رام الله (الضفة الغربية) (رويترز) - ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن القوات الإسرائيلية قتلت ثلاثة فلسطينيين في حوادث منفصلة بالضفة الغربية المحتلة يوم الخميس، ليرتفع العدد إلى عشرة فلسطينيين قُتلوا هناك في الساعات الأربع والعشرين الماضية.
ومنذ بدء الحرب في غزة، كثفت إسرائيل مداهماتها في الضفة الغربية حيث يتصاعد العنف بالفعل منذ أكثر من عام. وتظهر سجلات الأمم المتحدة أن القوات الإسرائيلية أو المستوطنين قتلوا مئات الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول والذي اندلعت معه شرارة أحدث حرب في غزة.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن شابا فلسطينيا (19 عاما) قُتل صباح يوم الخميس برصاص القوات الإسرائيلية في مدينة البيرة قرب رام الله وقُتل شاب آخر بعد إصابته بالرصاص في منطقة أريحا. وقالت وكالة وفا إنهما أصيبا في مواجهات مع القوات الإسرائيلية.
وقالت الشرطة الإسرائيلية إنها تنفذ عملية في منطقة أريحا تستهدف رجلا كان يخطط لتنفيذ هجوم انتحاري. وأضافت أن أفراد الشرطة تبادلوا إطلاق النار مع مسلحين فلسطينيين في مداهمة هناك.
وإلى الجنوب من بيت لحم، سقط فلسطيني عمره 63 عاما برصاص الجنود الإسرائيليين قرب مستوطنة اليعازر.
وقال الجيش الإسرائيلي إن الجنود أطلقوا النار على "فلسطيني أثار شكوكهم عند مفرق اليعازر".
وأضاف الجيش "تأكدت الإصابة وأُعلن وفاته لاحقا"، مضيفا أن الشرطة العسكرية فتحت تحقيقا في الواقعة.
ونقلت صحيفة تايمز أوف إسرائيل عن وسائل إعلام عبرية أن الرجل (63 عاما) كان رافعا يديه لأعلى عندما أُطلقت عليه النار. ولم يرد تأكيد على الفور من الجيش.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن القوات الإسرائيلية قتلت أيضا أربعة فلسطينيين في مخيم نور شمس للاجئين في مدينة طولكرم بالضفة الغربية خلال الليل، مضيفا أن اثنين منهم أُصيبا بالرصاص بينما قُتل اثنان في ضربة جوية.
وقال سكان إن القوات الإسرائيلية جرفت الطرق في المنطقة. وقالت إسرائيل إنها استهدفت مسلحين أطلقوا النار وألقوا متفجرات على القوات في عملية لمكافحة الإرهاب هناك.
وقالت وفا ووزارة الصحة الفلسطينية إن القوات الإسرائيلية قتلت أيضا ثلاثة فلسطينيين في مدينة جنين ليل يوم الأربعاء، فيما وصفها الجيش الإسرائيلي بعملية استهدفت مسلحين فلسطينيين.
وأعلنت حركة الجهاد الإسلامي مقتل ثلاثة من أعضائها، فيما وصفتها بعملية اغتيال.
وفي أعقاب الواقعة، قالت مصادر محلية إن مسلحين فلسطينيين قتلوا فلسطينيا في جنين يشتبه في أنه جاسوس لحساب إسرائيل.
وقالت مصادر محلية إن مجموعة مسلحة اشتبكت في جنين مع قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية التي يقودها الرئيس محمود عباس وتمارس حكما ذاتيا محدودا على أجزاء من الضفة الغربية، ردا على اعتقال أحد أعضائها.
* تأييد حماس يتراجع لكنه أعلى مما كان قبل الحرب
لطالما شهدت الضفة الغربية توترات بين السلطة الفلسطينية ومجموعات مسلحة. وتأسست السلطة الفلسطينية بموجب اتفاقية مؤقتة مع إسرائيل قبل ثلاثة عقود.
وفقدت السلطة الفلسطينية السيطرة على غزة عام 2007 لصالح حركة حماس الضالعة في هجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول الذي أسفر عن مقتل 1200 شخص في إسرائيل واحتجاز 253 رهينة، وفقا للإحصائيات الإسرائيلية.
وقتل نحو 32 ألف فلسطيني في قطاع غزة نتيجة الهجوم الانتقامي الذي شنته إسرائيل، بحسب السلطات الصحية في القطاع.
وأظهر استطلاع للرأي العام الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية في مارس آذار تراجع دعم حركة حماس في الأشهر الماضية.
وقال 34 بالمئة من المشاركين في المسح إنهم يدعمون الحركة حين سُئلوا عن الفصيل الذي يدعمونه، مقارنة مع 43 بالمئة كانون يؤيدونها في ديسمبر كانون الأول. وكانت نسبة التأييد لحماس قبل ستة أشهر، أي قبل بداية الحرب، نحو 22 بالمئة.
ولم يتغير معدل تأييد حركة فتح خلال الفترة وظل عند نحو 17 بالمئة. وانخفضت نسبة من يريدون استقالة عباس إلى 84 بالمئة من 88 بالمئة قبل ثلاثة أشهر.
ووفقا لنتائج الاستطلاع، يعتقد 71 بالمئة من المشاركين أن قرار حماس بشن هجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول كان صائبا، دون تغيير تقريبا عن نسبة بلغت 72 بالمئة في ديسمبر كانون الأول.
وفاز عباس في الانتخابات الرئاسية السابقة في 2005، وفازت حماس بالانتخابات البرلمانية السابقة في 2006.
(تغطية صحفية علي صوافطة - إعداد رحاب علاء وعبد الحميد مكاوي ومحمد حرفوش للنشرة العربية - تحرير محمد محمدين ومحمو رضا مراد)