القدس/جنيف (رويترز) - تتهم إسرائيل الأمم المتحدة بتقديم إحصاءات تقلل كمية المساعدات التي تدخل إلى قطاع غزة وقالت يوم الأربعاء إن المنظمة الدولية تستخدم نهجا معيبا يهدف إلى التغطية على الصعوبات التي تواجهها هي نفسها في التوزيع، وذلك وسط ضغوط متزايدة على إسرائيل للسماح بدخول المزيد من الإمدادات.
وفي حين تقول إسرائيل إن عدد الشاحنات التي تدخل غزة ارتفع بشدة في الأيام القليلة الماضية، تعطي الأمم المتحدة أعدادا أقل وتقول إن المساعدات أقل بكثير من الكميات المطلوبة لتلبية الاحتياجات الإنسانية.
وبعد ستة أشهر من الحرب البرية والجوية التي أطلقتها إسرائيل على غزة بعد هجوم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول، أصبح معظم سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة بلا مأوى، وتواجه مناطق بالقطاع خطر المجاعة، كما دُمرت البنية التحتية المدنية وانتشر المرض على نطاق واسع.
وحثت وكالات إغاثة، منها منظمات تابعة للأمم المتحدة، إسرائيل على بذل المزيد للسماح بدخول المواد الغذائية وغيرها من المساعدات الإنسانية وتسهيل توزيعها في القطاع الصغير.
وقالت إسرائيل إن 419 شاحنة دخلت قطاع غزة يوم الاثنين، فيما قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إن 223 شاحنة فقط دخلت في ذلك اليوم.
وذكر مكتب تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، وهي وحدة عسكرية إسرائيلية تتولى مسؤولية تنسيق المساعدات، ووكالات الأمم المتحدة أن التباين في البيانات ناتج عن أساليب مختلفة في الإحصاء.
وقال المكتب في بيان "الأرقام غير الصحيحة التي تقدمها الأمم المتحدة هي نتيجة للأسلوب المعيب الذي تنتهجه. فبدلا من إحصاء العدد الفعلي للشاحنات التي تدخل قطاع غزة، وفي محاولة لإخفاء الصعوبات التي تواجهها في التوزيع اللوجيستي، تحصي فقط عدد الشاحنات المحملة على الجانب الآخر من الحدود داخل غزة".
وذكر ينس لاركيه المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن العدد الذي تعلنه إسرائيل يتعلق بشاحنات غير ممتلئة بالكامل وهو إجراء يأتي امتثالا لمتطلبات التفتيش العسكري.
وقال لاركيه "يحصي مكتب تنسيق أعمال الحكومة في المناطق ما يفحصونه ويرسلونه عبر الحدود. ونحصي نحن الشاحنات التي تصل إلى مستودعاتنا".
وأضاف "الشاحنات التي تدخل، والتي يفصحها مكتب تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، عادة ما تكون نصف ممتلئة فقط. وهذا مطلب وُضع لأغراض التفتيش. وعندما نحصي الشاحنات على الجانب الآخر، بعد إعادة تحميلها، تكون ممتلئة".
وأشار إلى أن القيود الإسرائيلية الأخرى تعني أن الشاحنات لا تصل في كثير من الأحيان من الحدود إلى المستودعات في يوم واحد، مما يزيد من تعقيد عملية الإحصاء.
وأوضح قائلا "لا يمكن للسائقين والشاحنات المصرية أن يكونوا في نفس المنطقة في نفس الوقت مع السائقين والشاحنات الفلسطينية. وهذا يعني عدم سلاسة عملية التسليم. أولا، يجب أن يدخل كل شيء، ثم يتم تفريغه، ثم يخرج الجميع، قبل أن تتمكن مجموعة جديدة من الشاحنات من داخل غزة تحمل لوحات فلسطينية، مع سائقين فلسطينيين تم فحصهم، من الدخول واستلامها".
(إعداد عبد الحميد مكاوي للنشرة العربية - تحرير مروة غريب)