واشنطن (رويترز) - حذر مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية يوم الجمعة من أن الانتخابات العامة المقرر إجراؤها في جنوب السودان خلال ديسمبر كانون الأول المقبل لن تحظى بالمصداقية ما لم يحدث تحرك عاجل، في الوقت الذي تأخرت فيه استعدادات الحكومة لهذا الحدث الانتخابي.
وعند سُؤاله في مقابلة أجرتها معه رويترز عما إذا كانت الانتخابات ستكون صورية، أجاب المسؤول بنعم ما لم يحدث إجراء عاجل.
ويستعد جنوب السودان لإجراء انتخابات عامة في وقت لاحق من هذا العام لاختيار من سيخلف الحكومة الانتقالية الحالية، التي تضم الرئيس سلفا كير والنائب الأول للرئيس ريك مشار اللذين اشتبكت قواتهما مع بعضهم البعض خلال الحرب الأهلية التي اندلعت بين عامي 2013 و2018.
وقال كير في عام 2022 إن الحكومة الانتقالية ستبقى في السلطة لمدة عامين آخرين، مما أدى إلى تأخير الانتخابات.
وعن احتمال إجراء الانتخابات في ديسمبر كانون الأول كما هو مخطط لها، قال المسؤول الأمريكي "النسبة متساوية 50/50".
وحذر المسؤول، الذي رفض نشر اسمه، من أن الولايات المتحدة ستدرس خيارات منها فرض عقوبات في حالة تأخر الانتخابات أو اندلاع أعمال عنف.
وقال المسؤول "إذا حدث تأخير أو عنف، فأعتقد أننا سندرس مجموعة كاملة من الخيارات، منها فرض عقوبات".
وأضاف أن الخيارات الأخرى يمكن أن تشمل النظر في مساعدات التنمية التي تقدمها واشنطن وأشكال أخرى من أوجه التعاون.
ولم يرد متحدث باسم حكومة جنوب السودان على طلب للتعليق حتى الآن.
وينعم جنوب السودان بالسلام رسميا منذ اتفاق 2018 الذي أنهى صراعا استمر خمس سنوات تسبب في مقتل مئات الآلاف، لكن العنف المحلي بين الجماعات المتنافسة يندلع بصورة متكررة.
وحذر المسؤول الأمريكي يوم الجمعة من أن جنوب السودان لم ينفذ الالتزامات التي قطعها على نفسه قبل عامين ومنها إجراء تعداد سكاني وصياغة دستور وإقامة جميع المؤسسات الديمقراطية اللازمة لإجراء الانتخابات.
وأضاف المسؤول أن المؤسسات الانتخابية لم تُشكل إلا في الآونة الأخيرة.
ويرى المسؤول أن كير يريد إجراء الانتخابات لما ستوفره من شرعية، لكنه قال إن مسؤولين حوله، ومنهم مشار، لا يريدون إجراءها لأنهم سيواجهون خطر خسارتها.
وقال المسؤول إن مشار وآخرين اتخذوا موقفا مفاده أن كل ما جرى الالتزام به في اتفاق السلام الموسع يجب أن يكتمل، مضيفا أنه لا يمكن إنجاز كل ذلك قبل الانتخابات.
وذكر المسؤول أن كير وغيره يستخدمون موقف مشار ذريعة لعدم اتخاذ إجراءات إضافية.
وأضاف المسؤول أن المجتمع المدني في جنوب السودان يدرك أيضا أنه لم يُبذل ما يكفي من الجهود لإجراء الانتخابات.
وتابع "هناك مخاوف كبيرة من وقوع أعمال عنف. لذلك هناك رغبة كبيرة لإجراء انتخابات، لكنهم يعلمون أيضا أن... الحكومة لم تفعل ما يتعين عليها القيام به".
(إعداد محمد عطية للنشرة العربية - تحرير أيمن سعد مسلم)