(لتصحيح خطأ طباعي في الفقرة السادسة وتعديل الصياغة في الفقرة السابعة)
من دان وليامز ونضال المغربي
القدس/القاهرة (رويترز) - اشتبك الجيش الإسرائيلي ومسلحون فلسطينيون يوم الأحد في أنحاء قطاع غزة، وذلك في وقت سرّع فيه الوسطاء وتيرة المحادثات بغية التوصل لوقف محتمل لإطلاق النار يتيح إطلاق سراح رهائن تحتجزهم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ويجلب قدرا من الهدوء قبل شهر رمضان.
لكن آفاق التوصل إلى أي هدنة تبدو غير مؤكدة. وتقول إسرائيل إنها تعتزم في الوقت نفسه توسيع حملتها للقضاء على حماس، في حين تتمسك الحركة بموقفها المطالب بوقف دائم للحرب الدائرة منذ ما يقرب من خمسة أشهر.
وقال سكان إن القوات الإسرائيلية قصفت عدة مناطق في القطاع بينما توغلت الدبابات في بيت لاهيا، ويخوض جنود إسرائيليون ومسلحون فلسطينيون معارك متواصلة في حي الزيتون بمدينة غزة في شمال القطاع الذي اجتاحته إسرائيل في بداية الحملة العسكرية.
وقال مسعفون يوم الأحد إن 86 فلسطينيا على الأقل قُتلوا في الهجمات الإسرائيلية منذ يوم السبت، فيما قال الجيش الإسرائيلي إن جنديين قتلا في معارك بجنوب غزة وإن جنوده قتلوا أو أسروا عددا من المسلحين الفلسطينيين في حي الزيتون وأماكن أخرى.
وعقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اجتماعا لمجلس وزراء الحرب في ساعة متأخرة من مساء السبت لتلقي إيجاز من مسؤولي المخابرات الذين عادوا من اجتماع مع وسطاء قطريين ومصريين وأمريكيين في باريس بخصوص وقف آخر لإطلاق النار قد يُعلن عنه في غزة.
وقال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان إن مفاوضين من الولايات المتحدة ومصر وقطر وإسرائيل "توصلوا إلى تفاهم" بشأن الملامح الأساسية لاتفاق للرهائن خلال محادثاتهم في باريس.
وأضاف سوليفان لشبكة (سي.إن.إن) أن الاتفاق لا يزال قيد التفاوض، مشيرا إلى أنه يجب عقد مناقشات غير مباشرة بواسطة قطر ومصر مع حركة حماس.
وقال نتنياهو في تصريحات لشبكة (سي.بي.إس) إنه لم يتضح بعد ما إذا كانت المحادثات الجارية سيتمخض عنها اتفاق بشأن الرهائن، رافضا الكشف عن تفاصيل لكنه قال إن حركة حماس لا بد أن "تقبل بحل منطقي".
وأضاف "أنهم في كوكب آخر. لكن إذا تقلصت (مطالبهم) لحد معقول، فنعم سيكون لدينا اتفاق رهائن. آمل ذلك".
وقال سامي أبو زهري المسؤول الكبير في حماس إن تصريحات نتنياهو تلقي بظلال من الشك على استعداد إسرائيل للتوصل إلى اتفاق.
وأضاف لرويترز "تصريحات نتنياهو تؤكد أنه غير معني بأي اتفاق وأنه مصمم على استمرار جرائم الإبادة في غزه، وأنه يرغب مواصلة التفاوض تحت القصف وسفك الدماء".
* محادثات الدوحة
قالت مصادر أمنية مصرية إن العاصمة القطرية الدوحة ستستضيف محادثات هذا الأسبوع تشمل إجراء الوسطاء لقاءات مكثفة مع ممثلين لحماس وإسرائيل، وستتبعها جولة في القاهرة لمتابعة ما سيجري التوصل له. ولم يرد حتى الآن تأكيد لذلك من إسرائيل أو حماس أو قطر.
وشهدت الهدنة الوحيدة التي أعلنها الجانبان في نوفمبر تشرين الثاني إطلاق سراح نحو نصف الرهائن لدى حماس وعددهم 253. واحتجزهم مسلحو الحركة خلال هجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول الذي أشعل فتيل الحرب. وفي إطار اتفاق الهدنة أفرجت إسرائيل عن فلسطينيين من سجونها عددهم ثلاثة أمثال عدد الرهائن المطلق سراحهم، وسمحت بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة.
ونشرت وسائل إعلام إسرائيلية، نقلا عن مسؤولين لم تسمهم، تقارير عن إطار لإعادة نحو ثلث الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في غزة وعددهم نحو 130 خلال هدنة مدتها ستة أسابيع تشمل شهر رمضان. ولم يرد تأكيد رسمي من أي من الجانبين.
وقال مسؤولون فلسطينيون إن حماس تصر على أن يشمل أي اتفاق وقف إسرائيل للهجوم وسحب قواتها. ولوحت إسرائيل بأنها تعتزم التوغل في واحدة من آخر البلدات التي تحتفظ فيها حماس بكتائب لم تتكبد خسائر في صفوفها.
وقال نتنياهو عبر فيسبوك (NASDAQ:META) "نعمل على وضع إطار آخر لتحرير مخطوفينا، فضلا عن استكمال القضاء على كتائب حماس في رفح"، في إشارة إلى البلدة الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة على الحدود مع مصر.
وأضاف أن مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي سيقر هذا الأسبوع خططا عسكرية تتعلق برفح تشمل إجلاء أكثر من مليون من المدنيين الفلسطينيين النازحين هناك والذين أصبح مصيرهم مبعث قلق لقوى عالمية.
ويقول مسؤولون بقطاع الصحة في غزة إن ما يقرب من 30 ألف فلسطيني قتلوا في الحرب. وتقول إحصاءات رسمية إسرائيلية إن هجوم حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول أدى إلى مقتل 1200 شخص في إسرائيل التي قُتل 241 من جنودها لاحقا في المعارك البرية في قطاع غزة.
(شارك في التغطية أحمد محمد حسن في القاهرة - إعداد رحاب علاء وأميرة زهران ومحمد عطية ومعاذ عبدالعزيز للنشرة العربية - تحرير علي خفاجي)