من جابرييل تيترو فاربر
جنيف (رويترز) - قال مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو جراندي يوم الجمعة إن احتمال نزوح سكان غزة من مدينة رفح الحدودية إلى مصر هربا من هجوم عسكري سيجعل حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني مستحيلا وسيسبب "معضلة مروعة" للفارين.
وذكر جراندي "يتعين علينا فعل كل ما في وسعنا" لتجنب مثل هذا النزوح لسكان غزة.
وأضاف جراندي لرويترز في مقر المفوضية بجنيف "يمكنني أن أؤكد لكم أن أي أزمة لاجئين أخرى من غزة إلى مصر... ستجعل من المستحيل حل قضية اللاجئين الفلسطينيين الناجمة عن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني".
ويعيش حاليا نحو 5.6 مليون لاجئ فلسطيني في الأردن ولبنان وسوريا والضفة الغربية وغزة التي تحتلها إسرائيل، معظمهم من نسل الذين أرغموا على الخروج من ديارهم أو فروا منها في أعقاب حرب عام 1948 التي ترافقت مع قيام إسرائيل.
ويشكل مصير اللاجئين الفلسطينيين إحدى القضايا الشائكة في عملية السلام المتوقفة. ويقول الفلسطينيون والدول العربية إن الاتفاق يجب أن يشمل حق هؤلاء اللاجئين وأحفادهم في العودة، وهو أمر ترفضه إسرائيل دائما.
وأثارت الخطط الإسرائيلية لمهاجمة رفح التي يلوذ بها أكثر من مليون من سكان القطاع تنديدات على نطاق واسع.
وحتى الولايات المتحدة، أقرب حلفاء إسرائيل، تحذر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من أن إسرائيل ستواجه عزلة عالمية إذا مضت في تنفيذ الهجوم.
وقال جراندي إن الهجوم على رفح قد يجعل نزوح سكان غزة إلى مصر "الخيار الوحيد المتاح لسلامتهم".
وأضاف "هذه المعضلة غير مقبولة وتقع مسؤولية تجنب هذه المعضلة بشكل مباشر على عاتق إسرائيل، قوة الاحتلال في غزة".
ويقول الجيش الإسرائيلي إن أربع كتائب تابعة لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) لا تزال موجودة في المدينة بالإضافة إلى عدد غير معروف من كبار قادة الحركة.
وذكر جراندي أن المفوضية تخزّن الخيام والإمدادات وتعمل مع دول المنطقة على وضع خطط الطوارئ الخاصة بها لمواجهة احتمال وصول سكان غزة.
وأضاف جراندي "ننظر إلى المنطقة وليس فقط إلى احتمالات النزوح وإنما أيضا إلى احتمال اتساع رقعة الصراع".
وتابع "لكنني أكرر أنه يتعين ألا نصل إلى هذه المعضلة المروعة التي ستكون في الحقيقة نهاية الطريق تقريبا لما يهم حقا هنا: السلام الدائم".
(إعداد محمد أيسم ومحمد حرفوش للنشرة العربية - تحرير سها جادو وأيمن سعد مسلم)