من آري رابينوفيتش وسايمون لويس ونضال المغربي
القدس/عمان/القاهرة (رويترز) - بحث دبلوماسيون أمريكيون وأوروبيون كبار يوم الأحد سبل منع اتساع نطاق حرب غزة في الشرق الأوسط، لكن إراقة الدم المستمرة تظهر الصعوبات التي تواجه هذه المساعي بعد ثلاثة أشهر من بدء الصراع.
وتصاعدت حدة الاشتباكات في مدينة خان يونس جنوب غزة وكذلك في أحياء وسط القطاع الفلسطيني المكتظ بالسكان.
وشهد صباح يوم الأحد تصاعدا للدخان من مواقع قصفتها إسرائيل شرقي وشمالي مدينة خان يونس. وقال مسؤولو صحة في مستشفى ناصر يوم الأحد إن غارات إسرائيلية على منازل في خان يونس أسفرت عن مقتل 50 شخصا.
وخارج قطاع غزة، اندلعت أعمال عنف جديدة في الضفة الغربية المحتلة.
وقال الجيش الإسرائيلي إن طائرة إسرائيلية أطلقت النار على مسلحين فلسطينيين هاجموا جنودا في الضفة الغربية المحتلة يوم الأحد، وذكر مسؤولو صحة فلسطينيون أن ستة فلسطينيين قُتلوا في الغارة الجوية.
ووفقا لما أعلنه الجيش والشرطة، قُتل ضابط في شرطة الحدود الإسرائيلية وأصيب آخرون عندما تعرضت سيارتهم لانفجار عبوة ناسفة خلال عمليات في مدينة جنين بالضفة الغربية.
وشهدت الضفة الغربية بالفعل أعلى مستويات العنف منذ عقود خلال الأشهر الثمانية عشر التي سبقت هجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول الذي شنته حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على إسرائيل.
لكن المواجهات تصاعدت بشكل حاد منذ شنت إسرائيل هجومها الانتقامي الذي دمر قطاع غزة قائلة إنها تهدف للقضاء على حماس. وقُتل مئات الفلسطينيين بالضفة الغربية في اشتباكات مع الجنود والمستوطنين الإسرائيليين خلال الأسابيع الماضية واعتقلت قوات الأمن الآلاف.
ووصل كل من وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ومسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إلى المنطقة في زيارتين منفصلتين لمحاولة وقف امتداد الحرب إلى لبنان والضفة الغربية وممرات الشحن في البحر الأحمر.
وقال بلينكن، الذي زار الأردن يوم الأحد وسيتوجه أيضا إلى إسرائيل والضفة الغربية وقطر والإمارات والسعودية ومصر خلال جولته الرابعة في المنطقة "نركز بشكل مكثف على منع اتساع نطاق هذا الصراع".
وأفاد الديوان الملكي الهاشمي في بيان بأن العاهل الأردني الملك عبد الله حث بلينكن يوم الأحد على استغلال التأثير الأمريكي على إسرائيل للضغط باتجاه وقف فوري لإطلاق النار في غزة، محذرا من "التداعيات الكارثية" لاستمرار الحملة العسكرية الإسرائيلية.
وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية إن بلينكن، الذي زار تركيا واليونان في بداية جولته، سيستغل هذه الزيارات للضغط على الدول الإسلامية المترددة في المنطقة حتى تستعد للاضطلاع بدور في إعادة الإعمار والحكم والأمن في غزة بعد أن تحقق إسرائيل هدفها المتمثل في القضاء على حماس إذا حققته.
وأدى القتال إلى نزوح معظم سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وتدمير الكثير من المنازل والبنية التحتية المدنية في القطاع وسط نقص حاد في الغذاء والماء والدواء.
وبينما تقف إلى جانب خيمة تعيش فيها قالت الفلسطينية أم محمد العرقان "نأمل من بلينكن -يا رب، من رب العالمين- بلينكن يطَّلع لنا بعين الرحمة، ينهي الحرب، ينهي المأساة اللي احنا فيها، احنا شعب لازم نعيش حياة حرة كريمة".
* "القتال سيستمر"
يقول مسؤولو إسرائيل إن هجوم حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 240 رهينة. ويعتقد أن أكثر من 100 رهينة ما زالوا محتجزين لدى حماس.
وأدى الهجوم الإسرائيلي، الذي يهدف إلى القضاء على حماس، إلى مقتل 22722 فلسطينيا حتى السبت، وفقا لمسؤولي الصحة الفلسطينيين، فضلا عن تدمير قطاع غزة.
وفي تقرير عن الهجوم الإسرائيلي يوم السبت قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأميرال دانيال هاجاري إن القوات الإسرائيلية أكملت تفكيك "الإطار العسكري" لحماس في شمال غزة وقتلت نحو 8000 مسلح في تلك المنطقة.
وقال في إفادة صحفية عبر الإنترنت "نركز الآن على تفكيك حماس في وسط وجنوب قطاع (غزة)".
وأضاف "القتال سيستمر خلال عام 2024. نعمل وفق خطة لتحقيق أهداف الحرب، وهي تفكيك حماس في الشمال والجنوب".
ولا تفصل بيانات وزارة الصحة الفلسطينية بين القتلى من المقاتلين والمدنيين، لكن الوزارة قالت إن 70 بالمئة من القتلى في غزة هم من النساء وممن تقل أعمارهم عن 18 عاما.
وتواجه إسرائيل ضغوطا دولية بسبب تزايد عدد القتلى المدنيين والأزمة الإنسانية في قطاع غزة، ومع ذلك تبدو حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عازمة على الاستمرار.
وقال الجيش الإسرائيلي إن الجنود في قطاع غزة قتلوا مسلحين كانوا يقومون بتحميل أسلحة في مركبة، كما فككوا موقعا لإطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل.
وأعلن الجناح العسكري لحركة حماس، أن مقاتليه دمروا ناقلة جند في مخيم المغازي وسط قطاع غزة.
(شارك في التغطية حاتم ماهر وعلي صوافطة - إعداد مروة سلام وأميرة زهران للنشرة العربية - تحرير محمد محمدين)