من فرح سعفان ونضال المغربي
القاهرة (رويترز) - افتتح فلسطيني من قطاع غزة قدِم إلى مصر مطعم شاورما في القاهرة، لينقل مذاقا من الوطن إلى المصريين والآلاف من أبناء شعبه الذين فروا من القطاع خلال الحرب المستمرة.
ويقدم (مطعم حي الرمال) بمنطقة عزبة النخل الشاورما، وهو طبق شهير بالشرق الأوسط يتكون من اللحم المقطع إلى شرائح رفيعة، وغيرها من الأطباق الفلسطينية والعربية.
وقال باسم أبو العون وهو رجل أعمال من غزة ومؤسس المطعم المرخص باسم قريب له حاصل على الجنسية المصرية إن "الاسم يأتي تخليدا لحي الرمال، الحي الذي كنت أسكن فيه، وتخليدا لبلدي".
وأضاف "إنه أيضا بديل للمطعم الذي كنت أمتلكه في غزة، في غزة تم تدمير مطعمين كنت أمتلكهما، إضافة إلى بيتي وبيوت عدد من أقاربي".
ويقول أبو العون إنه سيعود بمجرد انتهاء الحرب إلى غزة حتى إذا اضطر لنصب خيمة قرب أطلال منزله.
وكان حي الرمال مركز التسوق الأكثر ازدحاما في مدينة غزة، وكان يضم أجمل المباني متعددة الطوابق وأكبر مراكز التسوق في القطاع ومكاتب البنوك الرئيسية قبل أن تحول القوات الإسرائيلية معظمه إلى أنقاض. كما كان يتواجد به أكبر وأشهر مطاعم الشاورما في المدينة.
وعلق أحمد عوض، مدير المطعم، بالقول إن العملاء يشعرون بالسعادة لتناول نكهات من بلدهم. وأضاف "هو نفس الطعم بالظبط، الناس بتقول أنا بأمانة حسيت حالي إن أنا في غزة".
وذكر لرويترز في مقابلة بالمطعم بالقاهرة "بيجينا مصريين واللي بيجرب من عندنا مرة بيظل باستمرار ييجي وبيقول طعم غريب وحلو غير الشاورما اللي بناكله".
وتعد بهارات شاورما غزة فريدة من نوعها، ونظرا لندرتها في القاهرة يقوم والد عوض بخلط البهارات المتوفرة ليعطيها المذاق الفلسطيني المميز.
ووصل عشرات الآلاف من الفلسطينيين من غزة إلى مصر منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر تشرين الأول بعد هجوم شنه مقاتلون من حركة المقامة الإسلامية (حماس) وتقول إسرائيل إنه أسفر عن مقتل 1200 شخص واختطاف 253 آخرين.
وتقول وزارة الصحة في غزة إن أكثر من 34 ألف فلسطيني قتلوا في الهجمات الإسرائيلية منذ ذلك الحين.
ووصل عوض وزوجته وأطفالهما الأربعة إلى القاهرة قبل ثلاثة أشهر. وفي غزة، كان يعمل في مطاعم متخصصة في الأطباق الشرقية والغربية.
وبعيدا عن الوطن، ومع عدم اليقين بشأن نهاية قريبة للحرب في ظل إخفاق الجهود التي بذلتها مصر وقطر لحل الخلافات بين الطرفين المتحاربين من أجل التوصل لوقف لإطلاق النار، حث عوض الفلسطينيين على التعايش مع الوضع المؤقت.
وقال "بنصحهم يشتغلوا ويشوفوا حياتهم، صحيح إنه راحت بيوتهم وراح كل شيء بس مش مشكلة، يرجع ويشتغل ويبني حاله".
وأضاف "إن شاء الله بس الأمور تنحل في بلادنا وأكيد هنرجع لبلادنا ونشتغل هناك ونرجع نعمر بلادنا".
ومن بين الفلسطينيين الذين تقطعت بهم السبل حاليا في القاهرة رجال أعمال كانت لديهم أعمال مزدهرة في غزة وكذلك طلاب وأسر عادية. ويقولون إنهم يسعون للحصول على نوع من الإقامة القانونية لمتابعة خطط الاستثمار والدراسة حتى يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار.
ويرفض كل من القادة الفلسطينيين والمصريين توطين الفلسطينيين خارج أراضيهم.
وتكافح أم معاذ، وهي فلسطينية من رفح بجنوب قطاع غزة وأتت هي الأخرى للقاهرة، من أجل دفع إيجار المنزل وعلاج زوجها وابنتها.
واستغلت حبها للطهي وبدأت العمل من المنزل وتقديم الطعام الفلسطيني من خلال صفحة على موقع فيسبوك (NASDAQ:META) لعملائها المصريين والفلسطينيين.
وقالت "سعيت لهذه الفكرة ولقيت إن المشروع ناجح وفي إقبال كثير من الشعب المصري على الفكرة وكمان إخواننا الفلسطينيين المغتربين في مصر كان في إقبال شديد".
وأضافت المرأة المنتقبة لرويترز "كانوا في الحرب واجوا على مصر... وصار يطلبوا الأكلات والحمد لله المشروع ناجح وإن شاء الله يستمر".
(إعداد فرح سعفان للنشرة العربية - تحرير مروة غريب)