من معيان لوبيل ومايا الجبيلي وسايمون لويس
القدس/بيروت/خانيا (اليونان) (رويترز) - دوت صفارات الإنذار في شمال إسرائيل يوم السبت بعد أن قالت جماعة حزب الله اللبنانية إنها أطلقت صواريخ على إسرائيل التي أعلنت بدورها أنها ردت بضرب "خلية إرهابية".
في غضون ذلك وصل دبلوماسيان كبيران من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى المنطقة لبحث سبل منع اتساع نطاق حرب غزة.
واحتدم القتال داخل غزة لا سيما في مدينة خان يونس الجنوبية والمناطق القريبة منها، حيث قال الجيش الإسرائيلي إنه قتل ثلاثة من أعضاء حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) التي تدير القطاع الساحلي.
وبدأ وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ومسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل جولتين منفصلتين إلى الشرق الأوسط في محاولة لوقف اتساع الصراع الدائر في غزة منذ ثلاثة أشهر إلى الضفة الغربية المحتلة ولبنان وممرات الشحن في البحر الأحمر.
وكثيرا ما تتبادل إسرائيل وحزب الله إطلاق النار عبر الحدود اللبنانية، وتشهد الضفة الغربية حالة غضب تصل إلى حد الغليان بينما يبدو أن الحوثيين المتحالفين مع إيران عازمون على مواصلة الهجمات على ممرات الشحن في البحر الأحمر حتى توقف إسرائيل قصفها لغزة.
وقال بلينكن للصحفيين في مدينة خانيا اليونانية خلال جولته الرابعة بالمنطقة منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول "نكثف تركيزنا على منع اتساع نطاق هذا الصراع".
وأضاف أنه سيقضي الأيام القليلة المقبلة في التباحث مع الحلفاء والشركاء حول سبل استخدام نفوذهم من أجل حماية المدنيين وزيادة المساعدات الإنسانية. وأدى القتال إلى نزوح معظم سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة وتسبب في نقص حاد في الغذاء والمياه والأدوية.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه حدد نحو 40 "عملية إطلاق" من لبنان باتجاه المنطقة المحيطة بقرية ميرون في شمال إسرائيل. ورغم سماع دوي الإنذار، لم ترد تقارير عن سقوط قتلى أو مصابين أو حدوث أضرار.
وأعلنت جماعة حزب الله اللبنانية إطلاق 62 صاروخا على موقع رئيسي تستخدمه إسرائيل للمراقبة في "رد أولي" على مقتل القيادي بحركة حماس صالح العاروري يوم الثلاثاء الماضي.
وقُتل العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في هجوم بطائرة مسيرة في ضاحية بيروت الجنوبية، وهي معقل لجماعة حزب الله الداعمة لحماس، وأشارت أصابع الاتهام فيه على نطاق واسع إلى إسرائيل.
وقالت الجماعة الإسلامية في لبنان إنها أطلقت أيضا رشقتين من الصواريخ على كريات شمونة في شمال إسرائيل في ثالث عملية تعلن الجماعة مسؤوليتها عنها منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه رد على إطلاق الصواريخ بضربة بطائرة مسيرة على "الخلية الإرهابية المسؤولة عن إطلاق الصواريخ".
وأضاف أنه قصف أيضا عدة أهداف تابعة لحزب الله في جنوب لبنان، منها مواقع عسكرية و"بنية تحتية إرهابية". وأعلن حزب الله مقتل خمسة من مقاتليه في غارات إسرائيلية.
* جهود دبلوماسية غربية
بدأ الهجوم الإسرائيلي بعد أن شن مسلحو حماس هجوما من غزة على إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول، ويقول مسؤولون إسرائيليون إن ذلك الهجوم أدى لمقتل 1200 شخص واحتجاز 240 رهينة.
وقتلت الضربات الإسرائيلية 22722 شخصا، حسبما أفاد مسؤولون في قطاع الصحة الفلسطيني، كما دمرت القطاع المكتظ. وقال المسؤولون يوم السبت أن 122 فلسطينيا على الأقل قتلوا وأصيب 256 في القطاع خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مقطع فيديو قصير إن إسرائيل يجب ألا توقف حربها على حماس حتى تحقق كل أهدافها، بما في ذلك تدمير الحركة الفلسطينية وإعادة جميع الرهائن وضمان أن غزة لم تعد تشكل تهديدا لإسرائيل.
واجتمع بلينكن مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس يوم السبت في مستهل جولة تستمر أسبوعا تشمل إسرائيل والضفة الغربية المحتلة والأردن وقطر والإمارات والسعودية ومصر.
وأجرى بلينكن محادثات في إسطنبول مع نظيره التركي هاكان فيدان ثم التقى بأردوغان الذي ينتقد بشدة العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة.
ولا تصنف تركيا حركة حماس منظمة إرهابية على عكس معظم أعضاء حلف شمال الأطلسي الآخرين، كما عرضت التوسط في صراع غزة.
وعبر كبير الدبلوماسيين بالاتحاد الأوروبي بوريل الذي يزور العاصمة اللبنانية بيروت عن قلقه من تبادل إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، وقال إن من الضروري عدم جر لبنان إلى الصراع في غزة.
وأضاف "يجب أن تظل القنوات الدبلوماسية مفتوحة. الحرب ليست الخيار الوحيد؛ إنها الخيار الأسوأ".
* قصف كثيف
وردت أنباء عن سقوط عدة قتلى في الأراضي الفلسطينية.
وذكر الهلال الأحمر الفلسطيني أن قصفا كثيفا وقع في خان يونس بالقرب من مستشفى الأمل. وقال على منصة إكس إن شظايا تناثرت على المنشأة الطبية وسط دوي إطلاق نار كثيف من الطائرات المسيرة.
وفي وقت لاحق من يوم السبت، قال مسؤولون في قطاع الصحة الفلسطيني إن سبعة فلسطينيين، بينهم نساء وأطفال، قتلوا وأصيب العشرات في غارة جوية إسرائيلية على منزل في خان يونس.
وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته الخاصة قتلت عدة مسلحين بالمدينة وعثرت على عتاد عسكري تستخدمه حماس.
واضطر معظم سكان غزة للنزوح مرة واحدة على الأقل بسبب القصف.
وقال الطفل محمود عوض (11 عاما) من أمام مشرحة في خان يونس يوم السبت إن والديه وأخواه قتلوا في هجمات إسرائيلية.
وأضاف "كنا في مخيم الشاطئ ونزلوا (الجيش الإسرائيلي) مناشير أنه غزة ساحة حرب، فنزحنا على خان يونس على أساس أنها أمان وقصفونا برضو".
وتنفي إسرائيل استهداف المدنيين، لكنها تقول إن مسلحي حماس يتعمدون الاندساس بين السكان المدنيين، وهو ما تنفيه الحركة.
(شارك في التغطية آري رابينوفيتش من القدس وطوان جمركجي من إسطنبول وعرفات بربخ من غزة ونضال المغربي ومحمد الجبالي وآدم مكاري من القاهرة - إعداد أميرة زهران ومحمد عطية ومحمد علي فرج للنشرة العربية - تحرير دعاء محمد)