بيانات التوظيف تدفع الأسواق نحو ردود فعل غير تقليدية
كشف تقرير وزارة العمل الأمريكية عن زيادة الوظائف غير الزراعية بمقدار 256 ألف وظيفة في ديسمبر، متجاوزًا توقعات رويترز عند 160 ألفًا، وأعلى من الرقم المعدل لشهر نوفمبر البالغ 227 ألفًا. هذه البيانات القوية دفعت الأسواق إلى تحركات مفاجئة، إذ أثارت توقعات بعدم خفض الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة في يناير بنسبة 97.3%، مع احتمالية 74% للإبقاء على أسعار الفائدة بين 4.25% و4.50% خلال اجتماع مارس.
الذهب يظهر مرونة غير معتادة
على الرغم من قوة بيانات التوظيف، التي كانت تشير عادة إلى ضغوط على الذهب، أظهرت العقود الآجلة للذهب أداءً استثنائيًا. وارتفع عقد فبراير من مستوى افتتاح 2,692.90 دولارًا إلى تسجيل مكاسب بلغت 0.90% عند الإغلاق عند 2,716.50 دولارًا. يبدو أن الطلب على الذهب يعكس مخاوف أوسع لدى المستثمرين، تتجاوز تأثيرات أسعار الفائدة، مع تركيز على التضخم والتوترات الجيوسياسية وعدم اليقين السياسي.
الدولار يثبت قوته والأسهم تتراجع
شهد مؤشر الدولار الأمريكي صعودًا رغم بداية ضعيفة، حيث تعافى من أدنى مستوياته اليومية عند 109.165 ليغلق عند 109.78، مرتفعًا بنسبة 0.48%. في المقابل، تعرضت أسواق الأسهم لضغوط ملحوظة. فقد مؤشر داو جونز 712 نقطة (1.7%)، بينما تراجع مؤشر S&P 500 بنسبة 1.8%، وسجل مؤشر ناسداك انخفاضًا حادًا بنسبة 2.1%.
تركيز المستثمرين يتحول نحو التحوط ضد المخاطر
يرى المحللون أن هذه التحركات تعكس تحولًا في مزاج الأسواق. فبدلًا من التركيز الحصري على قرارات الفائدة، أصبح المستثمرون يعيرون اهتمامًا أكبر للمخاطر المتعددة، بما في ذلك سياسات الإدارة الأمريكية المتعلقة بالتعريفات الجمركية وتوسعات الدين العام. كما أشار محللون من Saxo إلى تزايد الطلب على الذهب الفعلي من قبل المتداولين الصينيين كإجراء تحوطي.
هذه التوجهات قد تشير إلى تغيّر جوهري في طريقة استجابة الأسواق للبيانات الاقتصادية، مما يبرز الحاجة إلى مراقبة التطورات الاقتصادية والسياسية عن كثب في المستقبل القريب.