لندن (رويترز) - سجل فيرجيل فان دايك هدفا بضربة رأس في الدقائق الأخيرة من الشوط الإضافي الثاني ليقود ليفربول إلى الفوز 1-صفر على تشيلسي يوم الأحد في نهائي كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة لكرة القدم والتتويج بلقبها للمرة العاشرة في تاريخه.
وظل التعادل السلبي قائما حتى الدقيقة 117 عندما نجح فان دايك في خطف هدف الفوز في الوقت الذي كان يتأهب فيه الفريقان لنهاية المباراة بالتعادل السلبي والاحتكام لركلات الترجيح.
وشهد الوقت الأصلي للمباراة إلغاء هدف لكل فريق بعد العودة لتقنية حكم الفيديو المساعد.
وحقق ليفربول يوم الأحد ثالث انتصار له تحت قيادة يورجن كلوب على تشيلسي في منافسات الكأس المحلية خلال عامين، حيث تغلب عليه في كأس الرابطة وكأس الاتحاد الإنجليزي عام 2022.
وحُسمت المواجهتان عبر ركلات الترجيح بعد التعادل السلبي.
وافتقد ليفربول في مباراة يوم الأحد لجهود عدد من لاعبيه الأساسيين منهم محمد صلاح وديوجو جوتا وحارس المرمى أليسون، وقبل نهاية المباراة، وتواجد ضمن صفوف ليفربول عدة عناصر من فريق الصف الثاني.
وأثنى فان دايك على الدور الذي قام به اللاعبون الشبان بالفريق، قائلا في تصريحات لشبكة سكاي التلفزيونية عقب المباراة ووسط احتفالات مشجعي الفريق "هذه لحظات عاطفية، هي كل شيء. أنا فخور للغاية بالأولاد (اللاعبين الشبان)".
وأضاف "كل اللاعبين الشبان أدوا دورهم فيما حققناه اليوم، إنه لأمر مذهل، ونتمنى المزيد".
وسيشعر يورجن كلوب الذي أعلن في يناير كانون الثاني الماضي أنه سيرحل عن تدريب ليفربول بنهاية الموسم الجاري، بالرضا إزاء انتصار تحقق في ظل ظروف صعبة.
فقد خاض ليفربول مباراة يوم الأحد في غياب عدد من أبرز لاعبيه الأساسيين وهو ما أجبر كلوب على وضع ثقته في عدد من اللاعبين الشبان، ولم يخذلوه.
وقال كلوب "ما حدث هنا كان جنونيا، هذه الأشياء لا تحدث.
"فريق وتشكيلة وأكاديمية عامرة بالعناصر ذات الشخصية. أنا فخور للغاية بكوني جزء من هذه الأمسية".
وأضاف "الشيء الأكثر جنونا هو أننا كنا نستحق هذا. حالفنا الحظ في لحظات، وحالفهم في لحظات. فرض اللاعبون حضورهم، وكان هذا رائعا حقا".
وعلى الجانب الآخر، تحطمت آمال ماوريسيو بوكيتينو مدرب تشيلسي مجددا في إشعال موسمه بعد بداية متعثرة للفريق تحت قيادته.
وأصبح تشيلسي أول فريق يخسر ست مباريات نهائية متتالية في المنافسات المحلية في تاريخ كرة القدم الإنجليزية، وجاءت آخر ثلاث هزائم أمام ليفربول.
وكانت هذه النتيجة مألوفة بالنسبة للمدرب الأرجنتيني بوكيتينو الذي اقترب من التتويج في إنجلترا في العديد من المناسبات لكن الأمر لم يكلل بالنجاح في أي مرة.
وكانت هذه هي المرة الثانية التي يفرض فيها كلوب تفوقه على بوكيتينو في نهائي بطولة كبيرة، إذ تغلب ليفربول بقيادة كلوب على توتنهام بقيادة بوكيتينو في دوري أبطال أوروبا عام 2019.
وسيشعر بوكيتينو، المكلف بتكوين فريق قوي والذي ضم عناصره بمبالغ ضخمة، بخيبة أمل بالتأكيد إزاء فشل فريقه في التفوق على تشكيلة ضمن عدة عناصر شابة في ليفربول، رغم حقيقة أن تشيلسي يتأخر بفارق 25 نقطة عن ليفربول في الدوري الممتاز وخسر أمامه 4-1 على ملعب أنفيلد في يناير الماضي.
