمدة سبعة أيام تكريما لزاجالو، بينما قال اتحاد أمريكا الجنوبية (الكونميبول) إنه في حالة حداد على خسارة الشخص الوحيد الذي حصد لقب كأس العالم أربع مرات.
وقدم الرئيس البرازيلي لويز إيناسيو لولا دا سيلفا تعازيه إلى عائلة زاجالو وأصدقائه و"ملايين المعجبين" وأعلن الحداد لمدة ثلاثة أيام في البلاد.
وأحبت جماهير البرازيل زاجالو بسبب شخصيته المميزة ووطنيته. وأحب أن يقال عنه إنه ولد والفوز إلى جانبه، وكان نادرا ما يخجل من تحدي الذين قالوا إن الفرق التي دربها كانت تعتمد على الدفاع كثيرا.
وجاءت واحدة من أشهر نوبات غضبه بعد فوز البرازيل بكأس كوبا أمريكا 1997 في بوليفيا. حيث كان فريقه ليس في أفضل حالاته لكن عند إطلاق صفارة نهاية المباراة النهائية، كان زاجالو عاطفيا وبوجه أحمر بسبب نقص الهواء في لا باز وصرخ في كاميرات التلفزيون "سيكون عليكم تحملي!".
وظلت تلك العبارة تتردد بشكل متواصل من البرازيليين في جميع مناحي الحياة احتفالات بالتبرئة.
وكان من المعروف عن زاجالو أيضا أنه شخص يؤمن بالخرافات حيث اعتقد أن الرقم 13 يجلب له الحظ. حيث كان يحب صياغة جمل تتكون من 13 حرفا، وتزوج في يوم 13 من الشهر، ومزح مرة حول اعتزاله حيث قال إنه سيعتزل اللعبة في الساعة 13:00 يوم 13 يوليو 2013.
*لاعب كرة قدم بالصدفة
ولد ماريو خورخي لوبو زاجالو، الملقب بالذئب العجوز، في 9 أغسطس آب 1931 في ماسيو على الساحل الشمالي الشرقي الفقير للبرازيل. وانتقلت عائلته إلى ريو دي جانيرو قبل عيد ميلاده الأول وهناك وقع في حب كرة القدم.
وكان حلمه الأول أن يصبح طيارا، لكنه اضطر إلى التخلي عن ذلك بسبب ضعف بصره. وبدلا من ذلك، درس المحاسبة ولعب كرة القدم في أوقات فراغه مع نادي أمريكا المحلي، الذي كان آنذاك أحد أكبر الأندية في المدينة.
وقال زاجالو في مقابلة نشرها الاتحاد البرازيلي للعبة "والدي لم يكن يريدني أن أصبح لاعب كرة قدم، ولم يسمح لي بذلك.
"في ذلك الوقت لم تكن (كرة القدم) مهنة محترمة، ولم يكن المجتمع ينظر إليها بلطف...ولهذا السبب أقول إن كرة القدم دخلت حياتي عن طريق الصدفة".
وبدأ زاجالو مسيرته كلاعب خط وسط يميل إلى اليسار، وارتدى القميص رقم 10، والذي لم يكن في ذلك الوقت قبل بيليه، يتمتع بالأهمية التي يتمتع بها اليوم. لكن حدسه أخبره أنه كان في المكان الخطأ في الوقت الخطأ.
وقال "رأيت أنه سيكون من الصعب الدخول إلى منتخب البرازيل مرتديا القميص رقم 10، حيث كان هناك الكثير من اللاعبين الرائعين في هذا المركز.
"لذا انتقلت من خط الوسط الأيسر إلى الجناح الأيسر".
وانتقل زاجالو من فريق أمريكا إلى فلامنجو حيث فاز بثلاثة ألقاب لبطولة ولاية كاريوكا. وامضى زاجالو النصف الأخير من حياته المهنية في بوتافوجو المنافس الآخر بالمدينة، حيث فاز بلقبين آخرين على مستوى الولاية.
وجاءت أول بطولة كأس عالم له في السويد عام 1958، حيث شارك أساسيا في جميع المباريات الست ولعب جنبا إلى جنب مع جارينشا وبيليه، الذي كان يبلغ من العمر 17 عاما فقط.
وقال "كان عمري 27 عاما وكان بيليه يبلغ من العمر 17 عاما.
"لهذا السبب أقول إنني لم ألعب معه أبدا، لكنه لعب معي".
وبعد أربع سنوات في نسخة تشيلي، فاز بكأس العالم مرة أخرى، لكنه لم يضمن مكانه إلا بعد إجراء بعض التعديلات الخططية.
وكان زاجالو يتراجع للمساعدة في مراقبة الظهير في الفرق المنافسة وعندما يقتنص فريقه الكرة، كان يصول ويجول عبر مركز الجناح.
وكان من غير المعتاد أن يساعد المهاجمون في المهام الدفاعية، لكن يُنسب إليه الفضل في تغيير الطريقة التي يلعب بها الأجنحة.
* المكسيك 1970
وقاد زاجالو سلسلة من الأندية البرازيلية، لكنه ترك بصمته عندما تم تعيينه ليحل محل جواو سالدانيا المثير للجدل كمدرب للبرازيل قبل أشهر قليلة من كأس العالم بالمكسيك 1970.
وكان أداء البرازيل متقلبا ولم يكن الفريق ممتعا، لكن زاجالو نجح في توحيد صفوف التشكيلة المليئة بالنجوم، متوجا عرضا هائلا بانتصار لا يُنسى على إيطاليا في النهائي.
وظل زاجالو في منصبه حتى عام 1974، وقاد البرازيل إلى المركز الرابع في ألمانيا الغربية. وكانت نهاية المشوار صعبة بالنسبة لزاجالو في عام 2006 ليعتزل التدريب بعدها.
ورغم ذلك، كان زاجالو مفعما بالحيوية دوما ويحظى بالشعبية، ولم يختف عن أعين الجمهور، وكثيرا ما ظهر على شاشة التلفزيون وفي حفلات توزيع الجوائز، وكان مبادرا في مساعدة الاتحاد البرازيلي لكرة القدم.
وقد تزوج عام 1955 أليسنا دي كاسترو وظل معها حتى وفاتها في 2012. وقد أنجبا أربعة أبناء.
(إعداد أيمن عبد الجواد وأحمد الغنام وأحمد عبد اللطيف للنشرة العربية)