وقال بوكيتينو عقب المباراة "هم (اللاعبون) محترفون، وبحاجة إلى الشعور بالألم.
"لعبنا من أجل اللقب ولم نحصل عليه. هم بحاجة للشعور بالألم مثلنا".
* توقف اللعب
وبدأت المباراة بسيطرة من جانب ليفربول ومحاولات لفرض أسلوبه في اللعب في حين وجه تشيلسي، الفائز بلقب البطولة خمس مرات في تاريخه، تركيزه إلى التأمين الدفاعي في الدقائق الأولى.
وتوقف اللعب في الدقيقة 23، إثر سقوط رايان جرافنبرخ لاعب ليفربول مصابا وفشلت محاولات علاجه التي استمرت لدقائق ليغادر الملعب محمولا على محفة ويدفع المدرب يورجن كلوب باللاعب جو جوميز مكانه في الدقيقة 28.
وفي الدقيقة 32 اهتزت شباك ليفربول، إذ تلقى رحيم سترلينج عرضية من نيكولاس جاكسون وأسكن الكرة في الشباك، لكن الحكم عاد إلى نظام حكم الفيديو المساعد وأعلن عدم احتسابها هدفا بداعي تسلل جاكسون قبل تمرير الكرة.
وهدد تشيلسي مرمى ليفربول مجددا في الدقيقة 37 عبر تمريرة خطيرة من كونور جالاجر داخل منطقة الجزاء لكن الدفاع تعاون مع الحارس في إحباط الهجمة.
*نشاط هجومي
بدأ الشوط الثاني بنشاط هجومي مكثف من جانب الفريقين، وكان ليفربول المبادر بهجمة خطيرة في الدقيقة الأولى ثم رد تشيلسي بمحاولة في الدقيقة 52 انتهت بكرة سددها جاكسون بلمسة مهارية لكنها مرت بجوار القائم.
وكاد هارفي إيليوت أن يتقدم لليفربول في الدقيقة 58 من تسديدة قوية سددها من حدود منطقة الجزاء وارتطمت بالدفاع لكن الحارس بيتروفيتش كان متيقظا وتصدى لها ببراعة بقبضة يده.
وألغى الحكم هدفا لليفربول في الدقيقة 60، إذ أرسل أندرو روبرتسون كرة عالية من ركلة حرة قابلها فيرجيل فان دايك بضربة رأس إلى داخل الشباك، وأوقف الحكم اللعب للعودة إلى نظام حكم الفيديو المساعد.
وقام الحكم بمراجعة اللعبة ليعلن بعدها إلغاء الهدف بسبب ارتكاب خطأ من قبل واتارو إندو ليستمر التعادل السلبي.
وعاند الحظ تشيلسي بشكل كبير في الدقيقة 76 حينما سدد بالمر كرة زاحفة داخل منطقة الجزاء وحول زميله جالاجر اتجاهها بلمسة مهارية لكنها اصطدمت في النهاية بالقائم ثم شتتها دفاع ليفربول.
وأهدر جالاجر فرصة ثمينة لتشيلسي في الدقيقة 86، حيث توغل جاكسون إلى داخل منطقة الجزاء ثم أرجع الكرة إلى جالاجر غير المراقب، لكن الأخير سدد كرة مرت فوق العارضة.
وحملت الدقيقة الثانية من الوقت المحتسب بدل الضائع الكثير من الإثارة، حيث شن تشيلسي هجمة خطيرة شهدت تصدي الحارس لتسديدتين والدفاع لتسديدة أخرى من داخل منطقة الجزاء، ولم تسفر الثواني المتبقية عن جديد لينتهي الوقت الأصلي بالتعادل السلبي ويخوض الفريقان وقتا إضافيا.
وكاد ليفربول أن يسجل في الدقيقة الرابعة من الوقت الإضافي وتوالت محاولاته وأهدر إيليوت فرصة عندما سدد الكرة في الشباك من الخارج.
وشهد الشوط الثاني من الوقت الإضافي تسديدة قوية من تشوكونونسو مادويكي لاعب تشيلسي البديل لكن الحارس تصدى لها ببراعة.
وكادت المباراة أن تنتهي بالتعادل السلبي والاحتكام لركلات الترجيح، لكن فان دايك سجل هدف الفوز في الدقيقة 117.
(تغطية صحفية للنشرة العربية باسم زهران - تحرير أحمد عبد اللطيف)